فكرة ملغمة !

مرحبا .. دعونا نأخذ زيارة خفيفة بداخل سوق " العقل "..
يبدو بأن التجوال في هذه الأيام الممطرة تكلفنا
أسعار غالية الثمن ، والمحلل الأقتصادي يقول :
أن سعر الدولار تفوق على اخيه ابن " اللذينا " يورو .

اهلا ً بك ايها الزائر العزيز : هذه العُلب المنتهية صلاحيتها
في رف الرأي العام ، حتى وإن قاومك شغفك ومشاكستك
لتتذوقها بعد عدة دقائق من الضجيج سوف ترمي بها لأنك
بكل بساطة ستعرف انها فاسدة .

اقربوا اقربوا جميعكم سوف اخبركم سر ، ولكن حذاري
أن يخرج خارج رواق السوق ..
هناك في ذلك الرف ( منتجات مفتوحة ورائحتها عبقة جداً )
و الجميع يمارس ترويجها بين المخ و يمكن أن تصل مع
الدم إلى القلب عبر الشرايين ..
هذه منتهية الصلاحية لكن عزائها الوحيد بأنها مدهشة
ومراوغة جداً ، احذروا القرب منها ، وتعالوا لنتذوق لتعرفوا مدى خِداعُها !!

بودي أن اطرح عليكم سؤال ونحن ايها الزائرين
في نهاية الجولة هنا في منتصف العقل :
بماذا تفكرون خارج قشرة الرأس ؟!
"انت هناك ايها المخبول لا تضحك" .. دعوكم من السؤال !!

خارج اسوار السوق ، لك شكل واحد مستقيم
من اليمين نقطته صفر ومن اليسار ايضاً صفر ..
لم تحاول أن تتشكل على مدى السنين خط متعجرف
ولو لمرة واحدة ، تعوج يا أخي اترك مساراتك الرئيسية ..
اكتشف الحواري المحيطة بك .

الأعلام وإغراء المتحدثين البارعين لا يحولونك إلى منبر آخر ..
لا تكن قنبلة موقوتة ، اصنع متفجراتك الخاصة بك ..
هناك من يحاول زرع ألغام فكرية ، ابطلها وتعلم ..
كيف تقود حربك بتخطيطك ومبادئك إنشئ ثكنة افرادها ثقتك ومعداتها "عقلك ".

ألا يخبركم روتينكم بهمس في إحدى اُذنيك ( كم هو حزين )
لم تخرجه من عاداته ومواقعه اللتي تتردد إليها كل يوم ..
افرحه وفتش عن العالم ، خذ بيده إلى مراجيح لم يتزحلق عليها ..
تمرد به على طرق لم يطأها ، جرب ذلك في اقرب فرصة ممكنة .

***
بعد خروجي وحيداً من الباب الخلفي للسوق ..
ادركت انه فاتني جميع النقاش فيما سبق ..
كنت هناك بالقرب من رفوف الشاي ابحث عن "مذاق آخر"!


إبراهيم سعيد