حكي أن الإمام المزني دخل على الإمام الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقال: كيف أصبحت ؟ فأجابه قائلا: أصبحت من الدنيا راحلا،
و للإخوان مفارقا، و لسيئ عملي ملاقيا، ولكأس المنية شاربًا،
و إلى ربي واردًا، لا أدري تصير روحي إلى الجنة فأهنيها،
أو إلى النار فأعزيها ثم أنشد قائلا ...
إليك إله الخلق أرفع رغبتي ....وإن كنت يا ذا الجود والمن مجرما
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبـي.... جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه.... بعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا
فلولاك لم يصمـد لابليـس عابـد.... فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فليت شعري هل أصير لجنـــة.... أهنـــئ وأما للسعـــير فأنـدمــا
فإن تعفو عني تعفو عن متمرد... ظلوم غشوم قاسي القلب مجرما
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه.... وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـاره .....أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
فلله در العـارف الـنـدب أنــه..... تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه.... على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي... كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا
ألسـت الـذي غذيتنـي وهديتنـي.... ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من له الإحسان يغفر زلتـي.... ويستـر أوزاري ومـا قـد تقدمـا
|