الموضوع: الريكي
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2010, 10:24 PM   #13


الصورة الرمزية الرهيب معكم
الرهيب معكم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6889
 تاريخ التسجيل :  Aug 2006
 أخر زيارة : 10-01-2023 (12:01 AM)
 المشاركات : 3,881 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

كنت أريد أن أعلم هل صحيح أنه يوجد علم الطاقة الذي يمكننا من خلاله إنقاص الوزن، وبمعنى آخر لقد ذهبت إلى طبيب لكي أنقص وزني وهو طبيب مشهور تتردد إليه النساء بشكل كثيف.

وقد أجلسني على كرسي وبدأ يعطيني عقاقير فيها مادة لشتى أنواع الأطعمة بيدي الشمال ويدي اليمنى فارغة، وطلب مني أن أرفع يدي اليمنى إلى أعلى، وكلما يضع في يدي قارورة إذا أنزلت يدي بسرعة يزيد وزن جسمي لهذا النوع من الطعام، وبالتالي فإنه قال لي أن جسمي يزيد وزنه من كل شيء إلا الخضار، وليس كل أنواعه، ولحم الحبشة وزيت الزيتون والشاي والرمان والزهورات.

وقال لي أن هذا النظام فقط لمدة أسبوعين مؤقت، فخرجت من عنده وحالتي يرثى لها محطمة وكئيبة، ولكنه طلب مني فحوصات عديدة للكوليسترول والسكر والأملاح (CBCD,TSH,F.B.S,Cholesterol)، وطلب مني أن أجري أشعة صوتية للمبايض، لأنه شخص لي بأن هرموناتي غير منتظمة، وأنه يشك بأن هنالك أكياس على المبيض.

مع العلم أني أجريتها السنة الماضية وكانت نظيفة، ولكنني عندما كنت صغيرة كان هناك كيسان واختفوا، وأيضاً أعاني من مشكلة تحقن الماء في جسمي منذ الصغر وحتى اليوم.

مع العلم أن طولي 163، ووزني 77 كج، وشكلي مقبول جداً والحمد لله، ولكني أريد أن يصبح وزني مقبولاً من الناحية الصحية.

وسؤالي هو: هل ما فعل معي هذا الطبيب طبيعي؟ وهل صحيح أنه هناك علاج للبدانة من خلال الطاقة؟ ومن ماذا يمكن للجسم أن يحقن الماء؟ وهل الأكياس إن كانوا موجودين واختفوا من الممكن أن يظهروا مرة أخرى؟ وهل هذا الطبيب كاذب ولا يوجد شيء اسمه العلاج بالطاقة على الإطلاق؟!

أفيدوني ولكم جزيل الشكر.



<H5 style="LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify">


<H5 style="LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify">بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أشرت إلى أنك قد تعرضت إلى صدمة نفسية من أسلوب تعامل الطبيب المعالج الذي كان يستخدم أسلوب الذي يسمى بعلم الطاقة الكونية في إنقاص الوزن، وهذا الأسلوب الذي يعتمد على ما يسمى بعلم الطاقة الكونية له مسميات أخرى كالبرمجة اللغوية العصبية وغير ذلك من المسميات.

ونود الإشارة أولاً إلى أن هذا الطبيب قد استخدم معك أسلوبا يتعلق بالإيحاء النفسي، فهو أقرب ما يكون إلى التنويم الإيحائي والذي يهدف من خلاله إلى أن يستقر في نفسك الرغبة في إنقاص وزنك وتوجيه شهيتك إلى مطعومات خاصة، وتنفيرها من مطعومات أخرى تزيد في وزنك، فقد أشرت إلى أنه أجلسك على كرسي، والغالب أنه طلب منك الاسترخاء والهدوء ثم أشرت إلى أنه وضع في يدك عقاقير فيها مواد مختلفة من أنواع الأطعمة بيدك الشمال وترك يدك اليمنى فارغة ثم طلب منك أن ترفعي يدك اليمنى إلى أعلى وأن تنزليها بسرعة عندما يضع في يدك الأخرى قارورة، وكان يقول لك: عند إنزال يدك قد زاد وزنك بهذا النوع من الطعام، ثم أمرك بالوصايا الأخيرة التي تتعلق بالتوقيت وأنواع الطعام.

