عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 07:43 AM   #4
مميّزة ونشيطة


الصورة الرمزية الأزدية
الأزدية غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7719
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 03-22-2018 (11:32 AM)
 المشاركات : 10,083 [ + ]
 التقييم :  46
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




((3))


تحشرج صوتي وقلت له وانا اصدق نفسي:

كنت ( اشم التمرحنة مختلطة برائحة الياسمين )

وبسبب هذه الاجابة ازداد ضغط الجاويش على رقبتي

حتى كاد لساني يتدلى من فمي , وقرر أن ياخذني

إلى القسم .. وظل راكبا دراجته ويسير بسرعة

بطيئة ولكنها جعلتني الهث متقطع الانفاس وانا اجري

بجواره لا استطيع أن افلفص أو احاول الفكاك من

قبضة يده
ومن شدة الجري انقطعت فردة الشبشب ولم يترك

لي الجاويش فرصة اخذه معي ثم سرعان ما انقطعت

الفردة الثانية وهكذا دخلت قسم البوليس حافيا ودفعني

الجاويش غليظ القلب بشدة فارتميت على الارضفي ركن مظلم جوار مكتبه
حاولت ان اشرح له أني ابن ناس وان (شم التمرحنة

والياسمين) ليس جريمة , وتوسلت اليه بالدموع ان

يتركني لاعود إلى بيتي , ولكن دون جدوى

لم ينفع معه استرحام , ولا توسل , ولا بكاء , متشنج

لذلك بدأت في الصراخ بأعلى صوتي ,معلنا انني

عاوز اروح , فقام الجاويش ببساطة من على مكتبه

ورفسني في جنبي بحذائه الضخم , وهو يبادلني صراخا بصراخ

اخرس ياحرامي البيوت , الصبح حنحولك على نيابة

الاحداث لحد ما يبان لك اهل!

كان هذا القراراشد ايلام من قرار احالة اوراقي إلى

المفتي توطئة لشنقي وتصورت الكارثة كاملة

حين يصحو ابي وامي واخوتي , فلا يجدونني

نائما في سريري!

ومع كل تصور لتفاصيل ماسوف يحدث كان

صراخي يزداد ويزداد , وحاول كل عسكري موجود

في القسم ان يسكتني واستخدموا في هذه المحاولت

كل طريقة ابتداء بالرفس وانتهاء بالتهديد , باطلاق

النار من البندقية ومع ذلك فلم اتوقف عن الصراخ

, لحظة واحدة حتى طلع الصباح واشرق نور الشمس .

جاء كونستابل , وجاء صول , ثم جاء ضابط , وحاول

كل منهم ان يسكتني بطريقته القاسية الخاصة

فلم يفلحوا ولم يجد الضابط طريقة للتخلص مني

ومن بكائي الشديد وصراخي العالي الا بارسالي

فورا مع احد المخبرين إلى نيابة الاحداث , لتقرر امري


وكتفوا يدي بحبل غليظ خشن, وسحبني المخبر وانا احاول

بكل قوتي ان اتملص واتشبت بالارض و امسك بكل

ماتطوله يداي من ارجل المكاتب والكراسي ولكن هذه

الجهود كلها ضاعت بلا فائدة

وفجأة حدثت معجزةلقد ظهر (عم عابدين) شيخ حارتنا

واندهش الرجل وجحظت عيناه حين رآني حافيا واعاني

كل هذا العذاب , كان يعرفني ويعرف ابي ويعرف

اين نسكن , ولم يصدق الجاويش الذي قبض على

واتهمني بالتاهب لسرقة البيوت ودخل إلى الضابط

وخرج ليصحبني ويسلمني إلى اهلي

وفي طريق العودة إلى البيت سألني الرجل عن السبب

في وجودي في العباسية في عز الليل وطلب مني ان

اجيب بصدق وأقول الحق.

اقسمت له بالله العظيم وبالمصحف الشريف انني لم افعل شرا

وكل ما عملتها هو اني كنت اريد ان

(اشم التمرحنة مختلطة بائحة الياسمين ) وطبعا لم يصدق كلامي

وقال وهو يخبطني على راسي :

ابقى قول الكلام ده لابوك لما يشوفك .

ووصلنا اخيرا إلى بيتنا ولكننا لم نجد احدا من

اسرتي لقد خرج ابي وامي للبحث عني في المستشفيات والاسعاف


واستلمتني الجارة التي كانت تسكن تحتنا معلنة للجيران الذين

علموا بالمصيبة ان (الواد جه)يعني( الولد جاء)

لن اتحدث عن فرحة أمي حين عادت ورأتني سالما

ولا عن الجهد العنيف الشاق الذي بذله ابي في علقة تأديبي

وتهذيبي واصلاحي

وبعدان هدأت نفسه سألني عن سبب كل ماحدث

لم استطع ان اخبر ه بأني كنت في عملية

( مرور على بيت الحبايب ليلا بطريقة عبد الوهاب)

لاني قررت ان احتفظ بهذا السر

واخبرته اني ذهبت

( لأشم رائحة التمرحنة مختلطة برائحة الياسمين )

وعندئذ نهض ابي واعاد العلقة السابقة بكل حذافيها

كانت تجربة مفيدة خرجت مها بدرس مفيد فقد

اخرجت من ذهني فكة المرور على بيت الحبايب

مهما كانت الاسباب لا ليلا ولا نهارا

انتهت القصة


 
 توقيع : الأزدية

( اللهم احفظ بلادنا بحفظك )


رد مع اقتباس