الموضوع: لتسمو بنا آية..
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2010, 02:38 PM   #11


الصورة الرمزية سيد الموقف
سيد الموقف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4108
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 08-22-2016 (01:20 PM)
 المشاركات : 4,159 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



قال الله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير )) الآيه 32 سورة ""فاطر ""



قال الشيخ عبد الرزاق البدر _حفظه الله و رعاه _ في شرحه للدرس الرابع / شرح كتاب التوحيد
( باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب )
قال حفظه الله :


هذه الآية جاءت في سياق ذكر المصطفين من عباد الله قال الله - عز وجل -: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ فذكر أن المصطفين ثلاثة أصناف:

قال : ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿32﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ﴿33﴾ [فاطر: 32: 33]

من هم ؟ الثلاثة ، الواو تشمل الثلاثة : تشمل الظالم ، وتشمل المقتصد ، وتشمل السابق بالخيرات.

لكن كما قال أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمة في كتابه الإيمان :
المقتصد والسابق بالخيرات يدخلون الجنة دخولا أوليا ، يعني : بدون حساب ولا عذاب ، لأن المقصد هو من فعل الواجب وترك المحرم ، والسابق بالخيرات هو الذي فعل الواجب والمستحب وترك المحرم وأيضًا حذر وجانب المكروه وسابق في الخيرات ، فهذا الذي هو المقتصد والسابق بالخيرات كل منهما يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب .


والظالم نفسه أيضًا يدخل الجنة لكن قد يمر بمرحلة تطهير وتنقية فيدخل النار لا ليخلد فيها وإنما ليطهر فيها من ذنوبه ثم مثل ما قال -عليه الصلاة والسلام - : ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، يصيبه قبل ذلك ما يصيبه ) فإذن الظالم لنفسه هنا هو من المصطفين ، وهو من عباد الله ، وهو من أهل الجنة .

والمراد بالظلم هنا ما هو ؟ المعاصي ، ظلم النفس بالمعاصي ؛ ولهذا لو أكملنا السياق لما ذكر الله الأقسام الثلاثة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات .

ذكر بعدهم قسيم هؤلاء الثلاثة وهو الكافر فماذا قال ؟ قال : ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿36﴾ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿37﴾ [فاطر: 36، 37] إذن "الظالمين" هنا المراد بالظلم الشرك والكفر ، والمراد بالظلم هناك المعاصي ، ذاك صاحب الظلم المعاصي مآله إلى الجنة قد يدخل النار لتطهيره وتنقيته أما الظالم لنفسه ظلم الكفر والشرك بالله فإنه إذا لقي الله بهذا الكفر وهذا الشرك فمآله ماذا ؟ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَ ﴾[فاطر: 36] يخلد في النار ولا يطمع في مغفرة الله ولا رحمته ولا عفوه لا مطمع له ؛ بل هو مخلد في النار أبد الآبدين ، أما إذا كان ظلما للنفس كما في السياق الأول فهذا مآله إلى الجنة، لكن قد يمر بمرحلة تطهير وتنقيه .

ــــــــــــــــــــــ
اللهم اجعلنا من السابقين بالخيرات ،اللهم ألهمني رشدي وأعذني شر نفسي . انك ولي ذلك والقادر عليه ..






 
 توقيع : سيد الموقف



رد مع اقتباس