الغالي و الكاتب المرموق حكيم المنتدى ,,
أشكرك من الأعماق على هذا السوق الجميل
والذي يضم الكثير والكثير من السلع الغالية
والتي يجد فيه المتسوّق الكثير من المتعة والفائدة
مررت من هنا قديما أثناء دعوتك الأولى ولم يسعفني الوقت للمشاركة
وآسف على ذلك وأما اليوم فمشاركتي هي /
موقف الإسلام من الشعر والشعراء ؟
السؤال: يقول الله سبحانه وتعالي "والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".. هل يقصد هنا بالشعراء في كل مكان وزمان أم شعراء الجاهلية وما حكم الدين في الشعر والشعراء نرجو الإفادة والتوضيح؟
** يجيب الشيخ عبدالعزيز عبدالرحيم حسن مدير إدارة الهرم بأوقاف الجيزة: بالرجوع إلي كتب التفسير لبيان سبب نزول هذه الآيات نجد ان ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الآيات نزلت في شعراء المشركين وهم عبدالله بن الزعبري وهبيرة بن وهب المخزومي ومانع بن فناق وأبوعزة الجمحي وأميه بن أبي الصلت قالوا نحن نقول مثل قول محمد "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا" سورة الشعراء آية "227".. استثناء الشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله عز وجل ويكون اكثر اشعارهم في التوحيد والثناء علي الله سبحانه وتعالي والحث علي الطاعة والحكمة والموعظة الحسنة والزهد في الدنيا والترهيب من الركون إليها والاغتدار بزخارفها والترغيب فيما عند الله "فانتصروا من بعد ما ظلموا" فالمستثني شعراء المؤمنين الذين كانوا يدافعون عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ويكافحون هجاء المشركين فعن قتادة ان هذه الآيات نزلت في رهط من الأنصار دافعوا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم منهم كعب بن مالك وعبدالله بن رواحة وحسان بن ثابت فقد نزل هذا الاستثناء في القرآن للشعراء المؤمنين في صدر الاسلام ولمن بعدهم ممن يسيرون علي نهجهم إلي يوم الدين.
أما عن حكم الاسلام في الشعر والشعراء والاسلام لم يكن له موقف من الشعر العربي من حيث هو شعر وانما كان موقفه هذا من الشعر الذي غلب عليه الكذب والذي اتخذ منه اصحابه اسلحة لنهش الأعراض وفضح الحرائر وبهت الشرفاء والامجاد من الناس والباسهم لباس الخزي والمذلة يبث الشعر فيصير مثلا في الناس ويصبح المقول فيه اقواله فلا تقوم له بعد ذلك قائمة فهذا هو الشعر الذي عابه الاسلام وأبي علي المسلم أن يتخذ منه زادا له لأنه زاد خبيث يجتمع علي مائدته الخبائث من كذب وبهتان وبغي وعدوان وكلها اطعمة يحرمها الدين كما تأباها النفوس الطيبة التي لا تدين بدين أما ما طاب من الشعر وخلص من هذه الخبائث فإن الاسلام حفي به مكرم له احتفاءه بالكلمة الطيبة وإكرامه للقول الطيب فالشعر باب من الكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح.
المصدر: جريدة "المساء" المصرية
|