جاني دعوه كريمه من رجل كريم وهو حكيم المنتدى بالمشاركه في هذا الموضوع فلم يزدني الا شرفآ ان البي الدعوه
واقحمني دكتور المنتدى بموضوع الابتعاث للخارج وتاثيره على المجتمع السعودي فاجتهدت وبحثت وعصرت الفكر بهذا الموضوع
وهو جهد المقل فارجو المعذره
فاقول
ورد قديمًا أثرٌ يقول : " أطلبوا العلم ولو في الصين " .. هذه المقولة قيلت لتؤكد ضرورة طلب العلوم النافعة، ومن ذلك الأخذ بأسباب التنمية من خلال النهل من محاضن النهضة العلمية حتى لو كلف ذلك السفر إلى أصقاع الدنيا وبقاع الأرض المختلفة .
ولو رجعنا إلى أربعة عقود مضت لوجدنا أن معظم الرواد الذين ساهموا مساهمة فعالة في بناء الأسس والركائز الأولية لمسيرة التنمية في بلادنا هم ممن حظوا بفرص تعليمية خارج البلاد، سواء من دول عربية سبقتنا بالنمو والتطور أو من دول أوروبية أو أمريكية .
ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك السياسة التعليمية التي تبنتها الدولة، والمتمثلة في نقل المعرفة من دول العالم المتقدمة عن طريق الابتعاث ، استراتيجية مهمة لتحصيل العلم والمعرفة أينما كانا ومهما كلفا، من أجل اللحاق بركب الحضارة والتقدم. إلا أن هناك من يرى أنه بات من الضروري، بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة على بداية رحلات الابتعاث للدراسة في الخارج، أن نقف لتقييم هذه التجربة وقراءة خطوطها البيانية ومستوى مخرجاتها ، ومدى إمكانية تطوير الأسس التي تحكم أنظمتها؛ بما يتلائم مع ما نعيشه اليوم من معطيات ومكتسبات جديدة على المستوى التعليمي .
"
كيف نصنع عقولاً قادرة على الإبداع ؟
بأننا بلد يحتاج إلى مواكبة العصر، والركض وراء المكتشفات الجديدة التي ينسخ بعضها بعضًا يوميًا، ولن نستطيع ملاحقة الركب إلا بالبحث عن العلم والمعرفة في مظانها وأماكن نباتها والاغتراف من منابعها .
أن فلسفة الابتعاث أعمق كثيرًا من سد الفراغ الأكاديمي، واستبدال الأستاذ المتعاقد بأستاذ سعودي في الجامعة أو الكلية ، فالمسألة كيف نطارد مستجدات الكون الصناعية ونغرس في نفوس أجيالنا حب هذه المطاردة والملاحقة .. وبمعنى أدق كيف نستطيع صناعة عقول قادرة على الإبداع والابتكار ومواكبة الحضارة الكونية المتسارعة .
معايير اختيار المبتعث ودولة الابتعاث
وحول المعايير السليمة في ترشيح من يعطى المنحة الدراسية في الخارج ،
هناك عددًا من المعايير التي من المفترض أن يتم من خلالها اختيار المبتعثين ومن أبرزها تفوق المبتعث وتميزه في المجال الذي يريد الحصول فيه على الدرجة العلمية ، والحصول على الدرجة العلمية التي تمكنه من مواصلة الدراسة خارجيًا ، كما يجب أن يكون حاصلاً على قبول من جامعة معترف بها أكاديميًا ضمن المستوى التي تضعه الدولة للأقسام المتخصصة والجامعات المرموقة ، إضافة إلى مدى الحاجة العلمية للتخصصات التي يتم من خلالها ابتعاث الأفراد ، وكذلك يلزم أن يكون المبتعث تحت الإشراف المباشر من الجهة التي ابتعثته ، وأخيرًا مراعاة السن عند ابتعاث الطالب .
