عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2010, 02:57 PM   #14
شاعر قدير ومميّز


الصورة الرمزية سعيد عوض العمري
سعيد عوض العمري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11928
 تاريخ التسجيل :  Aug 2007
 أخر زيارة : 07-25-2023 (09:27 AM)
 المشاركات : 1,175 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكيم المنتدى مشاهدة المشاركة
قراءة نقدية لرائعة

سعيد عوض


لوحة مميزة من الشاعر سعيد بن عوض العمري الرائع يقف فيها موقف المحب المندهش المعترف بهزيمته أمام سحر الحرف و حسن الشعر، وذلك بعد أن أبحر في بهو الكلمات المعبرة عن جمال الشعر مستسلما لفاتحة النزيف الروحي الطالع من الذات ، معانقا فيضا من الكلمات ذات الدلالات العميقة ، مختارا أروع المعاني في التصوير الأدبي الفني ليعارض بها ، ذلك الشاعر العملاق والذي يعد بحق متنبي زمانه انه الشاعر ( نزار قباني ) في قصيدتة الذائعة الصيت التي يقول مطلعها :


كلماتنا في الحب تقتل حبنا

إن الحروف تموت حين تقالُ


بين الحقيقة و الخيال ، بين اللذة و الألم ، بين الشعر و الحلم ، يغرق الشاعر في قبضة الشاعرية و يوقع الذات في قبضة الشعر و سجن القصيدة ليدخل بعفوية دون سابق إنذار إلى محرابه الإبداعي ليروي ظمأه النفسي و الوجداني بقطرات شعرية و إذ به رهين في مملكة الشعر تحاصره الكلمات و تغتاله المعاني في أرقى الصور الجميلة انطلاقا من مفتاحها السحري(كلا !! إذا ملكت شغافَ قلوبنا ... زهت الحياة وأشرقت آمـالُ)،لكنه بحر من الإبداع و السفر في عالم حب الإله الذي شكل به تحفة أدبية أنيقة و بطاقة تعريف لهوية الشعر صادرة عن وجدان الشاعر المتزن مع العقل . وفي اجابة لكلا يقول شاعرنا (حب الإله تقدّسـت أسمـاؤهُ... تاج المحبّـة يعتليـه جـلالُ) فاللذة الشعرية هنا اختلطت مع المشاعر و عنصر المفاجأة لحظة الحراك الشعري فيقول شاعرنا واصفا ذلك الحب (يروي الصدور حلاوةً وطراوةً ... من عزمها تتذلـل الأهـوالُ) ويزداد تفوق شاعرنا الإبداعي حينما يتأمل في ماذا يجب أن يقدم في سبيل ذلك الحب فيقول :


فلأجله بُذلت نفوسٌ تشتـري

جدوى اللقاء لتنقضي الآجـالُ



حتى تنالَ كرامـةً موعـودةً

برضـاءِ مـن آلاؤه تنهـالُ


معلنا بذلك ذوبانه في القصيدة وانغماسه في الشعر وتكبر الإنسانة في روض الكلمات و الحروف و سحر المعاني ساقيا قلبه عطر الشعر و ما يحويه من درر الجمال . وبعد أن استغرق كل ذلك ليعبر عن شعوره ومشاعره في حب الإله ، بداء يعود ليجرئ المقارنة وذلك من اجل العارضة الشعرية والفكرية للشاعر الكبير نزار قباني فيقول :


حبٌ تسامى عن معانقةِ الهوى
وبريقِ زيـفٍ لامـعٍ يختـالُ

فهو السراب بِقيعةٍ يُغوي الفتى
إن شاءَ أن يروى وذاك محالُ


وهو الهلاكُ بلا ثمارٍ تُجتنـى
أما الختام فقد رثـاهُ الحـالُ



يسافر الشاعر بأروع نفسه الشعري إلى شواطئ الكلمة الراقية و الحس الجميل ليعبر عن العلاقة بين الهواء ومراحله من هيام وغرام وبين السراب مؤكدا قوة الدلالة المعنوية و الصورة القرآنية بكلمة (سراب) وعلاقتها بـ( الهواء ) علاقة وطيدة أسس لها الشاعر بجملة (فهو السراب بِقيعةٍ يُغوي الفتى) لتكتمل الصورة عند قوله (إن شاءَ أن يروى وذاك محالُ ) ، وكأنه يقول إنني اختلف عنك كثيرا أيها الشاعر المغرم بحب وقتي زائف كسراب بقيعة يحسبه الضمان ماء، والذي لن يروي عطشك ولن يسد رمقك ، بل سيقطع قلبك بالدنيا بالألم والأنين ، وهو الهلاك في الآخرة إلا من كان له حبا حلالا أو من رحمه الله .



خاتمة


هكذا يصنع الشاعر نكهة القصيدة في أرقى درجات الشاعرية و الحس المرهف ، ليمد جسور الإبداع إلى أبعد الحدود مع التصور الشعري لتعلن الشاعرية الرابضة بداخله عن إنسانية الشاعر و حالته النفسية و مدى توهج الصدق في أداء رسالته الفنية و الإبداعية ليقدم لنا هذه القصيدة ، وهو بذلك يضيف إلى الشعر العربي أبياته الرائعة ليعتلي منصة التتويج بهذا الإنجاز الثمين إن شاء الله .


مع تحيات

حكيم المنتدى

وها نحن نعود الآن والعود أحمد مع إشراقة جديدة لقلم
الحكمة والمعرفة ينثر مداده الزكي و درره الأدبية النفيسة في متصفحنا المتواضع قد تغلغل في أعماق القصيد و صافح كلماته وقوافيه ليوافينا بمشاعره الفيّاضة وأحاسيسه الفيحاء ,,

أشكرك حكيمنا الغالي مرة أخرى على مرورك
ونقدك الأدبي الرائع والنابع من ذائقتك العذبة والراقية ,,


 

رد مع اقتباس