وقد كان البدو الأولين يعرفون ويميزون القهوة الصايـدة , وقلـة من الأشخاص في وقتنا الحالي هم كذلك .
الفنجـال الثاني ( الضـيف ) : وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة , وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه... إلا في حالـة العداوة أو أن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف فكان لايشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية...وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولايشرب فنجالك إلا بعد تلبية طلبه ... فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس >> ياساتر أستر
الفنجـال الثالث ( الكـيف ) : وهو الفنجـال الثاني الذي يقدم للضيف , وهو ليس مجـبر على شربه ولايضير المضيف إن لم يشربه الضيف ... إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف , وهو أقل فناجيل القهـوة قـوة في سلوم (عادات) العرب ...
الفنجـال الرابـع ( السـيف ) : وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف ..... وهذا الفنجـال غالبـا ما يتركـه الضيف ولايحتسـيه ... لأنه أقـوى فنجـال قهـوة لدى عرب الباديـة... إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء , ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف ،وشريكه في الحـرب والسلم .. أي يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه , حتى وإن كان من بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل (أعداء للضيف)
فقد كان هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني مابين الضيف والمضيف ، وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه ، فلذلك كانوا يتحاشونه ويحذرون منه أشـد الحذر.
أما شرب أكثر من 3 فناجـيل فعادة يعملها أهل وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسبائه وذوو الدم ،،،
بقي أن نذكر أن هناك فنجـال ( لا أتذكر اسمه) ولكن من يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ماشابه....إن كان شيخ القبيلة أو كبير في السن أو امرأة.....يجمع شباب القبيلة وفرسانها... ويصب القهوة في الفنجال ويرفعه عاليا على رؤوس الأشهاد وأمام الجميع ويقـول : هــذا فنجـال فـلان بن فـلان.....من يشربـه ؟! أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه؟ ....فيقوم أحد فرسان القبيلة ويقـول : أنا له ويأخذ الفنجـال ويشربـه.... ويذهب في طلب هذا الشخص ، ولايعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجـال من الشخص المطلوب وإلا فله أحد خيارين :
ـ إما أن يجلي من قبيلته ولايعـود لها أبد لما لحقه من ذل وعار وصم بها جبينه
ـ وإما أن يعود محملا بالخزي والعار , ويصبح مدعاة لسخرية أفراد القبيلة ...... صغيرها وكبيرها... رجالا ونساءً ، ولايتزوج منها ولايخرج للحرب مع فرسانها .
الحمد لله على نعمة الأمن والأمان التي نعيشها حالياً ..
واااااااااااحد كبتشينو لو سمحت