أما معايير اختيار الدولة المبتعث إليها فيعتقد أن من أهمها العلاقات الوطيدة بين المملكة والدولة المبتعث إليها ، وتميز الدولة من خلال جامعاتها التي تدرس العلوم المرغوب التخصص فيها ، بالإضافة إلى تنويع وجهة الابتعاث، مثل الابتعاث إلى اليابان والصين وتركيا وروسيا والهند، إلى جانب الجامعات الغربية لتنويع الخبرة، وخاصة في المجال التقني ، وكذلك رفع المكافآت للمبتعثين إلى غير الجامعات الناطقة بالإنجليزية لحفزهم على تعلم اللغات الأخرى .
البحث عن المعرفة ليس كالبحث عن الشهادة
أن عقلية المبتعث ونظرته للحياة أو قدرته على المغامرة وحب الاكتشاف ، والصبر والمثابرة ، والشجاعة في مواجهة المجتمعات الأخرى بصلابة وثقة كل ذلك أهم كثيرًا من كشف الدرجات الذي من خلاله يمكن أن تتحقق له البعثة في العادة ، فهناك عقول تبحث وتكدح وتسهر من أجل العلم للعلم ولديها التضحية في سبيل الارتقاء بأوطانها وجلب المعرفة إليها مهما كان الثمن غاليًا وطالت الشقة وازدادت المشقة، وهناك فئة تبحث عن الشهادة فقط؛ وقد قلت كثيرًا إن الشهادة هي الإنسان وليس الكرتون المقوى الذي يعود به المبتعث إلى وطنه .
.
ومن وجهة نظر
أن التخصصات العلمية هي الأكثر إلحاحًا وحاجة للابتعاث، باعتبار أن ذلك هو السبيل الأفضل لنقل التقنية والمعرفة بأوجهها المختلفة الطبية منها والهندسية وعلوم الاتصالات والمحاسبة والقانون وغير ذلك .
الركض وراء النظريات الحديثة
أنه لابد من التركيز على النواحي العلمية ومتابعة المبتكرات .. ونوكد على أننا محتاجون إلى مبتعثين يذهبون إلى المعامل ، ومراكز البحث العلمي ، والمستشفيات المتخصصة ، والركض وراء النظريات الحديثة في جميع المجالات العلمية ، أما الدراسات الإنسانية فبرغم أهميتها وعظمتها إلا أنها أصبحت متوافرة ، ويمكن الحصول عليها ومتابعتها وملاحقة ما يستجد فيها، من خلال معطيات العصر الحديثة التي توفرها في الجامعة والكلية بل وربما في المنزل عبر خدمة الإنترنت .
الابتعاث وأبرز المعوقات
وفي سياق الصعوبات والمعوقات التي تحول دون تحقيق الابتعاث الخارجي لأهدافه
أنه إذا كان ثمة عوائق فإنها غالبًا ما تكون من عند أنفسنا، لأن الحياة العلمية متجددة ومتطورة كالينبوع ماؤه متجدد، فإذا جف تراكمت
. ولذا فلا بد أن نذلل كل العقبات أمام الابتعاث في سبيل مسايرة ركب الحضارة وتجديد الدماء، بل أرى أن يكون شرط تعيين الطالب معيدًا أن يوافق على الابتعاث إذا ما عرض عليه التخصص في موضوع يحتاجه القسم مع ضرورة الابتعاث من أجل ذلك إلى الخارج .
أن الصعوبات كلها موجودة في رؤوس بعض المبتعثين .. حيث أن الدولة توفر الحد المقبول والمعقول كي يعيش المبتعث في مناخ دراسي يمكن معه أن يتفرغ لدراسته وبحثه ، والجهات المسؤولة مطالبة في حال ارتباك أو شح أو نقص مخصصاته أن تراجع ذلك وتصححه ، كوضع تذبذب العملة مقابل الريال ، كما هو موجود في بريطانيا مثلاً .
