* أمّا عن أوّل زمرة تدخُلُ الجنّة
فلا اختلاف بينهم و لا تباغض , ففي الصّحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : (( أَوَّلُ زُمرة تلِجُ الجنَّة صورتُهم على صورة القمر ليلة البدر , لاَ يبْصُقون فيهَا و لاَ يَمْتَخَّطُونَ ولاَ يتَغَوَّطُونَ , آنِيَتُهُم فيهَا الذَّهبُ , أَمْشاطُهُم منَ الَّذهبِ وَ الفِضَّةِ , ومجامرُهُم الأَلُوَّةُ , و رشْحُهُم المِسكُ , وَلِكُلِّ واحدٍ مِنْهُمْ زَوْجِتانِ يُرى مُخُّ سُوْقِهما منْ وراءِ اللَّحمِ مِنَ الحُسْنِ . لاَ اخْتِلافَ بيْنَهُمْ و لاَ تبَاغُضَ , قُلُوبُهم قلبٌ واحدٌ , يُسبِّحون الله بُكرة و عشِيًّا )) [ البخاري 3245, و مسلم 2834] .
و الغلّ منزوع من صدورهم قال تعالى : { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ } [ الحجر/ 47] .
* و طولهم عند دخول الجنّة ستّون ذراعا :
ففي الصّحيحين من حديثِ أبي هُريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : (( خَلَقَ اللهُ عزَّ و جلَّ آدمَ عَلى صُورَتِهِ , طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا , فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ : اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أولَئِكَ النَّفَرِ , و هُمْ نَفَرٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ جُلُوسٌ , فاسْتَمِعْ ما يُجِيبُونَكَ , فإنَّهَا تحيُّتُكَ و تَحِيَّةُ ذُريَّتِكَ , قَالَ : فذَهَبَ فقَالَ : السَّلامُ عليكُم . فَقالُوا السلاَمُ عليكَ وَرحمةُ الله . قَالَ : فزَادُوهُ : وَرحمةُ اللهِ . قَالَ : فَكُلُّ مَنْ ْيَدْخُلُ الجنَّةَ عَلَى صُورةِ آدَمَ . وَطُولهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا . فَلَمْ يَزَلِ الخلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الآن )) [ البخاري حديث 3336 , و مسلم 2841 ] .
* ووجُوه أهل الجنّة ناضرة بيضاء :
قال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ } [ القيامة /22] .
و قال تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ } [ آل عمران /106] .
و كما هُوَ معلُوم فإنَّها قُلُوب أهلِ الإيمان .
وُجوههُم مسفرةٌ ضاحكةٌ مُستبشرة .
* و في الجنّة سادة و سيِّدات :
فسيِّدُ الشُّهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه [ حسن بمجموع طرقه : أخرجه الحاكم في ( المستدرك ) ( 3/ 195) , و غيره , وانظر كتابي الصحيح المسند من فضائل الصّحابة . ]
و سيِّدا شبابِهَا الحسن و الحُسين رضي اللهُ عنهما .[ صحيح : انظر( مسند أحمد )( 3/3) , والترمذي (3768 ) .
و سيّدة نسائِها فاطمة بنت رسُول الله صلّى الله عليه و سلّم [ صحيح انظر البخاري ( 3623) , ومسلم (2450) , و الحاكم في المستدرك ( 3/151) ] .
* عتقاء الله :
في الصّحيحين من حديثِ أبي سعيد الخدري رضي اللهُ عنهُ أنَّ النَّبيّ صلّى اللهُ عليه و سلّم قال: .. فذكرَ حديثًا طويلاً فِيهِ : (( فَيَقُولُ اللهُ عزَّ و جلَّ : شَفَعَتِ الملاِئِكةُ وَ شفعَ النَّبيُّونَ وَشَفعَ المُؤمِنُون . ولمْ يَبقَ إلاَّ أرحمَ الرَّاحِمينَ , فَيقْبضُ قبضةٌ مِنَ النَّارِ فَيخُرُجُ مِنْهَا قَوْمًا لمْ يَعْمَلُوا خَيرًا قطُّ , قدْ عادُوا حُممًا , فيلقيهُم فِي نهرٍ في أفواهِ الجنَّةِ يُقالُ لهُ نهرُ الحياةِ . فيخْرُجُونَ كمَا يخرُجُ الحبةُ في حمِيلِ السَّيلِ . ألا ترونَها تكُونُ إلى الحجرِ أَو إلى الشَّجرِ . مَا يكُونُ إِلى الشَّمسِ أُصيفُرُ و أُخَيضرُ . وما يكُونُ منهَا إلى الظلِّ يكونُ أَبيضَ ؟ )) فقالُوا : يا رسُولُ الله ! كأنَّك كُنتَ ترعى بالبادِية . قال : (( فيخْرجُونَ كاللُّؤلُؤِ في رِقابهم الخَواتمُ , يعرِفُهُم أهلُ الجنّةِ , هؤُلاءِ عُتقاءُ اللهِ الَّذينَ أدخلهُم اللهُ الجنَّةَ بِغيرِ عملٍ عملُوهُ وَلا خيرٍ قدَّمُوه , ثُمَّ يقُولُ : ادخُلُوا الجنَّةَ فَما رَأيْتُموهُ فهوَ لكُم . فيقُولونَ : ربُّنا ! أعطيْتَنَا ما لمْ تُعْطِ أحدًا مِن العالمينَ. فيقُولُ : لَكمْ عِندِي أَفضلُ مِن هَذا . فيقُولونَ : يا ربَّنَا ! أيُّ شيءٍ أفضلَ من هذَا ؟ فيقُولُ رِضايَ . فلاَ أسخَطُ عليكُم بَعدَهُ أبدًا )) [ البخاري ( 7439 ) , و مسلم ( 183) و اللفظ له . ]