مهلاً .. مهلاً .. أعزائي وأحبتي فلقد أحرجتم تواضعي .. وزاد من إحراجي .. طلب أخي وزميلي (حكيم المنتدى) هذا اليوم الدخول إلى هذه الصفحة .. رغم علمه بظروف ابتعادي .. وبعد أن قرأت ماقرأت .. أجد الكلمات تتزاحم على لساني لتخبر عن مافي مكنونها ، وهاهي سفينتي تحاول أن تشق عباب البحر لتلتقط عما يكنه قلبي لكم من المحبة والتقدير .. ذلك أن كل هذا الثناء والتقدير - وكما يقال - هذا شرف لا أدعيه، وتهمة لا أدفعها، فلست لا ذلك ولا ذاك.
ولعلني والحالة هذه .. أن أقف أمام حكيم المنتدى .. رفيق رحلة وفي محطات مختلفة (منها ماهو مشفر والآخر غير ذلك).. لأقول له .. أنت ياحكيم .. نعم المعلم والصديق الذي لا تُمَلُّ صحبته والأخ الناصح الذي لايطالب بحق عرفان الجميل .
لقد ألفيتك – أيُّها الحكيم – في هذه المحطات جَلْداً صابراً .. حكيماً حازماً ومع ذلك تفيض رحمة وتتدفق عطفاً .. فنِعْم هذه الحسنات وأكرِمْ بمن حملها واتسم بها .. أرقب جدكم ونشاطكم وخطاكم الواثقة فأستمد عزيمتي من عزمكم ، يأخذني التقاعس والميل إلى الدعة فيأبى جدُّكم إلا أن يشملني ..
لقد تعلمت منكم – أيها الحكيم- أشياء وأشياء ، أشياء سأبوح بها ، وأخرى سأبقيها في صدري فالمجال لايتسع .. تعلمت منكم أن أتعامل مع الأمور بثقة من غير إفراط يقود للغرور الذي مآله الخسارة .. تعلمت منكم أن في الحياة تعباً كما أن فيها راحة ولكن المقدام هو من يُقبل على مصاعبها ولايخشى وخزات آلامها .. تعلمت منكم أن ننتهز الفرصة كلما سنحت وألا نضيَّعَ الساعةَ إذا دقَّتْ لأن الفرصة والمناسبة لاتأتي إلا مرة واحدة .. تعلمت منكم أن التميز أول هدف يجب تحقيقه .. ولعل ماحققتموه .. وسيعلمه الجميع خلال أسبوعين من الآن هو إمتداد لإبداعات سابقة !!.
أيها الحكيم: لقد كنت كُلَّما أقابلكم أقرأ على وجهك الوضَّاء صفحات مشرقة من قوة الإرادة .. أقرأ عليه :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ..... فإن فساد الرأي أن تترددا
ولقد كنت أرى ولا زلت سطوراً على هذا الجبين الزاهر قد سُطِّرت بأحرف من ذهب مفادها :
وللأوطانِ في دمِ كُلِّ حُرٍ ... يَدٌ سَلَفَتْ وَدَينٌ مُستحقٌ
ولقد كنت أيضاً ولا زلت أقرأ عليه سُطوراً من المُثُل العليا والقيم الرفيعة .. أقرأ عليه :
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ... فقوّمِ النفسَ بالأخلاق تستقمِ
أخي الحكيم .. لدي الكثير والكثير ماأود البوح به .. ولكن أكتفي بقول الشاعر:
بِفَيض فَضلِكَ يَحيى العلمُ وَالأَدَبُ ..... وَبِإِسمكَ اليَوم أَضحتَ تَفخرُ الكُتُبُ
فَمِن سَنى فَكرِكَ التَهذيبُ مُنتَشِرٌ ..... وَمِن ضَيا فَهمِكَ الإِرشادُ مُنسَكِبُ
يا أَيُّها الكَوكَبُ العالي الَّذي رَقَصت ..... لَهُ المَعالي وَخَرَّت دونَهُ الشُهُبُ
ما زالَ يَكسبُ مِنَ الشَرقُ رَونَقَهُ ..... حَتّى إِنجَلى وَاِنجَلَت عَن وَجهِهِ السُحُبُ
لَو لَم يَكُن رَشف الأَفراح مِنكَ لَما ..... أَهدى الصَباح ضَحوكاً وَهُوَ يَلتَهِبُ
تقبلوا .. وكل من عطر هذا الموضوع بمداخلته .. كل الود والتقدير .. والسلام ختام
عاااشق النماااص