قبائل بني شهر تدخل الحرب :-
عندما شعرت قبيله بني شهر بأن جيش مترك يتحضر للتحرك تجاههم , اتخذوا قرار الحرب . فتمركزت قوات قبائل بني شهر الشام في سبت تنومه بقياده الأمير العسبلي , و دقوا المزمار وطبول الحرب . بالنسبه لقبيله بلحارث من بني شهر فلقد ترددوا في المشاركه لأنهم ارادوا انتظار قدوم جيش مترك الى تنومه .و لكن امام فكره ابعاد الحرب عن ارضهم وامام الأصرار بالموافقه بعد المراسلات السابقه ,
اتخذوا قرار الحرب خاصه بعد ان قال شاعرهم الشاعر بن شهوان الشهري رحمه الله (المصدرغيرمتأكد من صحه اسم الشاعر) , مستحثا اياهم :-
يا سلام الله على بلحارث
و لمشايخهم نقول و العون
و الله لو ما يبقى من وارث
ما نعاهد مترك الملعون
خطه الحرب الجديده :-
وارسلت قبيله بني شهر رساله الى قبيله بني قاعد تخبرهم بأن خطه المعركه الجديده هي ان يأخذ فرسان بني قبيله بني شهر اماكن ومحاجئ فرسان قبيله بني قاعد .وان يقوم فرسان بني قاعد بالعوده الى حصونهم في ليله الخميس وستكون الضربه يوم الخميس صباحا . ويجب على قبيله بني قاعد قتل كل من يدخل قراهم كائن من كان .أرسلت الرساله ( ذكر احد المصادر انها كانت رساله شفويه ) بواسطه الشيخ بن زارع الشهري رحمه الله شيخ قبيله العمره و أستلمها منه الشيخ دباء بن عبدالرحمن الأسمري رحمه الله .
وصول الجيش الشهري :-
انقسم جيش قبيله بني شهر و جيش قبيله بني الأسمر الى ثلاثه افواج :-
(ملاحظه :- وصف الجبال يبدأ من الشمال الى الجنوب ) .
1-فوجين تقدموا من جهه قريه حوراء واستقبلهم الأمير علي بن سرور و فرسان قبيله بني منبح الشام , ثم سلكوا مسار شرقي ليحاذوا الجبال الشرقيه للسربه وهما جبال القرن و جبل الركس ورأس الفرع و الرفاض وجبل الطويله .[
/color]
2-تقدم فوج الجهاضمه من قبيله بني شهر من جهه حضوه-قريه ال معلم و كان في استقبالهم فرسان من بني قاعد من اهل الشعف (ال معلم - ال كبدا - ال عينين - ال الغرسه )ومعهم فرسان من قبيله ال خريم ( من المطرق الى ذبوب ) واتخذوا مسار ليحاذوا الجبال الغربيه للسربه مثل جبال الصادع واليراعه و شعب عبدالرحمن بن دباء وشعب دبسان الى جبل الصمده الى شعب ال رايحه وكلها تقع ضمن الجال الغربي من جبال حضوه .
ودقوا مزمار الحرب الذي كان فرسان جيش مترك يسألون عنه بقولهم , ماندري و أيش هذا المطوطي ؟
دور قبيله بني شهر في معركه حضوه :-
قرار دخول قبيله بني شهر كان القشه التي قصمت ظهر البعير (جيش مترك ) . فرسان قبيله بني شهر و دورهم العظيم المادي و المعنوي في معركه حضوه
لا ينكره احد , . فكثير ممن قابلتهم و سجلت معهم من شيوخ و أعيان قبيله بني الأسمر أثنوا عليهم و على شجاعتهم فلله درهم و لله دره من حلف , حلف رجال الحجر الذي جعلنا جيش حجري واحد في وجهه كل عدو خارجي .
****************
سلاح قبيله بني قاعد من بني الأسمر في معركه حضوه :-
انواع البنادق :-
الهطف – الميزر – المعشر .
انواع السلاح الأبيض :-
السيوف – الحراب – الجنابي – الفواقيش و المخاصل .
