يعطيك العافية
القناعة بحد ذاتها شيء تحدث عليه التغييرات دائما
فمرة تزداد هذه القناعة ومرة أخرى تنخفض
ولكن لعل ازديادها يغلب على انخفاضها
خصوصا في مجتمعانا الشرقية فأصبحنا نزعم
بأنها أشياء ثابتة لا تتغير لأنها دائما تزيد
ونادرا ما تنقص ..
ومن هنا أعتقد أننا مسكنا رأس الخيط وهو أن
الأصل ليس القناعة نفسها ولكن هناك أمر آخر
يحركها وهو بالتالي يعتبر المعيار الذي يتحدد به
مستوى القناعة ..
وهذا المعيار في اعتقادي هو طريقة تفكير الشخص نفسه
فإذا ما كان يفكر بطريقة معينة فإن قناعاته
تبنى على طريقة التفكير هذه .. وبالتالي تكون هذه
القناعات قابلة للتغيير متى ما تغيرت طريقة تفكيره
والشواهد على ذلك كثيرة
فالطفل يفكر بطريقة معينة تجعل بعض الاشياء
كاللعب والحلاوة وغيرها هي من المقدسات لديه
وبالتالي يكون لديه قناعة ان الحلاوة هي كل شيء
في الحياة .. ولكن بمجرد أن يكبر تتغير هذه القناعة ..
وكذلك الشاب قد تكون قناعته هي ان الحرية الكاملة
أمر يجب ان يوفره الآباء لأبنائهم وبمجرد ان يصبح
أبا ويصبح أبناؤه شباب قد تتغير قناعته الى ان للحرية
حدود بالنسبة للابناء ...... وقس على ذلك.
وهنا نصل الى مرحلة متقدمة بحثا وهي
ما الذي يحدد طريقة تفكير الشخص نفسها ؟؟
في اعتقادي ...
هو المجتمع والبيئة والثقافة التي يعيش فيها الفرد
والتي عليها تبنى طريقة تفكير الشخص
ويبنى على تلك الأخير قناعات الشخص ..
اذن المجتمع هو المحرك وهو المعيار
الاساسي الذي تبنى عليه القناعات
ولكن ذلك لا يصلح ان نعتبره عائقا نحو
تعلم الجديد المفيد الذي عن طريقة
أستطيع كفرد في هذا المجتمع ان أغير
قناعاتي " إلى الأفضل وليس إلى الأسوأ "
وبالتالي فبإمكان الشخص الاطلاع
والتنور والنهل من الثقافات الاخرى المفيد
منها ومن ثم يسعى للوصول بمجتمعه
الى هذا المستوى الجيد من التفكير
فيعدل فيهم الخطأ سواء دينيا او اجتماعيا
او سلوكيا او غيرها دون الخروج على
الخطوط العريضة لثوابت المجتمع ..
وبهذا نصل الى قناعات متجددة مفيدة
رائعة قيمة تجعلنا مجتمع رائد بإذن الله ..
وأعتذر عن الاطالة التي هي مشكلتي المصاحبة لي دائما
تقديري
|