الفساد موجود .. والله المستعان ..
ولكن ما مسبباته ..؟ ومن هم أصحابه ..!
لو نظرنا للمعلمين وبناء على أقوالهم السابقة بأنه لا يوجد لديهم فساد إداري .. أقول لهم نعم لا يوجد لديكم فساد إداري لأن كل شيء محسوب عليكم .. ومهنتكم تتطلب بقاءكم .. وطبيعة عملكم تساعدكم على أداء مهامكم على أكمل وجه .. كيف لا وأنتم نصف العام إجازات .. كيف لا وأنتم تداومون بلبسكم المدني الطبيعي .. كيف لا وأنتم جميعاً مجتمعون على نفس العمل ونفس الأداء ونفس النهج ونفس الواجب تقريباً .. كيف لا وأنتم تؤدون أفضل مهنة .. كيف لا وأنتم تدخلون سواء وتخرجون سواء .. كيف لا وأنتم متعودين على روتينكم وتعرفون جدولكم على المدى البعيد .. كيف لا .. وكيف لا .. كل هذه الأمور تساعدكم على نجاح عملكم وعدم وجود فساد إداري بينكم ..
لو نظرنا للطرف الآخر الطرف المُستهدف الطرف الحكومي .. العسكري مثلاً وقس عليها بقية الدوائر : لوجدنا أن المسكين لديه إجازة سنوية واحدة تقريباً شهر ونادراً ما يزيد .. لوجدنا طبيعة عمله شاقة ولابد من الراحة البدنية .. لوجدنا أن روتينه يختلف وجدوله يتغير في لحضات على حسب الأوضاع والزيارات .. لوجدنا أن لديه أيام لابد من تواجده وعمله وإنتاجه .. وأيام أخرى لا داعي لتواجده ولا يوجد ما يستدعي او يستلزم بقاءه .. أيضاً لو تعمقنا قليلاً في عمله لوجدنا أن هناك أولويات وأشياء أهم من أشياء وأحياناً تجده هنا وأحياناً أخرى هناك .. أيضاً لو تلاحظ أن طبيعة عمل البعض إستلامات أو شفتات أو غيرها يعني عمل متقلب وغير مستقر مما يؤثر على إنتاجيته ..
ولو نظرنا لهذا وذاك مما ذُكر أعلاه فإنك سوف تجد أن هناك إختلاف بين المعلم وغيره فيما يتعلق بطبيعة العمل أولاً وطبيعة الشخص ثانياً سواء النفسية أو الجسدية أو الإجتماعية أو حتى المالية اللتي لم نتطرق لها نهائياً رغم أنها من أهم الأسباب ..
وأيضاً لو نظرنا لأسباب الفساد الإداري الحقيقية بغض النظر عن المعلم أو العسكري أو غيره لوجدنا الخلاصة :
1. ضعف الوازع الديني لدى الموظفين وعدم مخافة الله في كل عمل يقومون به سواء كان صغيراً أم كبيراً ..
2. التهاون والإستهتار .. وعدم الخوف .. وعدم إخلاص النية .. وعدم وجود الأمانة ..
3. عدم الرقابة الصحيحة للموظفين وعدم السيطرة عليهم وعدم المعرفة من قبل المسئوولين بأمور الموظفين وطبيعة عملهم ومدى إجتهادهم أو تهاونهم .. أو حتى حضورهم أو غيابهم ..
4. المساواة الخاطئة بين الموظفين في كُل شيء رغم إختلاف تخصصاتهم العملية .. ورغم التفاوت في الأداء والإنتاجية ..
5. عدم محاسبة المقصرين .. وعدم متابعتهم .. وعدم إتخاذ الإجراء المناسب بحقهم ..
6. الواسطة .. بأن يوضع الرجل المناسب في المكان الغير مناسب .. وأيضاً الواسطة فيما يتعلق بإختلاف المعاملة والمحاسبة من شخص لآخر ..
وشكراً يا أبو فهد على هذا الطرح وهذا الحرص وهذا الإجتهاد وسامحني على التطرق للمعلمين .. بس تراني حاقد عليهم .. ههه .. الله يحفظك .. وييسر لك أمرك ..
دمت ودام الجميع بخير وفي خير .. وبدون فساد ..
|