بعض المبتعثين
تعودت على الترف المعيشي والحياتي ودائمًا تطالب المزيد ، ويرى أن المبتعث السعودي بشكل عام يعتبر وضعه جيدًا مقارنة بغيره من المبتعثين الآخرين ، ولكن هناك فئة، ولا أقول الجميع، تطلب توفير كل شيء وتيسير كل شيء وربما تطلب تقديم المعرفة بملعقة ذهبية، وهنا يكمن الإشكال وبالتالي نقع في المعضلة .
العلم هو في حد ذاته تربية على مواجهة الحياة ، تربية على الكفاح والمنافحة والصبر .. لأن طلابه هم في النهاية بناة المستقبل وصناع الحضارة ولن تجد صناع حضارة وبناء مستقبل وهم ضعفاء هينون تمتلئ أنفسهم بالهشاشة والخوف وعدم الجسارة والمكابدة .المتفوقون عبر التاريخ هم الذين حفروا دروبهم في الصخر بأظافرهم أما المترفون والكسالى دائمًا ما يشكلون ركامًا في حساب المعرفة لا تقع فيه ولا فائدة .
أنظر إلى المبتعث الصيني أو الياباني ، كيف يمضي زمنه ووقته ، كيف يستثمر كامل ساعته ، كيف يدافع بمنكبيه ويزاحم في المعامل بجدية وإخلاص .
أنظر إلى بعض العرب الذين يعملون في الليل بالفنادق والمطاعم وبالنهار في قاعات العلم والتحصيل .
وفي طلابنا والحمد لله نماذج مشرفة من هذا النوع وهم مدعاة للفخر والاعتزاز، ولكن هناك صنفاً يحتاج إلى أن يقف مع نفسه ويحاسبها متأملاً ما حوله ، مستشعرًا رسالته في الكون والحياة وخدمة الوطن بل خدمة الإنسانية .
الابتعاث الداخلي هل يغني عن الخارجي ؟
لا أظن أن الابتعاث الداخلي يصلح أن يكون عوضًا عن الابتعاث الخارجي ، ذلك لأننا يجب أن نضع في اعتبارنا اكتساب اللغة الأجنبية، إذ أن أي متخصص أكاديمي بدون لغة يصبح عالة على المترجمات وما أدراك ما المترجمات إلا ما رحم ربي .
كما أن الجو الأكاديمي في جامعة أجنبية له تأثيره على سلوك المبتعث وطريقة تفكيره وقبوله للرأي الآخر وهذا ما سوف تفقده إذا ما ركزنا على الابتعاث الداخلي .
.
بعض المقترحات التي ارى ضرورة الأخذ بها من قبل أصحاب القرار في مجال الابتعاث وهي :
- عدم ابتعاث العزاب ، وجعل الزواج شرطًا للابتعاث .
- عدم ابتعاث طلاب للدراسات الجامعية على الإطلاق نظرًا لتوافر التعليم الجامعي في الجامعات السعودية .
- قصر الابتعاث على طلاب الدكتوراه وفي التخصصات النادرة .
- مساعدة الجامعات السعودية على الاكتفاء وتوفير جميع التخصصات .
- إحلال اللغة العربية في جميع التخصصات ، ومع ذلك التأكيد على أهمية اللغات الحية حسب التخصص مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية .
- استمرار " دورات المبتعثين " وإشراك من لهم تجربة في الابتعاث لإبراز المحاسن في الابتعاث .
- التأكيد على دور المبتعث السعودي في الغربة وأنه سفير وممثل لبلاده في خلقه وسلوكه وتصرفاته .
- إعطاء الفرصة للمبتعث لزيارة وطنه كل عام في الإجازة ومعه عائلته .
- إغناء المبتعث وأسرته ماديًا ومعنويًا حتى لا يتأثر بالمغريات لدى الدول الأخرى .
وفي الختام اتمنى من كل المبتعثين ان يكونوا سفراء لهذا البلد الاسلامي الكبير
وان يكونو قدوه في اخلاقهم وافكارهم وادائهم فرايض الدين الحنيف وان يؤثروا اكثر مما يتآثروا
الموضوع المقترح
متى تعود الحضاره الاسلاميه وما اسباب انحلالها
|