يمك دروبي
في سمفونية بعيدة عن بتهوفن
تقول
!!!
على ضفاف الفراق اللي يسمونه
وقفت اودع حبيبي يوم ودعنــــا
!!!
" على ضفاف الفراق اللي يسمونه " استهلاله غير عادية ابتدأت الشاعرة بالمكان الافتراضي الغير موجود أصلا حتى من وجهة نظرها هي وإلا فأين ضفاف الفراق ؟ وتحايلت على ذلك بقولها يسمونه أي أنها لا تعرفه أو على الأقل لا تؤمن به خيال خلاب يأخذ بالألباب وقوة لتوظيف المفردة الشعرية رغم أننا لم نقرأ لهذه الشاعرة ما يشفع لها أن تقول مثل هذا البيت الممتلئ شعرا ووصفا يفوق الخيال ولكننا نقول بداية قوية على طريق العملقة الشعرية وفي العجز تقول " وقفت أودع حبيبي يوم ودعنا " على أي شيء كان الوقوف على مكان مجهول والغرض الشعري هنا الوداع وسبب الوداع هو الحبيب الذي ابتدأ هو في الابتعاد هنا صراحة تامة واعتراف بحب هذا الحبيب رغم صده وابتعاده .
ثم تقول الشاعرة
أخذت منه الكلام وفاض مضمونه
قال الوداع وداع اليوم اســـــهرنا
!!!
" أخذت منه الكلام وفاض مضمونه " كانت شاعرتنا قد تحايلت على هذا المحبوب حتى ابتدأ هو الكلام الذي لا ترغبه هي وهو الوداع الذي فاض قلبه به وردد " الوداع " وهنا كسر في البيت من الناحية العروضية لكن المعنى لا يزال مستقيما لدى الشاعرة حيث تقول أن الوداع أسهرها وطرد النوم من أجفانها وبهذا يفهم أن فترة الوداع استمرت وقتا طويلا وانه كان بليل .
وفي نهاية محزنة
تقول شاعرتنا
فاضت عيوني وشفت الدمع بعيونه
صـــــــرت اتذكر زمان كان يجمعنا
!!!
إجابة صعبة ونهاية مؤلمة لهذه اللحظات الوداعية " فاضت عيوني وشفت الدمع بعيونه " آه ما اصعب تقاطر الدموع من عين محبة محترقة يلويها الحب ويكويها الشوق اعتراف رهيب وصادق وكلمة فاضت أي أنها لم تدمع دمعات بسيطة بل أنها امتلأت تلك العيون دمعا ويذكرنا هذا البيت بيت من قصيدة لعب لصالح بن فراج الشهري رحمه الله حين يقول " والله مبدأ عليه حب ناس سوء دمعي للتهمنا لهم ظلت عيوني تجارع ماء " أي واحدت تسقي الآخر وشاعرتنا كررت المعنى في كلمة فاضت والأهم أن هذا الموادع بدأ هو يبادلها نفس الشعور !!! وفي الشطر الآخر عمق في المعنى حيث تقول شاعرتنا " صرت اتذكر زمان كان يجمعنا " أي أن الموقف الصعب الذي تمر به ذكرها كل تاريخ حبهم على مر السنين
!!!
التوقيع
حكيم المنتدى