العم ابو بندر
لم يعد يخفى ما يحدث في أروقة وزارة التربية والتعليم
فالاختلاط إذ لم يقبل به المجتمع فها هو اليوم يفرض عليه فرضا
والليبرالية لم يقبل بها المجتمع ولكنها تفرض عليه فرضا
حتى تصبح في المستقبل واقعا معاشا لا مفر منه
ووزير التعليم يتحمل كل ما حصل في هذا الاجتماع وغيره من آثام
وكل ما حصل في الرحلة المذكورة
وكل ما سيحدث لهذه التطورات من تبعات على مستوى التعليم في المملكة
ونحن سنحاجه عند الله يوم االقيامة في كل ما يحصل اليوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
انا لن أورد أدلة تحريم الاختلاط من الكتاب والسنة
ولن أورد فتاوى العلماء المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة
لأن الموضوع قد أشبع بحثا وتحريا
ومن سيطلق الكلام جزافا حول حل الاختلاط
أو أنه واقع حتمي أو ما إلى ذلك
فهو أحد أربعة أشخاص ::
فهو إما ( عالم ) ومفتي وله حق الاجتهاد فليعلمنا وينورنا
بما وهبه الله من علم وفقه في جميع المسائل
أم أن علمه فقط يظهر في الاختلاط ؟؟
وإما أنه ( جاهل ) متطفل على العلماء والعلم الشرعي
فنحن نطالبه بالسكوت والتنحي جانبا
وليس هذا سلبا للحرية ولا تكميما للأفواه
ولكن العلم الشرعي يؤخذ من أهله ومصادره
وليس حق التعبير فيه مثل حق التعبير عن الرأي
فهو علم مستقل بذاته ليس لأحد أن يفتي فيه إلا من أهله
كالطب لا يتحدث فيه إلا من كان طبيبا
وإما أنه ( متملص ) من الالتزام بأوامر الله
ويريد ما يدعوه إليه هواه ويتحدث بذلك
بكلام مفرغ لا يمس للواقع والحق بشيء
يجمله بثياب العقلانية والواقعية والتحضر
والتخلص من براثن الماضي العقيم
بهدف استمالة القلوب ....
وإما أنه ( مخدوع ) بما يطرح في الساحة الاعلامية الفاسدة
مستسلم للأجندة الغربية التي تفرض علينا
عاجز عن التمسك بالحق الذي يعلمه
بسبب ما يراه من فرض للاختلاط على المجتمع
وهذا ننصحه بالرجوع للقرآن والسنة
ولفتاوى أهل العلم الموثوق بدينهم وورعهم
وألا يتغدى ويتعشى كل يوم على مائدة جريدة الوطن
ثم يأتي هنا ويكرر كالببغاء كل ما قرأه من سخافات
ويطرحها هنا دون علم لا بالكتاب ولا بالسنة
وإلا لو كان قرأ هذا - المتغدي المتعشي - قول الله تعالى :
{ وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب }
ماذا تعني هذه الآية ؟؟
أليست أمهات المؤمنين أعف وأصدق وأخشى لله
من نسائنا اليوم ؟
ألم يقل الله ( سألتموهن متاعا )
يعني هنا حاجة للسؤال والطلب
ومع انها حاجة فقد فرض الله أن تكون من وراء حجاب
فما بالك إذا كان من دون حاجة ؟؟
ألم يقرأ أولئك في السنة المطهرة أن الرسول
صلى الله عليه وسلم ألقى درسا على الرجال من الصحابة
في المسجد ثم خرج وذهب إلى مصلى النساء
وألقى الدرس عليهن ؟؟
أليس هذا حقل تعليم ؟؟
فإذا كان الاختلاط مباحا فلماذا لم يجمعهم الرسول
صلى الله عليه وسلم ويلقي الدرس على الجميع ؟؟
ألا يدل هذا على تحريم الاختلاط وخصوصا في التعليم ؟؟
ولكني لا ألوم من يقرأ جرائد بني علمان كل يوم وليلة
ثم يأتي ليفتي وينتقد كل عالم وشيخ جليل
فقد تعلم ذلك من .. أولئك .....
ولو قرأ القرآن لرأى الحق والسعادة في دنياه وآخرته ...
واعلق هنا على من يقول أنهم اجتمعوا لتحقيق هدف
طيب وما هي الحاجة الملحة جدا جدا التي لا تنقضي
إلا باجتماع الجنسين ؟؟
ألا تستطيع النساء مناقشة قضايا تعليم البنات لوحدهن
والرجال مناقشة قضايا البنين لوحدهم ؟؟
طيب لنفرض أن الاجتماع يهم كلا الطرفين
ولا يمكن مناقشة الموضوع الخطير جدا جدا إلا بوجود الجنسين
فلماذا لا يتم االفصل بينهم ؟؟
هل في هذا الطلب غبش أو تشدد أو طلب أمر عزيز ؟؟
فقط الفصل بينهم .. فقط
وما أهمية هذه الرحلة الى الحقل المذكور ؟؟
وما أهمية وجود النساء معهم ؟؟
طيب مرة أخرى لنفرض أن الموضوع
" حساس وخطير جدا جدا ويمس واقع ومستقبل البلاد "
فلماذا يذهبون سويا ويختلطون في الطائرة وعند الوصول ؟؟
ثم أليس هذا سفرا ؟؟؟
ألم يقل صلى الله عليه وسلم : " لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم " ؟؟
إذن فالأمر واضح والاختلاط يريدون أن يفرض علينا فرضا
فنسأل الله أن ينتقم لنا من كل من سعى خلف ذلك ...
