الشقة التي استخدمها الإرهابيون في حي الصفا بجدة
أوضح عدد من سكان العمارة الواقعة في حي الصفا بمحافظة جدة التي كان يقطنها الإرهابيون الثلاثة، وشهدت أول من أمس مواجهات بين قوات الأمن السعودية والمطلوبين أمنيا، أن الإرهابيين الثلاثة الذين لقوا حتفهم على أيدي رجال الأمن كانوا يترددون بشكل يومي على الشقة التي استأجروها منذ أسبوعين تقريبا، خلال فترات المساء ويغادرونها قبل أذان الفجر من كل يوم، مشيرين إلى أنهم لم يلاحظوا عليهم ما يثير الشكوك حولهم بسبب عدم اختلاطهم بسكان العمارة.
وقالوا لـ"الوطن": إن 3 رجال ملثمين كانوا يترددون يوميا على الشقة بصحبة امرأتين في فترات المساء وتحديدا من الساعة 11 أو 12 مساء من كل يوم ويغادرون الشقة عند الساعة 3 أو 4 فجرا من كل يوم من دون أن يتمكنوا من تحديد هويتهم أو التثبت من ملامحهم، مشيرين في السياق ذاته إلى أنهم يستخدمون في تنقلاتهم سيارة أمريكية الصنع من نوع (كابريس) موديل 2003 بيضاء اللون.
وأوضحوا أن الإرهابيين الثلاثة كانوا يفرغون عند دخولهم في المساء إلى الشقة حمولة السيارة (الكابرس) من الكراتين والأكياس والحقائب الكبيرة التي كانت ممتلئة كما هو واضح.
وقالوا "لم نكن نشك ولو للحظة واحدة في أن هذه الكراتين أو الحقائب تحمل أسلحة ومتفجرات وذخائر لاستخدامها في ترويع الآمنين".
وبين السكان أن شقة الإرهابيين الواقعة في الدور الأرضي من العمارة مكونة من 5 غرف غير مفروشة ولا يوجد بها سوى جهاز تكييف واحد، وكانت مؤجرة من قبل لإحدى شركات الكمبيوتر، ولها مدخل خاص ومستقل من الخارج وهو ما ساعد الإرهابيين على التواري عن أنظار سكان العمارة وأعطاهم مزيدا من الخصوصية في تنفيذ مخططاتهم.
من جانب آخر عبر سكان العمارة التي كان يقطنها الإرهابيون عن لحظات الرعب والخوف التي عاشوها بصحبة أطفالهم ونسائهم، وقال عادل بخاري الذي كان يسكن فوق شقة الإرهابيين مباشرة إنه كان يجلس بصحبة عدد من أصدقائه لمشاهدة التلفزيون مشيرا إلى أنهم سمعوا أصوات عدد من السيارات فقاموا بالنزول إلى أسفل العمارة لاستطلاع الوضع، موضحا أنهم فوجئوا في هذه الأثناء بمشاهدة عدد من رجال الأمن يطوقون شقة الإرهابيين في الدور الأرضي ، إلا أن رجال الأمن منعوهم من الصعود إلى أعلى والعودة إلى شقته كي لا يعرضوا حياتهم للخطر مع بدء المواجهة وتبادل إطلاق الرصاص بين قوات الأمن والإرهابيين.
وأشار البخاري إلى أن الشقة كان يوجد بها 3 من أبنائه بصحبة الشغالة، موضحا أنه لم يستطع الوصول إليهم إلا بعد أن أنهت قوات الأمن المواجهة بنجاح.
ووصف البخاري حالة الخوف والهلع التي تعرض لها أبناؤه بعد تهشم زجاج نوافذ الشقة وإصابتها برصاصات خلال تبادل إطلاق النار بأنها لحظات رعب وخوف وبكاء انتابت الأطفال والشغالة، إضافة إلى حالة الانهيار العصبي التي تعرضت لها والدتهم عند سماعها بالخبر وهي في مقر عملها خارج الشقة، مؤكدا أنها حضرت إلى الموقع وحاولت الوصول إلى الشقة التي بها الأبناء غير أن رجال الأمن منعوها من الدخول إليها خوفا عليها من الخطر وضماناً لسلامتها.