الأمل عند الأنبياء:
الأمل والرجاء خُلق من أخلاقــ الأنبياء
وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق
برغم ما كانوا يلاقونه من إعراض ونفور وأذي , أملا في هدايتهم في مقتبل الأيام.
وهنا بعضـ من قصصهم ..
الأمل عند الرسول صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على هداية قومه
ولم ييأس يومًا من تحقيق ذلك وكان دائمًا يدعو ربه أن يهديهم ويشرح صدورهم للإسلام.
وقد جاءه جبريل -عليه السلام- بعد رحلة الطائف الشاقة وقال له
لقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك ، إن شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبيْن
فقال صلى الله عليه وسلم: (بل أرجو أن يُخْرِجَ الله من أصلابهم من يعبدالله وحده لا يشرك به شيئًا)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واثقًا في نصر الله له
وبدا ذلك واضحًا في رده على أبي بكر الصديق أثناء وجودهما في الغار ومطاردة المشركين لهما
فقال له بكل ثقة وإيمان: { لا تحزن إن الله معنا }
أمل نوح عليه السلام :
ظل نبي الله نوح -عليه السلام
يدعو قومه إلى الإيمان بالله ألف سنة إلا خمسين عامًا
دون أن يمل أو يضجر أو يسأم ، بل كان يدعوهم بالليل والنهار
في السر والعلن.. فُرَادَى وجماعات.. لم يترك طريقًا من طرق الدعوة إلا سلكه معهم
أملا في إيمانهم بالله: {قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارًا * فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا *
وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارًا *
ثم إني دعوتهم جهارًا * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارًا}
فأوحى الله -تعالى- إليـه أنه لن يؤمن معه أحد إلا من اتبعه
فصنع السفينة، وأنجاه الله هو والمؤمنين.
أمل يعقوب عليه السلام :
ابتلى الله -سبحانه - نبيه يعقوب -عليه السلام- بفقد ولديْه
يوسف وبنيامين، فحزن عليهما حزنًا شديدًا حتى فقد بصره
لكن يعقوب -عليه السلام- ظل صابرًا بقضاء الله، ولم ييأس من رجوع ولديه
وازداد أمله ورجاؤه في الله -سبحانه- أن يُعِيدَهما إليه، وطلب يعقوب-عليه السلام- من أبنائه الآخرين
أن يبحثوا عنهما دون يأس أو قنوط، لأن الأمل بيد الله، فقال لهم:
{يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولاتيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}
وحقق الله أمل يعقوب ورجاءه، وَرَدَّ عليه بصره وولديه.
أمل موسى عليه السلام :
ظهر الأمل والثقة في نصر الله بصورة جليَّة
في موقف نبي الله موسى -عليه السلام- مع قومه حين طاردهم فرعون وجنوده
فظنوا أن فرعون سيدركهم، وشعروا باليأس حينما وجدوا فرعون على مقربة منهم
وليس أمامهم سوى البحر، فقالوا لموسى: {إنا لمدركون}
فقال لهم نبي الله موسى -عليه السلام- في ثقة ويقين: { قال كلا إن معي ربي سيهدين}
فأمره الله -سبحانه- أن يضرب بعصاه البحر، فانشق نصفين
ومشى موسى وقومه، وعبروا البحر في أمان، ثم عاد البحر مرة أخرى كما كان
فغرق فرعون وجنوده، ونجا موسى ومن آمن معه.
أمل أيوب عليه السلام :
ابتلى الله -سبحانه- نبيه أيوب -عليه السلام- فينفسه وماله وولده
إلا أنه لم يفقد أمله في أن يرفع الله الضر عنه، وكاندائم الدعاء لله
يقول تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه إني مسني الضر وأنت أرحمالراحمين}
فلم يُخَيِّب الله أمله، فحقق رجاءه، وشفاه الله وعافاه، وعوَّضه عما فقده.
اخيرا اســأل الله لي ولكم ولمن نقلتـ منه
الأجر والمثوبة