عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2004, 08:37 PM   #10
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية العمري
العمري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 375
 تاريخ التسجيل :  Jun 2003
 أخر زيارة : 03-28-2013 (08:36 PM)
 المشاركات : 385 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



قصيدة فارس الكرسي للشاعر عبد الرحمن العشماوي

هم أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانـا *********** فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا

هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم *********** فـــأذقتهم فوق الــهوانِ هَوانــا

إني لأرجو أن تكون بنــــارهم *********** لمـا رموك بـها، بــلغتَ جِنانـا

غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً ************* أَبــشرْ فقد أورثــتَهم خـــذلانــا

أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا *********** كــم قدَّموا لشموخك الإحســانـا

لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تــدَّخــر ********** وُسْعـَاً لتــحمــله فكنتَ وكــانا

يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً بــ ********** الصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا

مــا كنتَ إلا همّةً وعــزيمةً *********** وشـــموخَ صبرٍ أعجز العدوانــا

فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي ******** صلََّيْتَ فجرك تطلــب الغــفــرانا

وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّــــلاً ******** مــتأمـــِّلاً تتـــدبـــَّر القـــرآنـــــا

ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً ********* إنَّ الســـجود ليرفـع الإنســـانـــا

وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا ********* أنَّ الفراقَ من الأحـــبــةِ حــانـــا

كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى ********* وطــــوى بك الآفاقَ والأزمــانــا

علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكــــن ********** مِثل الكراســي الراجفاتِ هَوانــا

معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه ********** مــَثــَلاً، وصـــار إِباؤه عــنوانــا

أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ ********** عـَدْلٌ يــُديــن الغــادرَ الخــوَّانــا

لكأنني أبصرت في عجلاتــه ********** أَلَماً لفقــدكَ، لـوعـــةً وحـــنانـــا

حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ ************ تمشي به، كالطود لا تتوانى

إني لَتَسألُني العــدالةُ بعد مــا ********** لقيتْ جحود القوم، والنكرانا

هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى *********** أم أنَّهــا لا تمــلك الأَجفانـــا؟

وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ *********** في غفلةٍ لا تُبصر الطــغيانا

هل أبصروا جسداً على كرسيِّه ************ لما تناثَر في الصَّباح عِيانا

أين الحضارة أيها الغربُ الذي *********** جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا

عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ ************ قد ضلَّ من يستعطف البركانا

هذا سؤالٌ لا يجيد جوابــَه *********** من يعبد الأَهواءَ والشيطانا

يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا *********** فلقد تركتَ الصدق والإيمانا

أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على ********** مليــارنا لـمَّا غــدوا قُطْعانا

أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي *********** أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا

أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى ********** في أمتي مَنْ يكسر الأوثانــا

يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ ********** إلاَّ ربــيعاً بالهــدى مُزدانـــا

في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ ********** للفجر حين يبشِّر الأكوانا

فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني ********** بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا

قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما ********* بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا

هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي ******** شيَّدتُ في قلبي له بنيانا

دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي ******** تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا

روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ ******** مــا أجمل الأنهارَ والبستانا

ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا ******** يا مُقْعَداً جــعل العدوَّ جبانا

من شعر الشاعر عبد الرحمن العشماوي


 
 توقيع : العمري

القناعة كنز لا يفنى


رد مع اقتباس