فهذا الأسلوب يزعم من ينتحله ويعمل به أنه أسلوب إيحائي يستقر في نفس المريض أو الشخص الذي يريد أن ينقص وزنه ونحو ذلك من الادعاءات التي يُقطع بأنها أوهام محضة، بل إن مثل هذا الأسلوب قد يؤدي إلى رهبة نفسية عند كثير من المرضى ويُخرجهم من دائرة السلامة أو خفة المرض إلى الوقوع في الأمراض النفسية والرهبة والقلق والخوف والفزع، وعلى أقل تقدير الحزن والهم كما وقع لك، حيث أشرت إلى أنك قد خرجت محطمة في حالة يُرثى لها من الكآبة والاضطراب النفسي.

فهذا الأسلوب الذي يعتمد على دعوى استخدام علم الطاقة الكونية في إنقاص الوزن أو شفاء الأمراض أو الاتصال الروحي عن بُعد هو في الأصل علم منقول عن العلوم القديمة الصينية والهندية، والتي تتعلق بأصل دين المشركين من البوذية والهندوسية البراهمية وغير ذلك من أقوال الفلاسفة، والتي تعتمد على الاتصال الروحي والقدرة على الشفاء والتأثير بمجرد حركات وعبادات تعتمد في أصلها على أي دين صحيح أو باطل، ثم بعد ذلك يلتزم صاحبها أوضاعاً نفسية معينة وأوضاعاً بدنية أخرى، وأود هنا أن أنقل لنظرك الكريم إجابة كاملة عن ما يسمى بعلم الطاقة الكونية قد أشرنا فيه إلى أصل هذه العلوم ومنبعها وأصل الرياضات النفسية التي تُسمى بالريكي وغيرها من الأوضاع، فقد وردنا سؤال طويل عن ما يسمى بعلم الطاقة الكونية والاتصال الروحي باستعمال الريكي وغيره من الأوضاع، فننقل لك نص السؤال والإجابة معاً.

السؤال: ظهرت في الآونة الأخيرة علوم جديدة وحيوية وحساسة في نفس الوقت ومن هذه العلوم علوم التنمية البشرية والطاقة الكونية .... إلخ.

وفي الحقيقة أعجبتني هذه العلوم لما وجدت بها من العمق الذي تخوض فيه، الأمر الذي حيرني هو اختلاف علماء المسلمين في هذا الأمر، شيء يقول هو أمر لا بد للمسلم معرفته، وسأذكر الأسباب تالياً، والآخر يعتبره شركا وكفرا بالله ولا يوجد وسط.

أما ما أعجبني في هذه العلوم هي كالتالي:-

1. تجعلني أستشعر عظمة خلقنا نحن البشر وكيف وضع الله المعجزات فينا وتحدانا في أنفسنا وأن نفهم خلق أنفسنا وليبين لنا عجزنا، وخلق لنا العقل لنتدبر ونبحث عن العلوم.

2. ومن أدعية الرسول صلي الله عليه وسلم "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن نفس لا تشبع ومن علم لا ينفع" أو كما قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم , وهذا العلم أجده من الذي ينفع حيث يمكن من يعرف هذه العلوم ويتقنها أن (يعالج) الشباب المنحرف واضطراباتهم النفسية وسبيل إلى إرجاعهم إلى دينهم، حيث إن هنالك شروطا في هذا الأمر ومنها أن تكون الهالة حول الجسم قوية ومنتظمة ويكون صافي القلب والنية السليمة فلو بحث الشاب عن كيفية تحقيق هذه الصفات لوجد أن الذي يحقق هذه الصفات هو الاغتسال والوضوء والصلاة والسلوك الحسن وتهذيب النفس.

3. هذا العلم ممتع ويجذب الشباب لما فيه من الأمور الروحية فيسعى الشاب لتحقيق هذا الأمر لتطبيق ما سبق أن قلت من شروط وكيفية تحقيق هذه الشروط، فنجده يقترب إلى الإسلام أكثر وأكثر، وإضافة إلى هذا أن الأساس أيضا هو عدم الشعور بالفخر بل الشعور بالعبودية لله وكيف أحسن خلقنا نحن البشر.