الفاضوخ .
*****************
يوم الخميس الأحمر :-
لم يبزغ نهار يوم الخميس الا و جبال حضوه تعج بمئات الفرسان من قبائل بني شهروبني الأسمر وهم قبيله بني منبح الشام و قبيله ال خريم و قبيله بني قاعد الشعف , بينما كان فرسان قبيله بني قاعد السقف قد اتخذوا مواقعهم في حصونهم التي عادوا اليها في الليله السابقه حسب الخطه الجديده .
وقع الجيش السعودي دون ان يشعر بين مطرقه قناصه الحصون وسندان قبائل بني شهر وبقيه قبائل بني الأسمر فدارت على مترك و جيشه الدائره . بدأت المعركه كالعاده عند رجال الحجر في كل حرب يخوضونها ( واحده ثمن بسلاتها ) . وهي طريقه حرب كلاسيكيه عندهم , فهم يبدأون المعركه بتعشيره واحده فقط ثم يمتشق كل فارس منهم جنبيته أو سيفه , و هكذا أصبحت السربه مسرحا للقتال بالسلاح الأبيض .
بعد التعشيره الأولى بصوتها المدوي الذي رددت أصدائه جبال تهامه بني الأسمر فسمعت هناك رغم البعد وترددت اصداء معركه حضوه التاريخيه في جميع ارجاء بلاد رجال الحجر , فهذا الشاعرالكبير محمد بالطيور الضرمي الأسمري من جبل ضرم يقول في قصيدته التي تؤرخ لمعركه حضوه :-
خلت براق (ن) على حضوه ترى الدما
واثرها ام نبوت و(ب) سيوف تلامعا
بايدي المديينه ,
ما انتصنع الكفر يامن لوى به
حن رجال الحجر يامن له دعييه
ثم نزلوا من الجبال على شكل صفين متقابلين , صف من الغرب و صف من الشرق و شكلوا طوقا على وادي خرص لا يمكن اختراقه , الا بالتوجه شمالا الى قريه ال لجم او حنوبا باتجاه قريه ال مداد حيث القناصه الأسامره على رؤؤس الحصون . قتل الكثير من جنود و خياله جيش مترك و انطلقت الخيل بفرسانها ناحيه الشمال هربا من تنور السربه لتدخل قريه ال لجم لتجد القناصه يرحبون بهم أجمل ترحيب فيدخل القريه اثنان ( الحصان والفارس ) ويخرج من القريه الحصان فقط وهو يبكي فراق صاحبه . وانطلق خياله اخرون باتجاهه الجنوب لتدخل قريه ال مداد فكان حظهم مر الطعم .جرب الخياله كل الاتجاهات فلم يجدوا مخرجا الا انتظار الموت . لفظت السربه ما تبقى من جيش مترك الى قرى ال امعتلي والعطفه وهناك كانت نهايتهم , حيث كان جنود مترك يتوزون ( تراني في وجهه الله ) ولكن سبق السيف العذل . كانت المعركه بالسلاح الأبيض فيما يعرف حديثا بحرب المدن , كانت مؤلمه و جسدت معنى الأرض و الدفاع عنها بالدم ولا شيء غير الدم .فكانت قرى بني قاعد مقابر لهم من ال لجم الى ال مداد الى ال امعتلي الى ال عطفه الى الغرسه. لا تزال قبورهم في بلاد بني قاعد الى اليوم شاهده على معركه حضوه الخالده .اما البقيه القليله من جيش مترك ومعهم قائدهم المصاب مترك بن شفلوت القحطاني فلقد فروا من جهه شرق بلاد بني الأسمر مع الرفاض ثم مع رأس الوقرين من عند موقع زقطه أبو زيد الهلالي في سقف بلاد بني قاعد (مع طريق خارف حاليا ) , ثم انحرفوا جنوبا الى مكان يسمى تفشر في شرق بلاد بللحمر ثم الى باديه بني الأسمر ثم الى وادي بن هشبل ببلاد شهران ثم اتجهوا جنوبا الى بلاد قحطان .
