قصة الريكي
هناك إشارات عديدة لنظم علاجية شبيهة بالريكي من الكثير من الكتابات القديمة ، ولكننا على يقين بأن نشأة الريكي ترجع إلى ما قبل التاريخ المسجل ، وقد اندثرت بعض الثقافات القديمة مما أدى إلى ضياع ما تضمنته من كتابات عن هذه النظم العلاجية أو تعرضها للضعف أو الامتصاص من قبل ثقافات أخرى ، وقد نتج عن ازدياد الحاجة إلى نظام فعال وبسيط لعلاج الجسم والروح والعقل ظهور الريكي بشكل أو بآخر .
نظراً لأن الريكي جاء إلى الغرب قادماً من اليابان أولاً ، فإن معظم رواد علم الريكي وضعوا قصة الريكي وجعلوها جزءاً أساسياً وجوهرياً في منهاج تعلم الريكي ، أصبحت هذه القصة تُقص على مسامع كل من يبدأ في تعلم ممارسة الريكي وحتى وقت قريب لم يحاول أحد منهم أن يبحث عن المرجعية الحقيقة لهذه القصة أو عن مدى مصداقيتها ، يعود معظم معلمي الريكي الغربيين بأصولهم إلى هاوايو تاكاتا والتي تعتبر في نظر الكثير من الغربيين ثالث رائد من رواد علم الريكي الأصليين ، فهي التي جاءت بالريكي من اليابان ، وعند نقطة ما أثناء ترجمة القصة الأصلية للريكي تم تعديلها ، ربما بحسن نية ، لكي تصبح أكثر قبولاً وأسهل فهماً في عقول الغربيين.
وقد أثارت قصة الريكي عندما ذكرت لأول مرة في الغرب الكثير من الدهشة وكان يمكن أن توصف بالوثنية لولا الطابع المسيحي الذي أضفته عليها تاكاتا ومعلمها د. شيوجيرو هاياشي ، حيث لم تكن أمريكا في فترة ما بعد الحرب على استعداد أن تتقبل الفكر الياباني ، ولم يكن من الممكن أن ترحب به كنظام علاجي ياباني وغير مسيحي ، وبغض النظر من فعل هذا أو أياً كانت أهدافه ، فقد كان قراراً حكيماً وشجاعاً ، فقد أدركوا أنه في يوم ما ، عندما يحين الوقت المناسب ، فإن القصة الحقيقية ستعرف وعندها ستكون الوصفة المعدلة قد أدت دورها وقدمت أكبر خدمة في أن يُنشر الريكي ويلاقي قبولاً واسعاَ ، إذا كنا نرى أن الهدف من الريكي هو رفع المعاناة وتحسين الحياة ، فكلما زاد عدد من ينتفعون من الريكي كان هذا أفضل ، لذا فإن إعادة صياغة القصة القديمة كان قراراً حكيماً وحقق الهدف منه .
يواجه ممارسو الريكي الغربيين تحولاً حقيقياً نحو فهمهم لجذوره ، وقد بذل الكثير من معلمي هذا العلم جهداً حقيقياً في السنوات الأخيرة لكي يعرفوا القصة الحقيقية لهذا العلم ، وعلى الرغم من أنهم لا زالوا يعملون في هذا الصدد ، فقد أمكننا تكوين صورة عامة نتيجة لعملهم ، إن عملهم يركز على ملامح الحياة النقية الكاملة التي كان يعيشها ميكاو يوسوي وكيف أن طريقته التي كان يدرس بها الريكي هي نفس الطريقة المستخدمة الآن في اليابان .
إن كلاً من القصة التقليدية الغريبة والنسخة الموجزة التي نتجت من البحث الحديث سيأتي شرحها لاحقاً في هذا الفصل من الكتاب ، يبدو أنه كل يوم سيظهر للنور معلومات جديدة عن ميكاو يوسوي وعن الريكي الياباني ، ويبدو أن هذا سيستمر لبعض الوقت وإذا أردت أن تحاط علماً بهذه المعلومات فور صدورها ، فعليك بالانترنت ، فعلى الشبكة ستجد الكثير من المقالات الرائعة ، والمعلومات الممتعة والمفيدة عن مختلف جوانب الريكي .
هناك جوانب عديدة من القصة التقليدية عن الريكي لم تعرف بعد في اليابان ، ومع هذا فلا تزال هذه القصة منتشرة وتكون جزءاً كبيراً من علمنا وموروثنا الثقافي عن الريكي ، وستظل هذه القصة تحكي لسنوات عديدة قادمة بصورة أو بأخرى بدون أدنى شك ، هذه القصة تتشابه في جوهرها مع النسخة اليابانية ولها مردود كبير عندما تحكى على مسامع العامة وفي الدروس الأولية لمبادئ علم الريكي فهي تضيف العديد من النظرات الصائبة إلى فهم وممارسة الريكي ، لذا يجب أن نبقى جنباً إلى جنب مع المعلومات الحديثة التي نحصل عليها من اليابان
|