بعض الاخوة كذلك يقول كلاما بما معناه
" خلوا الناس بكيفهم اللي متربية ما تروح واللي
مو متربية بكيفها لا تتدخلون في أحد "
وهذا الكلام هو السم الزعاف علم ذلك من قاله أو لم يعلم
فهذا هو المعنى الحقيقي لليبرالية وهو ( الحرية المطلقة )
وليس في الإسلام " حرية مطلقة "
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
" والذي نفس محمد بيده لا تأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر
ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه عن الحق أطرا أو ليضربن
الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم "
ألم يقل الله تعالى :
" لعن الذين كفروا من بني إسرآئيل على لسان داوود وعيسى بن مريم
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون "
فالسماح لأهل الفسوق بفعل الحرام
ليس من الحرية التي جاء بها الاسلام
بل قرر أهل العلم على أنه يجب على ولي الأمر
الأخذ على يد السفيه لا تركه يفعل ما يشاء
ويكون ذلك بالنصح والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وإذا لم يستجب يؤخذ على يده
هذا ليس من عندنا ولم نأت به من بنات أفكارنا
هذا أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
من يريد أن يناقش الموضوع فليرد على هذه الآية
الكريمة وليرد على هذا الحديث الشريف
أما أن يأتي كل من يستطيع أن يصف الكلمات خلف بعضها
ويملي علينا هرطقات العلمانيين فهذا هو الجهل والسخف بعينه
وليس من حرية الرأي والتعبير في شيء
فحرية الرأي والتتعبير تكون فيما لم يأت فيه
نص شرعي من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
أو إجماع علماء الأمة ...
ومن لديه حرية أخرى فليس لها في بلاد الاسلام مكان ...
والتعليم على هذا الحال هو يقاد إلى مزيد من السوء
ولن يصلح للأمة حال وهؤلاء السقطة يقودونه
أعلق على كلامك عمنا الغالي ابو بندر حول هيئة كبار العلماء
فأسألك هل لهيئة كبار العلماء سلطة تنفيذية ؟؟؟
الاجابة : لا .
هم فقط جهة معنية بالإفتاء في الأمور الشرعية
ستقول : لماذا لا يقولون إن هذا حرام ؟
أنا أقول لك : هم قالوا ذلك
وبإمكانك العودة إلى كتب فتاوى هيئة كبار العلماء
وانظر الى حكم مسائل الاختلاط في تلك الكتب
لترى أنهم يحرمون ذلك ولكن ليس بأيديهم منعه
فقط بأيديهم التوجيه بتحريمه
وهم بلا شك يناصحون ولاة الأمر في السر
لكن يا ابا بندر لا تكون النصيحة على الملأ
فهذا ليس بصحيح يجب أن تكون المناصحة في السر
وعندما أخطأ الشيخ سعد الشثري نوعا ما في مناصحته
للملك حفظه الله في الشاشات كانت النتيجة أن فصل
من هيئة كبار العلماء وحرم الناس من علمه وفقهه
هذا ما استفدناه .. حرمنا وحرمت الهيئة من علمه وفقهه ....
إذن الفتوى من العلماء واضحة وضوح الشمس
وليس من المنطق مطالبتهم بالتصريح في كل شاشة وبرنامج ...
لأن الأمور واضحة وما يجري اليوم في البلاد واضح ..
وعموما أسأل الله يصلح لولاة أمرنا البطانة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
نظرة من الأعلى
العم الغالي أبو بندر
أعجبتني كلمة للشيخ سلمان العودة في أحد المحاضرات
تعليقا على قول الله تعالى :
{ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون }
يقول الشيخ :
( من يستطيع من الناس أن يطفئ نور الشمس ؟
وبماذا يريد أن يطفئه ؟ < بفمه > !!!
فما بالك بنور الله تعالى ؟ )
لذلك يا ابا بندر عليك بالتفاؤل
فلن يبقى إلا الحق والباطل وإن عم وكثر قواده ومؤيدوه
فإن يبقى كما وصفه الله سبحانه وتتعالى [ زهوقا ]
نحن واثقون بنصر الله لمن نصره واحتسب الأجر في ذلك
" ولينصرن الله من ينصره "
فاطمئن وجادلهم بالتي هي أحسن وجاهد الضلال ولو بالقلم
تقديري