( المصادر رقم 2-3-4-5) .
روايات و تقارير من أرض معركه حضوه :-
1-القائد مترك بن شفلوت , أصيب برصاصه في سرته فربطها وامتطى فرسه و نزل مع الطريق السابق , و أصيبت فرسه فنحرها خوفا من ان تؤخذ كسب . ونزل مع شرق بلاد بني الأسمر ثم اتجه جنوبا لينزل في تفشر ومنه الى وصل الى بيت رجل قبيله البهشه اسمه البيرق واستجار به وأجاره .
و من أقواله المأثوره بعد معركه حضوه قوله :-
( لا بد من يوم (ن) على بللسمر , او قال , لا بد من يوم (ن) على جرمان . ) .
2-نائب القائد ابو راسين او ابو راس ؟ قتل في قريه ال لجم .
3-قام خلاف كبير بين قبيله بني قاعد و بين قبيله بني أثله حول مقتل أحد فرسان بني شهر قرب احد الحصون , وانتهى الخلاف بدفع قبيله بني قاعد ديته , وظهر انه خالف الخطه واقترب من الحصون فظنوه من جيش مترك .
4-الفارس ابن مزعزع الأسمري كان في اعلى احد الحصون فرأى احد فرسان بني شهر من بني كنانه مصابا فنزل لمساعدته , وكان ابن مزعزع يرتدي ثوبا مذولقا فظنوه بني شهر من جيش مترك وهموا بقتله فمنعهم الفارس الشهري المصاب وحماه بعد الله من الموت .
5-عدد القتلى من صفوف جيش مترك بلغ 250 رجل . بينما عدد القتلى من الحجريين بلغ 15رجلا معظمهم من قبيله بني قاعد من بني الأسمر .
6-غنائم الحرب تفرقت و لازال الكثير من الأهالي يفخر بأقتنائه البعض منها , ولقد وجد الباحث عدد من البنادق و السيوف والحراب وتم تسجيلها لديه .
7-جميع الجرحى من قبائل بني شهر تم علاجهم في قرى بني قاعد خاصه من كانت اصابته بالغه ولم يقوى على الرحيل وكان عددهم قليلا . اما جيش مترك فلم يبقى لهم باقيه و كان مصيرهم اما الموت او الفرار شرقا الى ديارهم .
بعد المعركه تابع الجيش الحجري فلول جيش مترك الفارين الى ان اوصلوهم الى مشارف وادي بن هشبل .
8-هرب احد فرسان جيش مترك الى قريه ال غرسه و أصابوه القناصه و استمر على حصانه لم يفارقه حتى عثر حصانه في ثماله قطعه زراعيه , سميت بالحصين الى اليوم تيمنا بالحدث .
9-لجأ احد فرسان جيش مترك من البدو هربا من الرصاص الى احد الحصون و سقط عليه الفاضوخ فقتله .
10-احد فرسان بني الأسمر من قريه ال لجم اختبأ في شذيب ( الشذيب هو العرعره الطويله ) الرهو واتخذه محجى له ولازال الشذيب موجود وهو الفارس محمد ابن حسين الأسمري الذي ضربوا بهيبته المثل ( اشربي يا خيل فان محمد ابن حسين ما هو في الماء ) .واتخذ الشذيب محجا له ليكون قريبا من السربه .
11-أدت قبيله بني شهر و قبيله بني الأسمر دورهما المشرف على أكمل وجه و أثبتوا صمودا وتلاححم و شجاعه لا توصف .
12-وقوف قبيله بني منبح و قبيله ال خريم الى جانب اخوانهم قبيله بني قاعد في تلك الأزمه ليس بمستغرب عليهم فهم قبيله واحده تجمعهم كلمه بني الأسمر.
13-تكبدت قبيله بني قاعد من بني الأسمر الكثير من الخسائر في الأرواح و الممتلكات و تسببت تلك المعركه بنتائج اقتصاديه وخيمه ألقت بظلالها سنين طويله .
يتبع