4. لو نظرنا إلى الروح فقد توصل العلماء إلى أن الروح تصل سرعتها إلى 50 ألف ضعف سرعة الضوء بذلك تستطيع الوصول إلى ما لم يصله إنسان في هذا الكون وقد جعل الله الروح من الغيبيات وهي كما جاء معناها في القرآن هي من أمر ربي ولكن لا أرى أن هنالك تحريما للبحث والتقصي والتأمل والتدبر لمحاولة فهم هذه الروح وأمور القوى الخفية التي وضعها الله في الإنسان، لماذا خلق الله لنا العقل وكرم الإنسان وسبحان الله! سبحانه عن أن يخلق أي شيء عبثا!!.

هذا بعض حجتي في البحث في هذه العلوم، أرجوكم حيرني هذا الأمر وهو خطير، مرة يحرمونه، لا وليس حرمة عادية بل الكفر والشرك!! كما في المقال الذي قرأته في موقع يعتبر الأول عربياً، وهذا هو الرابط:

http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...rticle_id=1411

أم أن مئات العلماء المسلمين الذين يدرسون هذه العلوم وألاحظ أنهم لا يبعدون عن الدين بشيء نظراً لأن الدين هو الشرط الأساسي وسر نجاح هذه العلوم، أشخص؟ أو بضع الأشخاص المتشددين الذي أسميهم الجاهلين المنقادين نحو سياسة الكفر بالعقل الذي خلقه الله تعالى لنتدبر به وحرم هذه العلوم هو أو هم المحقون وأنا مخطئ ووقعت في الكفر والعياذ بالله؟!

أم إنهم بالفعل كما وصفتهم والعلماء بل مئات وألوف العلماء هم على الحق ولا شيء علي؟

وللعلم أنا لم أجد آية أو حديثا واحدا في حجج التحريم، أما في العلوم فتجد الكتب والمحاضرات التي تختص في هذه العلوم لا تخلو من الآيات القرآنية والأحاديث

ومثال على ذلك من شرط بدء التواصل عن بعد أن يبدأ الشخص بالتنفس العميق دخول الهواء من الأنف وإخراجه من الفم ومع إخراجه إصدار صوت الهاء (هااا) وهذا ما يعطي طاقة كبيرة لهذه الهالة التي تحيط بالإنسان، مما تجعل التواصل مع الأخر أمرا أكثر سهولة (والتواصل هنا بدون أي وسيلة اتصال مادية) واجتمع العلماء أن لفظ الجلالة الله هو سر قوة المؤمن وذلك نظراً لطريقة لفظ هذه الحروف والقوة التي تجلب للمؤمن بعد وصوله لحرف الهاء بالطبع إن ذكر الله له أجر عظيم، ولكن لو أتينا للإعجاز والسر العظيم لهذا اللفظ وتدبرنا لاستطعنا إشعار أي شاب ضال بعظم من يعصي.

اعذروني على الإطالة لكن الأمر كارثي، ووقعت في حيرة أرجوكم هل أنا محق أم ماذا ؟!

إن باعتقادي وبإحساسي أن كل ما أقوم به هو صحيح، وحتى لو قمتم بالموافقة على أنه كفر لا أصدقكم إلا إذا أتيتم بآيات وليس أية واحدة وأحاديث صحيحة وحسنة بهذا الأمر.

الجـــواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المظفر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبداية، فإننا نحمد الله تعالى الذي وفقك للسؤال عن هذا الأمر ولمعرفة الحكم الشرعي فيه، وهذا يدل بحمد الله تعالى على أنك شاب تبتغي الحق وتحرص على تحصيله، وأول قاعدة لابد أن تقرر في هذا المقام، هي أن المؤمن متى ما ثبت له حكم الله تعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يسوغ له بحال من الأحوال أن يخرج عنه أو أن يعرض عن الأخذ به، كما قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } الأحزاب 36.

