3 – ما هي أحكام العيد ، ما هي السنن التي يسن فعلها فيه ؟
جعل الله في العيد أحكامًا متعددة ، منها :
أولاً :
استحباب التكبير في ليلة العيد من غروب الشمس آخر يوم
من رمضان إلى حضور الإمام للصلاة ، وصيغة التكبير :
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله .
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
أو يكبر ثلاثًا فيقول :
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله .
الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
وكل ذلك جائز .
وينبغي أن يرفع الإنسان صوته بهذا الذكر في الأسواق والمساجد
والبيوت ، ولا ترفع النساء أصواتهن بذلك .
ثانيًا :
يأكل تمرات وترًا قبل الخروج للعيد ؛
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يغدو يوم الفطر حتى
يأكل تمرات وترًا ، ويقتصر على وتر كما فعل النبي - صلى الله
عليه وسلم - .
ثالثًا :
يلبس أحسن ثيابه ، وهذا للرجال .
أما النساء فلا تلبس الثياب الجميلة عند خروجها إلى مصلى العيد ؛
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
" وليخرجن تَفِلات " .
أي في ثياب عادية ليست ثياب تبرج ، ويحرم عليها أن تخرج
متطيبة متبرجة .
رابعًا :
استحب بعض العلماء أن يغتسل الإنسان لصلاة العيد ؛
لأن ذلك مروي عن بعض السلف .
والغسل للعيد مستحب ، كما شرع للجمعة لاجتماع الناس ،
ولو اغتسل الإنسان لكان ذلك جيدًا .
خامسًا :
صلاة العيد .
وقد أجمع المسلمون على مشروعية صلاة العيد ،
ومنهم من قال : هي سنة .
ومنهم من قال : فرض كفاية .
وبعضهم قال : فرض عين ومن تركها أثم .
والذي يترجح لي من الأدلة أنها فرض عين ،
وأنه يجب على كل ذكر أن يحضر صلاة العيد إلا من كان له
عذر ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله - .
سادسًا :
إذا اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد ، فتقام صلاة العيد ،
وتقام كذلك صلاة الجمعة ، كما يدل عليه ظاهر حديث النعمان
بن بشير الذي رواه مسلم في صحيحه .
ولكن من حضر مع الإمام صلاة العيد إن شاء فليحضر الجمعة ،
ومن شاء فليصل ظهرًا .
سابعًا :
يهنىء الناس بعضهم بعضًا ، ولكن يحدث من المحظورات في
ذلك ما يحدث من كثير من الناس ، حيث يدخل الرجال البيوت
يصافحون النساء سافرات بدون وجود محارم .
وهذه منكرات بعضها فوق بعض .
ونجد بعض الناس ينفرون ممن يمتنع عن مصافحة من ليست
محرمًا له ، وهم الظالمون وليس هو الظالم ، والقطيعة منهم
وليست منه ، ولكن يجب عليه أن يبين لهم ويرشدهم إلى سؤال
الثقات من أهل العلم للتثبت ، ويرشدهم أن لا يغضبوا لمجرد
اتباع عادات الاۤباء والأجداد ؛ لأنها لا تحرم حلالاً ، ولا تحلل
حرامًا ، ويبين لهم أنهم إذا فعلوا ذلك كانوا كمن حكى الله قولهم :
{ وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ
مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَـٰرِهِم
مُّقْتَدُونَ } .
ثامنًا :
ويشرع لمن خرج لصلاة العيد أن يخرج من طريق ويرجع
من آخر اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
ولا تسن هذه السنة في غيرها من الصلوات ، لا الجمعة ولا
غيرها ، بل تختص بالعيد .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
</B></I>
|