واحببت نقل جزئية منه لاهميتها في الطرح
لم يكن للعرب من صنوف (الأدب) الا الشعر , وما كان
الشاعر يسمى (أديبا) كما كانت العرب تعرف هذه الكلمة
الا لتعني بها مااتصل بالأخلاق , محمودها, ومذمومها
واصل الكلمة , مقصود به الدعوة ومنه سميت الدعوة
الى الطعام (مأدبة) (فالأدب) في اصله دعوة الى (محامد
الأخلاق) كما هي الدعوة الى الطعام والداعي اليها
يسمى( آدبا)
وفي ذلك قال طرفة بن العبد
نحن في المشتاة ندعو الجفلى *** لاترى (الآدب) فينا ينتقر
واظنه يعني انهم اذا جاء الشتاء يدعون كل خائف
الى طعامه , ثم انك لاترى ذلك (الآدب ) (الداعي
الى الطعام) ينتقر اي يأكل من طعام ضيوفه ولأن صح هذا
المعنى في البيت , فان تلك عادة عربية لازالت لها بقية
في بعض القبائل والعشائر في الجزيرة العربية
ولان الداعي الى طعام وهو الأدب في العربية لا يأكل
من طعام ضيوفه , بل يدعهم يأكلون ماشاؤوا كي
لا يحرجهم ولا يحرمهم من بعضه
المهم ان معنى كلمة (أدب) كانت في (محامد الأخلاق )
لذلك سمي معلم الاولاد (مؤدبا) لانه يحثهم على حميد الخلق
ولعله لم يتحول معنى (الأدب) الى مايتصل بالشعر وفنون
الكتابة الا بعد قرن من الزمان بعد الهجرة
أو يزيد ومنذ ذلك الوقت استمر اسم الشاعر والكاتب
ومتعاطي فنون الكلام (أديبا)
الى هذا العصر او هذا القرن الذي بدا يتراجع فيه
اسم الأديب وينحسر وينحصر في ذلك المعنى
المختص بالشعر والنثر ,والقصة ونقدها والاهتمام بها
هل ما يكتب وينقل في قسم الشعر في منتدى قبيلتناالمحافظة
يدعو الى مكارم الاخلاق ؟
هل يسر ناقل كلمات الغزل والهيام والدعوة الى الرذيلة
المرصوصة في قوالب الشعر
يوم القيامة ان يرى ما كتبت يمينه؟
كما قال الشاعر:
فما من كاتب الى سيبلى ***ويبقى الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب يمينك غير شئ*** يسرك في القيامة ان تراه