عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2011, 06:30 PM   #2


الصورة الرمزية سيد الموقف
سيد الموقف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4108
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 08-22-2016 (01:20 PM)
 المشاركات : 4,159 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



لا تخف يا جداه
فرغم دمع اليتامى
وبكاء الثكالى
واستجداء المظلومين
وأنين المقهورين
وجوع المشردين
وبكاء الأطفال الرضع
وقهر الرجال الركع
ورغم
الــقــيد والــقــهر
والــظــلم والــظــلام
والــدمع والــدم
فإن أمتنا
موجودة
موعودة..
حتى وإن كان بيننا
يا جداه
مخـذّلون
انهزاميون
تائهون
فإننا لن نبرح
نسعى في استعادة مجد
أمتنا وسؤددها..
أولئك المخذلون
يا جداه
كم طالبوني
أن أوقف الدعاء
والدعوة..
وأن أقف عن
استجداء الكرام الأباة
لنصرة الدين
والقدس
ونصرة الإسلام..
كم قالوا لي يا جداه :


أنت لاتنفك تبكينا فصرنا
نشرب الدمع ونقتات العذابا

أوما تبصر إلا وجه طفل
زاده التشريد في الدنيا اغترابا؟

أوما تبصر إلا قاذفات
تقتل الناس وحربا وضرابا؟


أوما تبصر إلا بؤس شيخ
أفقدته الحرب أهلا وصحابا؟

أوما تبصر إلا دمع ثكلى
كلما ضاقت به زاد انسكابا؟

أوما تبصر إلا ذات قلب
يتلظى وقتيلا ومصابا؟

أوما تسمع إلا صوت قصف
يجعل الدار ومن فيها ترابا؟

وكأن الأرض لا تنبت إلا
شجر البؤس وشوكا وهضابا

وكأن الأفق لا يعرض بدرا
ساطع النور ونجما وشهابا

ياهداك الله ،ماتسمع إلا
صرخات ونعيقا ونعابا

دعك من أحداث هذا العصر
واكتب لقوافيك من اللهو كتابا

دعك من بؤس شعوب أرهقتها
قسوة الظلم وزادتها اكتئابا

دعك من صنعائنا فيها رئيس
يمضغ القات ويصليها اضطرابا

دعك من دمع دمشق وأساها
ولظى الشام الذي زاد التهابا

دعك من شعرك هذا قد مللنا
أيها الشاعر حزنا وانتحابا

ومللنا حسرة تتبع أخرى
وضبابا في الأسى يتلو ضبابا

تذكر الأقصى وماذا لو رأينا
في حمى الأقصى قرودا وكلابا؟

تذكر الأفغان في شعرك ماذا
لو رأينا أرضهم صارت يبابا؟

تذكر الجرح العراقي وماذا
لو رأينا دمه موجا عبابا؟

ماالذي يمنع أن يقتل شعب
كامل، أن تصبح الدار خرابا؟

أن نرى الهيكل في الأقصى مقاما
ونرى في ساحة الأقصى الذئابا؟

أن نرى في ليبيا جرحا عميقا
ودماء الأهل للباغي خضابا؟

أن نرى في قبضة الباغي فتيلا
ونرى في القبضة الأخرى ثقابا؟

أيها الشاعر أثقلت علينا
بمآسينا وعكرت الشرابا

هب لنا من شعرك العذب غناء
كلما أنشده الشيخ تصابى

أرنا فيه قدودا مائسات
وعيونا تسلب الناس الصوابا

صف لنا سلمى وسعدى وسعادا
واستضف لبنى وليلى وربابا

حرّك الإغراء فيهن وهوّن
قيمة الستر ليخلعن الحجابا

رقص الشعر على أجمل لحن
يجعل الأبعد يزداد اقترابا

حوّل الشعر لنا عودا ونايا
لاتجرده سيوفا وحرابا



ورددت عليهم
يا جداه و
قلت: واحزني على قومي فإني
لأرى من حالهم شيئا عجابا

أصبحوا يستمرؤون الوهم حتى
لبسوا فيه على الذل الثيابا

أصبحوا،لا، لن أطيل اللوم إني
لم أزل أفتح للآمال بابا

يسقط الوهم أمام العقل لما
يتسامى المرء صدقا واحتسابا

أنا لم أيأس ولكني أعاني
حين ألقى من يرى النحل ذبابا

سوف يبقى الشعر عندي نهر حب
في قلوب الناس ينساب انسيابا

أمتي كالغيث ،فيها الخير باق
يمطر الأرض وينصب انصبابا



عند ذلك
تهلل وتبسم
وتفتحت أسارير وجه

صلاح الدين الأيوبي

وضرب على كتفي
قائلا :
يا بني
إذن
فاحفظ مني وصيتي هذه..
قلت : وما توصي ابنك يا جداه
فقال :

" أوصيك يا بني بتقوى الله فإنها رأس كل خير، وآمرك بما
أمرك الله به، فإنه سبب نجاحك، واحذر من الدماء والدخول
فيها، لا تقتل بالشبهة، لا تقتل بدون سبب، لا تقتل دون حاجة،
فإن الدم لا ينام، أوصيك بحفظ قلوب الرعية، والنظر في
أحوالهم، والإهتمام بهم دائما، فأنت أميني وأمين الله
عليهم…....لا تحقد على أحد، فإن الموت لا يبقي على أحد،
واحذر ما بينك وبين الناس، فإنه تعالى لا يغفر إلا برضاهم. لا
تظلم أحدا فإذا ظلمت فإنه لا يغفر لك إلا إذا عفا عنك صاحب
الحق، أما ما بينك وبين الله، فإن الله واسع المغفرة، وكريم لا
يخذل التائبين."


