01-24-2012, 05:43 PM
|
#12
|
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 19544
|
تاريخ التسجيل : Jan 2010
|
أخر زيارة : 04-23-2025 (09:06 PM)
|
المشاركات :
24,887 [
+
] |
التقييم : 113
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
إلى كم ذا التّراخي والتّمادي ..... وحادي الموتِ بالأرواحِ حادي
فلوكنـّا جمادا لإتّعظـــنا ......و لكنــّا أشدُّ من الجمــادِ
تُنادينَــا المنيّةُ كلَّ وقـتٍ...... وما نُصغِي إلى قولِ المُنادي
وأنفاسُ النُّفوسِ إلى انتقاصٍ..... ولكنَّ الذُّنــوبِ إلى ازدِيادِ
إذا ما الزَّرعُ قارنهُ اصفِرارٌ ......فليسَ دواؤهُ غيرَ الحصَــادِ

* ذكر الإمام ابن القيّم في كتابه (( عدّةُ الصّابرِين )) ؛: عن يزيد ابن ميسرة قال : كان رجلٌ ممَّن مضَى , جمعَ مالاً فأوعَى , ثمَّ أقبلَ على نفسهِ وهو في أهلِهِ فقال : أنْعُمُ سِنِين !!
فأتاهُ ملكُ الموتِ فقرعَ البابَ في صُورةِ مسكين , فخرجوا إليهِ فقال ادعُوا لِي صاحبَ الدَّارِ .
فقالوا يخرجُ سيِّدُنا إلى مِثلكَ ؟!
ثُمّ مكثَ قليلاً ثُمَّ عادَ فقرع الباب وصنع مثلَ ذلِك وقال : أخبِروهُ أنّي ملكُ الموتِ .
فلمَّا سمعَ سيِّدُهم قعِدَ فزِعًا , وقال ليّنُوا لهُ الكلام . فقالُوا : ما تُريدُ غيرَ سيّدِنا بارك الله فيك ؟
قالَ لا . فدخلَ عليهِ فقال : قُمْ فَأوْصِ ما كُنتَ مُوصِيا فإنِّي قابضٌ نفسك قبلَ أن أخرجَ .
قال : فصرخَ أهلهُ وبكُوا . ثمَّ قَال : افتَحُوا الصّناديق , وافتحُوا أوعية المالِ . ففتحُوها جميعًا , فأقبلَ على المالِ يلعنهُ ويسُبُّهُ ويقُول : لُعِنتَ من مال, أنتَ الّذي أنسيتني ربّي , وشغلتني عنِ العملِ لآخِرتِي حتّى بلغنِي أجلِي .
* فتكلَّم المالُ فقَال : لا تسُبّنِي ! ألم تكُن وضيعًا في أعيُنِ النَّاسِ فرفعتُك ؟
ألَم يُرَ عليكَ من أثَري ؟ أمَا كُنتَ تحضُرُ مجالِسَ المُلُوك والسّادة فتدخل , ويحضُر عباد الله الصّالِحُون فلا يدخُلُون ؟
ألَم تكُن تخطُبُ بناتَ المُلوكِ والسَّادة فتُنكح , ويخطُبُ عِبادَ الله الصّالِحون فلا يُنكحُون ؟
ألم تكُن تُنفقني في سبيلِ الخبثِ فلاَ أتعاصى ؟ ولو أنفقتني في سبيلِ الله لم أتعاصَى عليك .. أنتَ أَلْومُ مِنِّي , إنَّما خُلِقتُ أنا وأنتم يا بني آدمَ من تُراب , فمُنطلِقٌ ببِرٍّ , ومُنطلِقٌ بإثْم. .. هكذا يقُولُ المالُ فاحذرُوا .
* ,؛ فلنحاسِب انفسنا في خلوتنا , ونتفكَّر فِي سُرعةِ انقِراضِ مدّتنا , ولنعمل بجدٍّ واجتِهادٍ في زمنِ فراغنا لِوقتِ حاجتنا
وشدَّتنا , ونتدبّر قبلَ الفعلِ ما يُملّى فِي صحائفنا ..
فما يُجمعُ من أموال , لا يُنقذُ من البلى والأهوال ..
~...من كتاب الزَّائــرُ الأخير للكاتب خالد أبو صالح ...~
|
|
|