عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2011, 04:24 AM   #6
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي




4- بر الأم مقدم على بر الأب :




الأم هي التي حملتك في بطنها أشهراً تسعاً في الغالبوتحملت آلام الحمل والوضع حتى كأنها ترى الموت رأي عين ، ثم قاست وجع الوضع آلاماًجسام ، ثم بعد ذلك أرضعتك حولين أو أقل ، وتكبدت المشاق والتبعات في رعايتكوالعناية بك وتحملت التعب الكثير في تمريضك والاهتمام بك وكثرة الخدمة والتربيةوالحنان والإشفاق عليك .


وهي تسهر الليالي من أجل راحتك، وتقوم بك حال صراخك،وتحتضنك عند خوفك وقلقك واضطرابك، كانت تفديك بنفسها من كل شر ومكروه، تجوع هيلتشبع أنت ، وتعطش هي لتروى أنت ، تسهر هي لتنام أنت .

ثم هي تحضن صغيرها وتحن عليه وتدفئه في الأيام الباردة خوفاًعليه من الأمراض الهالكة ، وتقوم بتلطيف الجو له في اليوم الحار خوفاً عليه من ضربةالشمس وشدتها ، فهي أشد عناية بطفلها من غيرها ولذلك استحقت حقها مضاعفاً ثلاث مراتعلى حق الأب، عن أبي هريرةtقال : جاء رجل إلىرسول اللهrفقال : يارسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ((أمك))قال : ثم من ؟ قال : ((أمك))قال : ثم من ؟ قال : ((أمك))قال : ثم من ؟ قال : (( أبوك)) [ متفق عليه ] .

وفي رواية لمسلم : يارسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة ؟ قال : (( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك ))،فحق الأم مضاعف على حق الأب بثلاثة أضعاف .

وتوصل الأم وتبر وتطاع وإن كانتغير مسلمة لحديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، قالت : قدمت على أمي وهيمشركة في عهد رسول اللهr، فاستفتيت رسول اللهrقلت : قدمت على أمي وهي راغبة ( طامعة عندي تسألني شيئاً )أفأصل أمي ؟ قال :(( نعم صلي أمك )) [ متفق عليه] .

وما وافقها النبيrعلى صلتها لأمها إلا لعظم حق الأم عند الله تعالى،وأنها مقدمة في البر على غيرها لأنها ضعيفة لا تأخذ بحقها، ولا تستطيع الدفاع عننفسها ، فهي تحتاج إلى من يدافع عنها ويساعدها على تدبير أمورها وقضاء شؤونها لهاوتوصيلها لزيارة رحمها وإعادتها، وغير ذلك من الأمور التي لا تستطيع أداءها بنفسها .

وعنمعاوية بن جاهمة رضي الله عنهما أن جاهمة جاء إلى النبيrفقال : يارسول الله أردت أنأغزو وقد جئت أستشيرك ، فقالr : (( هل لك من أم )) ؟قال : نعم ، قال : (( فالزمها فإن الجنة عند رجلها)) وفي رواية : (( الزمها فإن الجنة تحتأقدامها)) [ النسائي وأحمد بسند صحيح] .
قال بن عباس رضي الله عنهما : (( إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة ))[ البخاري في الأدب المفرد وهو صحيح في الصحيحة ] .

وبر الأم من الأمور التي تساعد على جلاء المعصية وذهاب حرها بإذنالله تعالى إذا وجد من صاحب المعصية أو الذنب التوبة والإقبال على الله تعالىوالإنابة إليه سبحانه ، فقد روي عن أبي بكر بن حفص أن رجلاً قال : يارسول الله إنيأصبت ذنباً عظيماً ، فهل لي من توبة ؟ قال : (هل لكمن أم)؟ قال : لا ، قال :(هل لك من خالة ؟)قال : نعم ،قال :( فبرها )( حديثحسن رواه البغوي في شرح السنة ) ، وفي الحديثالمتفق عليه ، عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم :[ الخالة بمنزلة الأم ] ، فهلهناك أعظم من بر الوالدة ؟ انظر كيف كان برها سبباً لمحو الذنوب والمعاصي ، ودافعاًلمحوها ، وذلك لعظم شأن الأم عند الله تعالى ، وعند عدم وجود الأم فهناك بر الخالةلأنها بمنزلة الأم في الحنان والعطف والرعاية بصغار أختها ، فاستحقت هي الأخرى هذهالمنزلة العظيمة من نبي الرحمة والهدى عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم . ولهذا قالمكحول : برالوالدينكفارة للكبائر ، ولا يزال الرجل قادراً على البرمادام في فصيلته من هو أكبر منه .

وعن أبي بردة أنه شهد بن عمر، ورجليماني يطوف بالبيت حمل أمه وراء ظهره وهو يقول :

إني لهابعيرها المذللْ.... إن أُذعرتْ ركابها لمأُذعَرْ


ثم قال :((يا بن عمر ؟ أتراني جزيتها ؟ قال : لا ، ولا بزفرة واحدة ))[صحيح الإسناد وهو عند البخاري في الأدب المفرد] .

فانظر إلى ذلك الرجل الذي حمل أمه على ظهره وطاف بها حول الكعبة سبعة أشواط، على ما في ذلك من مشقة وألم، وتعب ونصب ، ثم سأل بن عمر، هل جازى أمه على ما قامت به من حمل وولادة وإرضاع ورعاية وعناية وتكبير، فأجابه بن عمر، لا، ولا بزفرة، أي ولا بطلقة واحدة من طلقات الولادة - فلا إله إلا الله - كم في زماننا هذا، من يبكي أمه ظلماً وعدواناً ، وقسوة وعقوقاً ؟ فكم من عاق لها ؟ وكم من محزن لها ؟ فأين هؤلاء القوم عن أولئك السلف، رحم الله الأولين والآخرين .


 

رد مع اقتباس