أن الدنيا مزرعة الاخرة , والقلب كالارض , والايمان
كالبذور فيها
وا لطاعات جارية مجرى تقليب الارض وتطهيرها
ومجرى حفر الانهار وسياقة الماء اليها
والقلب المفتون بالدنيا المستغرق بها
كالارض السبخة التي لا ينمو فيها البذر
ويوم القيامة الحصاد , ولا يحصد احد الا مازرع
وقلما ينفع ايمان مع خبث قلب , وسوء اخلاقه
وكما لا ينمو بذر في ارض سبخة , فينبغي ان يقاس رجاء العبد المغفرة
برجاء صاحب الزرع , فكل من طلب ارضا طيبة والقى فيها
بذرا طيبا غير عفن ولا مسوس , ثم امده بما يحتاج اليه في
اوقاته ثم نقى الشوك والحشيش , وكل ما يمنع نبات البذرة
او يفسده ثم جلس منتظرا من فضل الله تعالى دفع الصواعق
والافات المفسدة الى ان يتم الزرع ويبلغ غايته
سمي انتظاره (رجاء )
وان بث البذر في ارض صلبة , سبخة مرتفعة لا يصل اليها
الماء ولم يشتغل بتعهد البذر ,اصلا ثم انتظر الحصاد منه
سمي انتظاره حمقا وغرورا (واماني زائفة) لا (رجاء )صادق