في كتاب أوضح المسالك والذي قد أسميناه بـ ( أهلك المسالك ) ورد :
قال تعالى : " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ " وقد بدا بالإعراب فاعلية (العلماء) ومفعولية (لفظ الجلالة)، وكشفت عن ذلك القرينة المعنوية. فالخشية إنما تقع من العلماء، وقد نُزِّه الله عن الخشية. وفي تقديم المفعول، وهو اسم الله، غرض هو الإخبار بأنَّ الذين يخشون الله هم العلماء خاصة دون سواهم، فقد قصد بتقديم المفعول حصر الفاعلية، ولو أخِّر لا نعكس الأمر، أي لو قيل: (إنما يخشى العلماء الله) لفُهم أن المخشيّ هو الله دون غيره، ولا تكون الخشية مخصوصة بالعلماء، مقصورة عليهم، بل يشارك فيها غير العلماء، فهم يخشون الله وقد يخشون سواه، خلافاً للعلماء فهم لا يخشون سواه.
ومنه : قوله تعالى: " وإذا ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً" فالفاعلية للفظ الجلالة والمفعولية لإبراهيم، وقد دلَّت على ذلك قرينة المعنى، فالمبتلي هو الله، والضمير لإبراهيم لتقدّمه لفظاً وإن تأخر رتبة، إذ يكفي أن يتقدم مرجع الضمير لفظاً أو رتبة. وأنت تقول: (أخطأني الحظُّ) فتعلم أن الفاعل هو الحظ، وقد تقدم عليه المفعول، كما تقول: (أخطأت الحظَّ) فتعلم أن الحظ هو المفعول، وقد تقدَّم عليه الفاعل.
_______
وما أوردته الأستاذة / الأزدية ، من أن الفاعل والمفعول به إذا لم يتضحا بقرينة تُفهم من السياق .. وكما أن الأمر يحتمل الأمران فهي كما تفضل به الاخ : سيد الموقف ..
إذا كان الداعي أبو بندر تصير /
( دعا أبو بندر إلى اجتماع القبيلة أبا فهد )
فـ"أبو بندر" - فاعل - و " أبا فهد " مفعول به ..
وإذا كان الداعي أبو فهد تصير /
( دعى أبا بندر إلى اجتماع القبيلة أبو فهد )
فـ " أبا بندر " - مفعول به مُقدّم - و " أبو فهد " فاعل مؤخر ..
____
وبارك الله في الجميع وعلى رأسهم الأستاذة / الأزدية على هذه الثورة اللُغوية ؛ التي جعلت منا :
" أسوداً ...... في مريسة "