فـجائع الـدهر أنـواع مـنوعة
ولـلـزمان مـسرات وأحـزان
ولـلـحوادث سـلوان يـسهلها
وما لما حـل بـالأسلام سـلوان
دهـى الـجزيرة أمر لا عزاء له
هـوى لـه أحـد وأنـهد ثهلان
قـواعد كـن أركـان البلاد فما
عـسى الـبقاء إذا لم تبق أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف
كـما بـكى لـفراق الإلف هيمان
عـلى ديـار مـن الأسلام خالية
قـد أقـفرت ولها بالكفر عمران
حـيث المساجد قد صارت كنائس
مـافيهن إلا نـواقيس وصلـبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة
حـتى المنابر تبكي وهي عيدان
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
قـتلى وأسـرى فما يهتز أنسان
لـما التقاطع في الأسلام بينكم
وأنـتـم يـاعـباد الله أخـوان
يـامن لـذلة قـوم بـعد عزتهم
أحـال حـالهم جـور وطـغيان
بـالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم
والـيوم هم في بلاد الكفر عبدان
فـلو تـراهم حيارى لادليل لهم
عـليهم فـي ثـياب الذل ألوان
يـارب أم وطـفل حـيل بينهما
كـمـا تـفـرق أروح وأبـدان
وطـفلة مـثل حسن الشمس إذ طـلعت
كأنما هي ياقوت ومرجان
يـقودها الـعلج لـلمكروه مٌكرهة
والـعين بـاكية والـقلب حيران
لـمثل هـذا يبكي القلب من كمد
إن كـان في القلب إسلام وإيمان
|