عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2011, 04:33 AM   #10
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



وعن بن عباس قال : قال رسول الله r:(( من أصبح مطيعاً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة وإن كان واحداً فواحد، ومن أمسى عاصياً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار، وإن كان واحداً فواحد))، قال رجل : وإن ظلماه ؟ قال : (( وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه )) .

ولما ماتت أم إياس الذكي القاضي، بكى عليها فقيل له في ذلك فقال : كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة فغلق أحدهما .

وكان رجل من المتعبدين يقبّل كل يوم قدم أمه فأبطأ يوماً على أصحابه فسألوه فقال : كنت أتمرغ في رياض الجنة، فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات .

وعن أبي عيسى المغيرة بن شعبةt، عن النبيr قال :(( إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات، ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال))[ متفق عليه ].

وقيل لعلي بن الحسين إنك من أبر الناس، ولا تأكل مع أمك في صفحة فقال : أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق إليه عيناها فأكون قد عققتها.

تذكر أيها الابن وتذكري أيتها البنت !

تذكرا ! زمن حمل الأم بكما في بطنها وأنه علة من العلل ، ووقت أن كانت تلدكما وهي مما بها من آلام وأوجاع ، ليست من الأحياء ولا من الأموات .

وتذكرا ! ما يحدث لها من نزيف لدمها من أجل أن تعيشا .

وتذكرا ! أنكما كنتما تمصان دمها مدة الرضاع، وسرورها بكما لا وصف له ولا مثيل .

وتذكرا ! تنظيفها لبدنكما وملابسكما من الأقذار والأوساخ .

وتذكرا ! خوفها وفزعها عندما يعتريكما مرض أو سقم .

وتذكرا ! حرصها عليكما على أن تعيشا لها ولو حرمت نفسها الطعام والشراب .

وتذكرا ! سهرها وألمها عندما تتوجعان وتتألمان ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

ثم بعد أن يشب الصغيران ويكبران يقابلان ذلك بالعقوق ونكران الجميل، فيكيلان للأم المسكينة كيلاً من الكلمات القاسية، ويمطرانها بوابل من اللعن ومد اليد ، والرجل ، ويقومان بنهرها وقهرها وتوبيخها والتأفف منها، والدعاء عليها، والتكبر عليها .

بل قد تعامل الأم الحنون معاملة الخدم، فليلها ونهارها طبخ ونفخ، وتنظيف وترتيب للبيت، بل ويأمرانها أن تقوم بتربية أولادهما، ومن شدة عقوق الابن يقوم باستخدامها خادمة لزوجته فالأم الضعيفة التي تعبت وقاست ألم الموت بتربية ذلك الابن، تقابل بعد ذلك بأن تكون خادمة لتلك الزوجة العاقة أيضاً، وإلا لما رضيت بذلك . وفي نهاية المطاف تطرد الأم المسكينة من البيت ، فتتشرد في الشوارع والأزقة ، وتبحث عن مأوى فلا تجد ، وتتلمس الطعام فلا يحصل لها ؟

ولسان حال ألام يقول : يابني ؟ ألم أحملك في بطني تسعة أشهر؟ ألم ألدك وأنا أرى الموت بعيني ؟ ألم أرضعك ؟ ألم أطعمك ؟ ألم أسقك ؟ ألم ألبسك ؟ ألم أنظفك ؟ ألم أبك ألماً حين مرضك ؟ ألم أفرح لنجاحك وتفوقك ؟ أتقابل الإحسان بالإساءة ؟ أتقابل الحسنة بالسيئة ؟ يابني اتق الله في ؟ يابني ارحم ضعفي وعجزي وقلة حيلتي ؟ حسبي الله ونعم الوكيل ، ولسانها يلهج بالدعاء لك رغم ذلك بأن يحفظك الله لها وأن لا يريها فيك مكروهاً ، وهي تقول : اللهم أصلح ابني، ووفقه للعطف علي ، والرأفة بي، اللهم اجعله يرحم ضعفي وكبر سني فإني لا أقوى على رفض أوامره، وأوامر زوجته ، اللهم وفقه للبر بي قبل موتي، أنت حسبي ووكيلي .

لا حول ولا قوة إلا بالله ! أهكذأ أيها العاقان ؟ تقابلان الرحمة بالغلظة، أتقابلان العطف والحنان، بالشدة والجفاء ؟ أهكذا تقابلان البر بالعقوق ؟ والله لتندمان إن لم تتوبا إلى الله قبل موتهما وموتكما ، فبروا آباءكم تبركم أبناؤكم .


 

رد مع اقتباس