قصيدة في غربة الدين لاأعرف قائلها
إلى الله نشكو غربة الدين والهدى
وفقدانه من بين من راح أو غدا
فعاد غريبا مثل ما كان قد بدا
على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى
فقد طمست أعلامه في العوالم
حوى المال أنذال الورى ورذالهم
وقد عم في هذا الزمان ضلالهم
ولا ترتضي أقوالهم وفعالهم
وقد صار إقبال الورى واحتيالهم
على هذه الدنيا وجمع الدراهم
فذو المال لا تسأل أخص خدينهم
وقد نفق الجهل العظيم بحينهم
بإعراضهم عن دينهم ومدينهم
وإصلاح دنياهم بإفساد دينهم
وتحصيل ملذوذاتهم والمطاعم
محبون للدنيا محبون قيلها
ولو معرضا عن دينه ولها لها
وكلهم لا شك دندن حولها
يعادون فيها بل يوالون أهلها
سواء لديهم ذو التقى والجرائم
إلى الله في هذا الصباح وفي المسا
نبث الدعا فالقلب لا شك قد قسا
وحب الورى الدنيا ففي القلب قد رسى
إذا انتقص الإنسان منها بما عسى
يكون له ذخرا أتى بالعظائم
وهل كان في ذات المهيمن ودنا
وهل نحن قاتلنا الذي عنه صدنا
وهل نحن أبعدنا غدا والذي دنا
ولكنما العقل المعيشي عندنا
مسالمة العاصينا من كل آثم
أيا وحشتن من بين تلك المنازل
ويا وصمة للدين من كل نازل
تكلمت الأوباش وسط المحافل
فيا محنة الاسلام من كل جاهل
ويا قلة النصار من كل عالم
ونفسك خزمها اذا كنت حازما
ومن بابه لا تلتفت كن ملازما
وصبر فرب العرش للشرك هازما
وهذا أوان الصبر إن كنت حازما
على الدين فاصبر صبر أهل عزائم
ومد يدا لله كل عشية
وسل ربك التثبيت في كل لحظة
على ملة الإسلام أزكى البرية
* فمن يتمسك بالحنيفية التي
أتتنا عن المعصوم صفوة آدم
وعض عليها بالنواجذ إذ غدا
وحيدا من الخلان ما ثم مسعدا
على قلة النصار اصبح واحدا
له أجر خمسين أمرا من ذوي الهدى
من الصحب أصحاب النبي الأكارم
وكن عن حرام في المآكل ساغبا
ولا تمش من بين العباد مشاغبا
ومد يدا نحو المهيمين طالبا
ونح وابك واستنصر بربك راغبا
إليه فإن الله أرحم راحم
لينصر هذا الدين من بعد ما عفت
* معالمه في الأرض بين العوالم
وأن يكبت الأعدا ويفنوا بغلهم
* ويخذل أعداء الهدى بأقلهم
من المؤمنين الصالحين وخلهم
* وصل على المعصوم والآل كلهم
وأصحابه أهل التقى والمكارم
بعدِّ وميض البرق والرمل والحصى ** وما انهل ودقٌ من خلال الغمائم
|