قلت :
يا جداه
لقد وضعت على ظهر حملا ثقيلا
لعي أكون جديرا
بهذه الوصية
ولعلي أنقلها لأبنائك من بعدك
فقال لي :
يا بني ، ومن يحمل راية
الإسلام في الأرض
اليوم ؟
قلت :
لعل الله يرينا خليفة لك يا جداه
فقال :
إني أحملك أمانة
أن تنقل وصيتي
هذه
إلى من سيحمل راية الإسلام
من بعدي ..
قلت ماذا ؟
قال : قل له :
" احمل رايتي بعد الموت، إحملها على رأس رمح طويل وطف
بها في ربوع الشام، وناد الناس فلينظروا إليها، وقل لهم : هو
ذا الملك قد مات، ولم يأخذ معه سوى خرقة واحدة، تلك التي
كفنوه بها، وإنها لبالية كهذه الخرقة التي في يدي، وقل لهم :
إن جميع الممالك المترامية التي ملكها صلاح الدين والكنوز
الهائلة التي كانت في يده ورهن إشارته لم يستطع أن يأخذ
لنفسه أكثر من هذه الأذرع الثلاثة التي هي من نسيج الكتان
الذي نعود به ".


بعد ذلك
قبلت جدي
صلا الدين الأيوبي
بين عينيه
وقبلت يده
ولولا أنه مات
وأصبح ترابا
لا ينفع ولا يضر
لطلبته ان يدعو لي
ولكنا نهينا عن طلب الأموات
،
تلاشى بعد ذلك
صلاح الدين
أم انا الذي تلاشيت ؟
لا أعلم ،

ولكنني فارقته
وعدت أدراجي
وفي قلبي
غرائس من يقين
ومنابع من تفاؤل
وفي عيني
بريق
من وميض نصر
أرفع رأسي
فأراه في الأفق
خلف جبال من الصعاب
وتتداخل أشعته
من بين
أغصان شجر أمشي
بينه
وآكل من ثماره
ثمرة من صبر
وأخرى من يقين
وأخرى من دعاء
واخرى من عمل
لأستقوي بها
وأصيح بأمتي
لكي ترافقني
نحو
المجد
من خلف تلك الجبال
الشاهقة
وسأظل
أدعوها وأدعوها
وأنادي واستجدي
لعل أمتي ترافقني
إلى هدفي
سأدعو
وسأصبر
سأعلو بهذه الأمة
ما استطعت
في كل
مجال وكل منبر
وسأمضي
بها
وتمضي بي
نحو
المجد
والسؤدد
والعلياء
والجنة
،،،،

والأمل
كل الأمل
في شبابها الرائع
أن يعلو بأمته
أن يعلو بالعلم
والمعرفة
والقوة
والدعوة
وبالقرآن
والسنة
والجهاد
جهاد القلم
وجهاد الكلمة
وجهاد البر
وجهاد الصدقة
وجهاد المال
والنفس ..
شباب يصدق فيهم قول القائل :

شباب ذللوا سبل المعالي
وما عرفوا سوى الإسلام دينا

تعهدهم فأنبتهم نباتا
كريما طاب في الدنيا غصونا

هم وردوا الحياض مباركات
فسالت عندهم ماء معينا

إذا شهدوا الوغى كانوا كماة
يدكون المعاقل والحصونا

وإن جن المساء فلا تراهم
من الإشفاق إلا ساجدينا

شباب لم تحطمه الليالي
ولم يسلم الى الخصم العرينا

ولم تشهدهم الأقداح يوما
وقد ملأوا نواديهم مجونا

وما عرفوا الأغاني مائعات
ولكن العلا صيغت لحونا

وقد دانوا بأعظمهم نضالا
وعلما، لا بأجرئهم عيونا

فيتحدون أخلاقا عذابا
ويأتلفون مجتمعا رزينا

وما عرفوا الخلاعة في بنات
ولا عرفوا التخنث في بنينا

ولم يتبجحوا في كل أمر
خطير، كي يقال مثقفونا

كذلك أخرج الإسلام قومي
شبابا مخلصا حرا أمينا

وعلمه الكرامة كيف تبنى
فيأبى أن يقيد أو يهونا


وأقول :


دعوني من أمان كاذبات
فلم أجد المنى إلا ظنوناً

وهاتوا لي من الإيمان نورا
وقووا بين جنبيَّ اليقينا

أمد يدي فأنتزع الرواسي
وأبني المجد مؤتلقاً مكينا

.....

ولعي في الطريق
وأنا أمضي وأمتي
أن
ألقى أحدهم
ليكون لي معه
موقف
آخر
في
،







مـــواقـــف







،








سيد الموقف









 
 توقيع : سيد الموقف



رد مع اقتباس