وأيضاً فإن من أعظم المعارف التي اتفق عليها أهل العلم بل عامة العقلاء أن (الحكم على الشيء فرع عن تصوره)، ومعنى هذه القاعدة أنه لا يصح الحكم على أي أمر حتى يكون معروفًا معلومًا ومتصورًا في الذهن.

فإذا علم هذا فإن هذه العلوم التي أشرت إليها والتي تسمى بـ(الطاقة الكونية) - ولها أيضاً مسميات أخرى – هي علوم لا بد أن تخضع لحكم الشرع؛ فإن العلم من حيث هو علم ينقسم إلى قسمين:

- علم نافع، وهذا يدخل فيه العلوم الشرعية والعلوم الجائزة النافعة في الدنيا كالطب والهندسة وعلم الذرة ونحوها، وعلم ضار يعود على صاحبه بالضرر، ومن هذا النوع مثلاً السحر، وهو الذي أشار إليه تعالى بقوله: {... وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ ...} البقرة 102.

فكل علم لا بد أن يخضع لحكم الشرع؛ فإن الله جل وعلا أنزل كتابه ليكون مهيمنًا وحاكمًا، وما بعث الرسل إلا ليطاعوا وليقرروا توحيد الله وعبادته وحكمه في الأرض، كما قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ ...} النساء 64.

فعلم الطاقة الكونية الذي أشرت إليه، وأول ملاحظة على كلامك فيه أنك قلت إنه من العلوم الجديدة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، وهذا فيه نظر! بل هو من العلوم القديمة جدًّا التي يرجع أصلها إلى علوم أهل اليابان والصين والهند، والتي مردها إلى الديانات الهندية كالهندوسية والديانات الصينية واليابانية كالبوذية، فهو علم يرجع إلى أصول دينية تعود إلى البوذية والهندوسية ونحوها من الديانات الشركية التي تعود إلى أصل الدين الهندي والتبت.

وقد أعاد البحث في هذا العلم باحث ياباني يدعى (ميكاو اوشوي) وقد ولد في عام 1864م، وانكب على دراسة الفلسفة الهندية والتبتية واليونانية، وعلى دراسة أديان الشرق من عامة مشركي التبت والهند، وعلى العلاجات الطبيعية، وتنقل ليضع الأسس الشفائية النظرية والتطبيقية من كتب (السوترا) القديمة، وكان له نسك على طريقة البوذيين، وتلخيص أمره أنه كان يريد أن يصل بالشفاء من الأمراض العضوية والنفسية عن طريق التأمل الإيماني الذي يوافق دينه!!! وهذا هو الذي أطلق أصحاب هذا المنهج على تسميته (الريكي)، وهي كلمة تتكون من حرفين باليابانية (Rei,ki)، وهو أسلوب شفائي يعتمد على خلط الدين البوذي ونحوه من أديان المشركين بالحالة النفسية التي تكون لمن يريد إحداث الشفاء بحسب اعتقادهم.

إذا ثبت هذا، فإن هذا الريكي يخالف أصل دين الإسلام ويناقضه من وجوه:

الوجه الأول: مخالفته لأصل عقيدة الإسلام، فالريكي هو رمز للطاقة الذي تحدث الحياة في الكون وفي الكائنات جميعًا، ونص عبارتهم بالحرف: هو نفس الحياة الأصلي الذي يحيي الكائنات والكون جميعًا، وهذا صريح في أنهم يقصدون بالريكي الخالق المعبود، وهذا يقع في كلام كثير من الطوائف كما يقع في كلام الفلاسفة القدماء بالتعبير بالعلة الفاعلة، وكما يقع في كلام الملاحدة بالتعبير عنه بالطبيعة.

والحاصل أن المراد بالريكي عند واضعيه هو الخالق الذي خلق الكون كما رأيته منصوصا في كلامهم، وأصل مقصد ممارس الريكي أن يتصل بهذه الطاقة التي أحيت الكائنات والكون كله، ولربما عبروا عن هذا بقولهم: أن يتصل المطلق بالنسبي، ويريدون بالمطلق الخالق والنسبي المخلوق.

