الـتـديـن يـمـنـع ضـغـط الـــدم ..

كشفت دراسة أكاديمية أصدرتها جامعة الكويت عن وجود علاقة عكسية بين درجة تدين الشخص ومعدلات ضغط الدم؛ فكلما زادت درجة التدين وتمسك الفرد بممارسة العبادات قلّت معدلات ضغط الدم لديه.

وأثبتت الدراسة التي أعدها د. "يعقوب يوسف الكندري" أستاذ علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية وبثتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الإثنين 16-12-2002 أن التدين يسبغ على صاحبه جوًا من الطمأنينة والسكينة؛ بفضل ما تحويه التعاليم الدينية من قيم أخلاقية وروحية تمكن الفرد إذا ما تبعها من التعامل مع الآخرين بطرق سليمة مستندة لمعايير أخلاقية مصدرها التعاليم الدينية.

وكانت الدراسة قد أجريت على عينة من المجتمع الكويتي بلغ عدد أفرادها 223 كويتيا من الجنسين، ومن‏ ‏مختلف الشرائح الاجتماعية تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عامًا، وزعت عليهم استمارة استبيان تستفسر عن درجة تدين كل فرد، ومن ثم خضعوا جميعًا لفحص طبي لمعدلات ضغط الدم.

وأشارت الدراسة إلى أن خلق السكينة والطمأنينة في نفوس المتدينين من أبرز الطرق العلاجية التي تخفف من حدة ضغوط الحياة اليومية، مؤكدة أن الضغوط الاجتماعية والنفسية التي أصبحت سمة من سمات العصر الحديث تعتبر السبب المباشر للإصابة بضغط الدم، لا سيما أن استمرار بحث الإنسان في العصر الحديث عن الإنجاز المادي يبعده عن الجوانب الروحية التي تلعب دورًا مهمُّا في التأثير على معدلات ضغط الدم.

الصلاة في وقتها

وأوضحت أن درجة ومستوى التدين نفسه وممارسة العبادات الإسلامية وفق ما تنص عليه الشريعة الإسلامية تلعب دوراً أساسياً في تحديد مستوى الضغوط ‏الاجتماعية والنفسية، وبالتالي التأثير في المستوى الصحي ودرجة ضغط الدم. وأشارت إلى وجود علاقة عكسية بين الالتزام والمحافظة على الصلوات في أوقاتها‏ وبين ضغط الدم؛ فكلما التزم الفرد وحافظ على أداء صلواته في وقتها انخفض معدل ‏ضغط الدم الانقباضي والانبساطي لديه. كما توجد علاقة عكسية بين أداء الفروض في المسجد وضغط الدم؛ حيث ينخفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بدرجة ملحوظة عند الرجال الذين يؤدون الفروض في المسجد مقارنة بمن يؤدونها في بيوتهم أو أماكن العمل.

وأشارت إلى أن قراءة القرآن‏ ‏الكريم بصورة منتظمة ومستمرة لها أثر جيد على معدلات ضغط الدم‏؛ كما يبدو مستوى ضغط الدم في معدل مناسب تماماً عند من يستمعون للقرآن الكريم بصورة منتظمة مقارنة بمن يسمعونه بصورة متقطعة دون انتظام؛ كما بدت نفس النتيجة عند من يؤدون صلاة الفجر في وقتها ‏مقارنة بمن يؤخرونها إلى ما بعد شروق الشمس.

وأثبتت الدراسة أن أفراد العينة الذين يشتركون في جمعيات دينية أو اجتماعية أقل عرضة لضغط الدم من غيرهم، مرجعة ذلك إلى ما يتلقاه الفرد من ‏دعم اجتماعي وروحي من تلك الجمعيات.

وذهبت إلى أن الملتزمين دينياً بدوا في حالة صحية أفضل بكثير من غير الملتزمين دينياً بصورة عامة، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية تدعو المسلم إلى الاعتناء بصحته، وتأمره بإتيان أفعال، وتنهاه عن ممارسة أمور ثبت بالعلم ضررها البالغ على الصحة العامة. ومن هنا جاءت الحالة العامة لصحة المتدينين أفضل بصورة ملحوظة من غير المتدينين.

وخلصت الدراسة إلى أن الدين يلعب دورا مهما في إحداث التوازن العاطفي للفرد؛ مما يؤثر بصورة مباشرة على حالته الصحية، ويعزز فرضية أن دراسة الأمراض لا يمكن أن تقتصر فقط على المنظور الطبي؛ بل يجب النظر إلى التأثيرات الاجتماعية والنفسية والروحية للمرضى.

دراسة كويتية: التدين يمنع ضغط الدم

رضا حماد - إسلام أون لا ين.نت/ 17-12-2002