الأخ العزيز ابو بندر
أولاً أهنئك وأهنئ الجميع بحلول شهر رمضان المبارك جعله الله شهر خير ونصرة للإسلام والمسلمين
وأثني بالشكر الجزيل لك أخي الكريم على جرأة قلمك وانتقاده لما يسيء لعقيدتنا وتقاليدنا
كما أثمن لك ذلك الحس الإيماني وتلك الغيرة الإسلامية
وكل ذلك ليس بمستغرب من أحد أبناء هذا البلد الذي يستمد تعاليمه وقيمه وأنظمته من الكتاب والسنة
ولكن الغريب والعجيب تلك الردود التي غلب على أكثرها طابع الهجوم والاستهجان على نصك وشخصك وللأسف فكلهم ينتمون إلى هذه المنطقة المحافظة والمتمسكة بالأصالة الدينية والاجتماعية إلى حد كبير وكأنهم راضون كل الرضا عما حدث وسيحدث إن استمر الصمت وبقيت الأيادي تصفق وتطبل .
نحن في هذا الوقت بحاجة إلى الإصلاح أكثر من أي شيء أخر إصلاح أنفسنا ثم إصلاح مجتمعنا والالتفاف حول عقيدتنا التي ساد بها أجدادنا العالم بأسره فحال أمتنا اليوم يدعو إلى الأسى والحزن لا أن ننساق وراء سفاسف الأمور وما يصدره لنا أعداءنا من سم عضال بل وصل بنا الحال إلى أن نستورد ذلك العفن الذي غصت به مستنقعات تلك البلاد التي لا تراعي ديناً ولا قيماً من ممثلين وممثلات وندفع لهم الأموال ونحجز لهم الفنادق إلى غير ذلك من الخسائر .
سؤال : مالفائدة التي جنيناها من كل ذلك ؟
الجواب: لا شيء بل على العكس ضرر واضح وزلل فادح وأصحاب الفكر المنحرف من أبناء هذه البلد يخططون وينفذون وعلينا
يضحكون
قد فرحنا كثيراً عندما تم إلغاء تلك الحفلات الغنائية التي كانت تحتضنها المفتاحة سنوياً ضمن فعاليات الصيف ولكن الخبثاء من دعاة الرذيلة دخلوا من باب آخر ونجحوا في فتح ذلك الباب ولكن يجب علينا أن لا نحقق لهم مرادهم وأن نقف في وجه هؤلاء الدخلاء الذين لا هم لهم سوى إفساد شباب هذه الأمة وقتل الغيرة في قلوبهم وإضعاف همتهم فعليهم من الله ما يستحقون .
المهزلة التي حدثت هي الباطل بعينه فلماذا ندافع عن الباطل وندحض به الحق ؟
ولا ننسى أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } .
فعلينا أن ننكر المنكر ولو بأقل ما نستطيع وهو القلم وإن لم يكن له دور هنا فمتى يكون ؟
أسأل الله العلي العظيم أن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن يظهر الحق ويزهق الباطل إنه على كل شيء قدير .
أرجو المعذرة على الإطالة ولكن ما في القلب يفوق ما كتب
وكل عام وأنتم بخير وعافية
|