ومن عباراتهم في الريكي: هي وسيلة تصل ممارسها بحقل الطاقة الكونية وتمنح القدرة على تحويل الرِّي إلى كِي، وهذا الذي أشاروا إليه هو الذي سمَّاه علماء الإسلام بالحلول والاتحاد، أي حلول الخالق في المخلوق واتحاده به، ومن المعلوم بالاضطرار عن دين الإسلام وباتفاق جميع المسلمين، أن الحلول والاتحاد مناقض لأصل ملة الإسلام، فإن دين الإسلام قائم على أن الله خالق الكون المنزه عن كل نقص، فلا يتحد بخلقه ولا يحل فيهم، بل هم عبيده بائنون عنه! ومن المعلوم أيضًا أن الله جل وعلا هو الذي يحيي ويميت وهو الذي يضع سر الحياة في من شاء وكيف ما شاء.

فثبت بذلك أن الريكي دين من الأديان، وليس فقط علماً من العلوم كما يتوهمه كثير من الناس، وأيضاً فإن الريكي يقوم على أساس استعمال الدين الذي يعبرون عنه بالإيمان للوصول للشفاء مع حالة نفسية، بغض النظر عن الدين الذي يعتنقه صاحب الريكي، ولا ريب أنك مطلع على هذا الكلام المنصوص عندهم، وهذا يعود لأصل يراد بثه وهو (وحدة الأديان)، بينما أصل دين الإسلام قائم على أن الدين الحق هو الإسلام وما سواه باطل لا يقبله الله، قال تعالى: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } آل عمران 85.

ومن تأمل في كلام هؤلاء، وجد أن أصل مرادهم هو أمران اثنان: اتحاد الخالق بالمخلوق، ووحدة الأديان، ومن المعلوم أن هذا يلغي أصل ملة الإسلام ويناقضها تمامًا، بل يناقض أصل ملة جميع الأنبياء فإن دينهم واحد، كما قال تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } آل عمران 19، وقال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } الأنبياء 25.

وأيضاً فإن دين الريكي يحتوي على السحر المحرم، فهم ينصون على أن هنالك رموزاً مقدسة مباركة سرية، تعلَّم بدورات تأهيل متعلمي الريكي؛ للوصول إلى التأثير الباطني لإيجاد العلاقة بين الأجساد المختلفة أو شفائها، وهذا هو عين السحر؛ فإن السحر عبارة عن ألفاظ يلتزم بها الساحر عند تعاونه مع الشياطين يأمرونه بها، سواء كانت من جنس الكلام المفهوم أو الرموز التي ترمز إلى أمور شركية في أصل دين الشياطين، والذي هو عبادة إبليس.

وأيضاً فإن الأوضاع التي يطالب بها ممارس الريكي، هي من جنس الأوضاع التعبدية التي كان يستخدمها مشركوا الهند والتبت من البوذية والهندوسية وغيرها، بل إن الآداب والأخلاق التي يأمر بها الريكي تمثل تشريعًا دينيًا تعبديًّا للوصول إلى حالة نفسية معينة، ومن المعلوم أن الله تبارك وتعالى قد كمل الدين عقائد وآدابًا ومعاملات، كما قال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } المائدة 3 .

والمقصود أن الريكي يناقض أصل دين الإسلام، وهو دين قائم على الأصلين الذيْن أشرنا إليهما، مع كونه يقرر أمورًا لا دليل أبدًا على صحتها بل الدليل قائم على بطلانها، فإن أصل قاعدة الريكي أنه قائم على أن الطاقة هي أصل الحياة، وهذا منقوض؛ فإن الجيفة الميتة تنبعث منها الطاقة الحرارية بحسب المستقر فيها من الحرارة المنبعثة، وهذه المعادن التي تشع طاقة وهي جامدة لا حياة فيها، فليست كل طاقة هي الحياة، وإنما حياة الحيوان البهيم والجن والإنس بالروح التي خلقها الله، وهذا هو الاسم الشرعي لها، فتأمل هذا الموضع وتدبره بتمهل فإنه يجلي عنك كثيرًا من الشبه التي استقرت في هذا الأمر.

