احبتي ومتابعي مقالاتي
كنت باحثا في مفهوم القوة والقدرة ، ولم ارتح نفسيا لما وصل اليّ من معلومات ، وذات يوم كنت استمع لشريط لسماحة الوالد العلامة شيخ الاسلام
محمد بن عثيمين رحمه الله
فإذا هو يفصل في ذات الموضوع وكأنني حين سماعة افيق من نومي ، فأثبت لي ما كنت ابحث عمن يثبته ودونت ما قاله وكان دليلي في ذلك
احبتي اليكم مقطع يسير من تلك الجزئية
تعريف مصطلحي القوة والقدرة وتبيان التداخل بينهما:
1 . تعريف القوة : هي "الخصلة الواحدة من الحبل". وقيل هي "الطاقة الواحدة من طاقات الحبل أو الوتر". عليه فالقوة تعني "مجموعة عوامل القوة العضلية والقوة الذهنية، والقوة العسكرية والقوة الاقتصادية".
2 . تعريف القدرة : القدرة من لفظ القدير والقادر،وهي من صفات الله تعالى لقوله (إن الله على كل شيء قدير).وقوله تعالى(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير).
مما تقدم يبدو أن التداخل بين المصطلحين كبيراً، ولكن البعض ميز بين المصطلحين والبعض الآخر خلط بينهما. وعليه فالقوة تعرف بدلالة القدرة على الإتيان بأفعال مؤثرة. فقوة الدولة لا تظهر إلا من خلال قدرتها بالتأثير في غيرها من الدول. وقدرة الدولة تكمن في فرض إرادتها على دول أخريات أقل منها قدرة أو موازية لها, ونشهد عبر مراحل التاريخ بروز دول تفرض إرادتها على الآخرين من خلال قوتها المتكاملة. فالقوة في نظر أصحاب النظرية الواقعية تعني الإكراه، أي إكراه الآخرين على فعل شيء لا يريدونه، أو فعل شيء يضر بمصالح بلادهم الوطنية؛ ولكن لا بد من التمييز بين قوة الدولة بكل عواملها، وبين قدرتها على وضع هذه العوامل موضع التطبيق العملي والفعلي في ظروف معينة لتحقيق أهداف محددة.
وقد خلط البعض بين القوة والقدرة، مثل أصحاب المدرسة الإنجليزية الذين يرون أن القدرة هي القوة التي تتاح لحكومة ما، كي تستخدمها في سياستها الخارجية، أو لتأمين ما تريده لدى غيرها من الحكومات. فالقوة في رأي أصحاب هذه المدرسة لا تعدو أكثر من مجموعة العوامل المشكلة لقدرة الدولة.ويتضح الخلط بين المصطلحين إذا أعطى كل مصطلح دلالة الآخر ومفهومه ، ويتضح ذلك من التعاريف التالية: حيث عرّف الفيلسوف الإنجليزي (هوبز) القوة: "بأنها كل ما لدى الرجل للحصول على منفعة ظاهرة في المستقبل". وعرّفها (مودي لسكي): "بأنها استخدام الوسائل المتوفرة لدى الدولة من أجل الحصول على سلوك ترغب في أن تتبعه دولة أخرى". وعرّفها (نيكولاس سبيكمان): "بأنها القدرة على الحرب".
3. استنباط معنى القوة والقدرة من القرآن الكريم : كان أفضل من فرق بين القدرة والقوة واستدل على ذلك من القرآن الكريم هو سماحة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ( رحمه الله تعالى ) حيث قال في دروس الحرم المدني الشريف بتاريخ (21 رمضان 1416 هـ) ما نصه : القدرة هي: فعل الفاعل بلا عجز، يعني: أن يفعل الفاعل الشيء بلا عجز. والقوة هي أن يفعل الشيء بلا ضعف، انتبه للفرق! كثير من الناس لا يفرق بين القدرة والقوة، والواقع أن بينهما فرقاً؛ القوة ضدها الضعف، والقدرة ضدها العجز، واستمع للفرق بين هذا وهذا من القرآن: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً) هذه تدل على أن ضد القوة الضعف. وضد القدرة العجز، استمع لقوله تعالى: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ) ولم يقل: قوياً؛ لأن ضد العجز القدرة.
على العموم لقد شلت التوثيق من المقالة رغبة في عدم الاطالة ولكن المهم هو تفصيل الشيخ محمد رحمه الله تعالى ووالدي ووالديكم والمسلمين اجمعين
وتقبلوا تحيات
حكيم المنتدى