لا.. لا.. لا تغضب ..
واشنطن – العرب أونلاين – وكالات : يعتبر الغضب رد فعل طبيعى للأحداث اليومية والمؤثرات الخارجية , ويعد استجابة طبيعية لأى موقف قد يشكل نوعا من التهديد على حياة الإنسان أو نفسيته , وقد يؤدى إلى العدوانية التى تسبب ارتفاع ضغط الدم باستمرار , وبالتالى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتات الدماغية فضلا عن مشكلات نفسية وذهنية متكررة ..
وفى هذا الإطار , حذر الخبراء فى جمعية السكتة الأمريكية , من أن الغضب والشعور بالذنب وغيرها من المشاعر السلبية تشجع الإصابة بالسكتة الدماغية التى تعتبر ثالث أسباب الوفاة فى الولايات المتحدة بعد أمراض القلب والسرطان ..
وأوضح هؤلاء أن هذه الحالة تسبب إعاقة شديدة وشللا دائما , وتنتج عن عوامل خطر معروفة كأمراض القلب والتدخين وارتفاع ضغط الدم , إلا أنه لم يتضح بعد دور العوامل النفسية والعاطفية فى الإصابة بها ..
وفسّر الباحثون أن التوتر الذهنى والنفسى والعاطفي , إلى جانب التغيرات الفجائية فى وضعية الجسم , ترتبط بالنوبات القلبية , وقد تبين أنها تلعب دورا مهما فى الإصابة بالسكتات الدماغية أيضا ..
ونبه الباحثون إلى أن خطر السكتة ازداد بحوالى 14 مرة مع وجود المشاعر السلبية والغضب , بينما ازداد فى حالة التغير الفجائى فى وضعية الجسم بنحو 24 مرة , مشيرين إلى أن درجات هذه المشاعر المتراكمة عبر السنين والتى تزيد خطر السكتة لم تتضح بعد ..
من جهة أخرى , حذر الباحثون فى جامعة ماريلاند الأمريكية من أن المزاج العصبى والغضب والعدوانية تسيء إلى صحة القلب وتزيد مستويات الكوليسترول عند السيدات ، خصوصا من البدينات أو من يعانين من وزن مفرط ..
ويعتقد هؤلاء أن هذه السمة قد ترتبط بالإفراط فى الاستجابة لهرمونات التوتر مثل الأدرينالين , التى تساهم بدورها فى زيادة نسبة الكوليسترول , مؤكدين أن ممارسة الرياضة بانتظام تحمى القلب , حتى عند الأشخاص العصبيين الأكثر عرضة لنوبات الغضب ..
وينصح العلماء بضرورة التعامل مع الغضب بصورة إيجابية وعدم إهماله ليصل إلى حد خطير, والتعبير عنه بطرق صحية كالعد إلى 10 أو التمرن على صور أخرى من الاسترخاء الذهني , أو الصراخ فى أماكن بعيدة عن الناس ، أو ممارسة المشى أو الهرولة لفترة قصيرة , أو المشاركة فى نشاطات الرسم أو الكتابة ..
وكانت دراسات كثيرة قد أكدت أن التسامح يساعد على خفض ضغط الدم وإرخاء العضلات المنقبضة والمتوترة وتحقيق الشعور بالراحة والاسترخاء ..
وهو ما يدل عليه قول الله تعالى :
" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " ، صدق الله العظيم ..
|