وأيضاً فإن الريكي يخالف من وجوه أخرى تتعلق بالآداب وبالأحكام الشرعية التي تتعلق بنظرة المسلم إلى الكون، وإلى الحياة عمومًا.

وأما ما أشرت إليه من أن إصدار صوت الهاء (حرف الهاء) يعطي طاقة كبيرة للهالة التي تحيط بالإنسان، فهذا أمر أخذته من علوم هؤلاء، فلا دليل أصلاً على انبعاث هذه الهالة المتوهمة والتي تزيد وتنقص بحسب اعتقادهم على حسب الحالة النفسية، فما الدليل عليه أصلاً!؟ فهل من دليل شرعي أو مادي يثبت هذا؟

وأيضاً فإن النطق بحرف الهاء ليس بذكر مشروع، فإن حرف الهاء فقط كسائر الحروف الأخرى، ولا ينتظم منه اسم ولا معنى سوى الدلالة على حرف الهجاء، فتردد صوت النفس راجعٌ إلى طبيعة النفس نفسه، وليس راجعًا إلى كونه آخر حرف من حروف الجلالة، وقد أجمع أهل الحق أن النطق بحرف الهجاء (الهاء) ليس بذكر لله ولا يؤجر عليه صاحبه بل هو مستحق للإثم، فإن الله لا يعبد إلا بما شرع، بل اتفق أهل المعرفة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يشرع ذكر الله إلا بصيغة مشروعة ينتظم منها كلام مفيد، فلو كرر المسلم لفظ الجلالة الله الله الله لم يكن ذاكرًا لله، لأنه إنما يشرع ذكر الله بالكلام المفيد، ولا ينتظم الكلام المفيد إلا بكلمتين فأكثر، كقولك سبحان الله، ولا إله إلا الله.

والمقصود أن عليك الاستمساك بما جاء عن نبيك صلى الله عليه وسلم، وعدم الخوض في متاهات وعلوم ومعارف تناقض أصل ملة الإسلام، حتى ولو أسبغوا عليها الأسماء البراقة؛ فإن هذا كمن يدس السم في العسل، فاعرف هذا وأقبل على الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والزم سنة النبي صلى الله عليه وسلم فإن فيها الهدى الكامل وفيها الشفاء من كل بلاء؛ قال تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءوَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا } الإسراء 82.

وقد أجبنا جواباً يناسب ما تحتمله مثل هذه الصفحات وإلا فإن الأمر أوسع من ذلك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مضافاً إلى ما قدمناه فتاوى أهل المعرفة والاختصاص في الرابط المشار إليه في السؤال، فيمكنك مراجعته أيضاً.

إذا ثبت هذا فإننا ننصحك أختي الكريمة وننصح كل مسلم ومسلمة بالاكتفاء بهدي الإسلام هذا الدين العظيم الذي كمله الله تعالى والذي جعل فيه أصول الحق كلها لا يخرج عنها شيء من الصواب ومصالح العباد أبداً، وأصل هذا الدين قائم على توحيد الله تعالى وجلب المصالح للعباد وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، ولا يثبت فيه إلا ما ثبت بالدليل والحق البيِّن وأما الأوهام والتصورات الزائفة والدعاوى التي لا دليل عليها فلا مجال لها في هذا الدين الكريم، فالعلوم الدينية والعلوم كذلك المادية لا بد لها من البراهين والأدلة التي تثبتها بحيث يقطع بصوابها أو يغلب على الظن صحتها، وأما الادعاء المحض فلا مجال له في هذا الدين الكريم بل لا مجال له عند العقلاء قاطبة.

فعليك باتباع الأسلوب الواضح البين وذلك بمراجعة المختصين الثقات بحيث تختارين طبيبة مختصة فتراجعينها وتستفيدين منها في وضع نظام غذائي يتعلق بكيفية التدرج في إنقاص الوزن دون الخوض في الادعاءات والإيحاءات الوهمية التي جربت بنفسك ضررها المحقق على نفسك وعلى شعورك.

نسأل الله عز وجل لك ولجميع المسلمين التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

</H5>
</H5>

الاسلام ويب



 

رد مع اقتباس