حكم الأضحية
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا". أخرجه ابن ماجه (2/1044 ، رقم 3123) ، والحاكم (4/258 ، رقم 7565) وقال : صحيح الإسناد . وصححه الألباني (صحيح الجامع ، رقم 6490) .
قال شيخنا العلامة علي بن حسن الحلبي : والنبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - يقول : " مَن لم يضحِّ ؛ فلا يَقربَنَّ مُصلَّانا " . ويقول - عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام - : " على أهلِ كلِّ بيتٍ في كلِّ عامٍ أُضحية " - وإن اختلف أهلُ العلم في حُكم الأضحية على قولَين : قول الجمهور : أنها سُنَّة مؤكَّدة ، وذهبت الحنفيَّة - وانتصر شيخُ الإسلام ابن تيميَّة إلى الوجوب . لكن : ثبت عن الصَّحابيَّين الجليلَين أبو بكر وعمررضيَ الله تعالى عنهُما : أنهما كانا لا يُضحِّيان في بعض السِّنين؛ قال: ( حتى لا يظنها النَّاسُ واجبَةً ) . فهذا من أبي بكرٍ وعمر في أوَّل وقتِ التشريع ؛ حيث قد يَظن الناسُ شيئًا على غير ما هو عليهِ في شرعِ الله ؛ كانا يفعلان ذلك رضي اللهُ عنهما توضيحًا وبيانًا وإظهارًا لِما يَريانِه مِن حُكم الشَّرع في هذه الأُضحية. لكن: هذا لا يجعل القادر المتمكِّن المتموِّل أن يَزهَد في الأُضحية؛ بل عليهِ أن يفعلَ هذه السُّنَّة حتى لا تموت. بل: سمعتُ شيخَنا الشيخَ الألبانيَّ رحمهُ الله يقول: إن كثيرًا مِن النَّاس يستدينون من أجلِ الكماليَّات في حياتهم الدُّنيا؛ فلا مانعَ من أن تستدينَ مِن أجل الشَّرعيَّات ؛ كأُضحِيَتك ، وإن لم تكنْ واجبةً عليكَ في أصل الحُكم ، وليست واجبةً عليك بِحُكم عدم القُدرة ؛ لكن : إذا استدنتَ ؛ لا مانع - ولا نقول : واجب .
(من محاضرة " حكم الأضحية " للشيخ علي الحلبي )
( من الإيميل )
|