عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2010, 02:31 PM   #9
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية شهيد الحب
شهيد الحب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6167
 تاريخ التسجيل :  Jul 2006
 أخر زيارة : 11-03-2014 (03:53 AM)
 المشاركات : 177 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



القلب باقي خضّر والنفس شفقانه
أحبتي متابعي شاعرنا الكبير والمبدع دائما حسن بن عويش الذي صاغ هذه المقطوعة الرائعة من بنات أفكاره ورصعها بجواهر تجاربه وطلاها بجمال اسلوبه فكانت كالأترجة ، جمع فيها بين النصح والتشبيب والخوف والرجاء الممزوج بحب الله هروب إليه وابتعاد عن الشيطان الذي يحاول أن يغويه ، قرب من الحبيب فناجاه وبعد عنه فناداه فظهر لي أن الشاعر يعيش في مرحلة تشتت بين التفكير الجاد لتسكير باب الهوى الذي عاش فيه وتغنى به طويلا وبين الاكتفاء بمن سخره الله له ليكمل المسيرة معه . واسمحوا لي أن أكمل ما بدأته وأغلق الباب على ما سواه وقول وبالله التوفيق .
أبو الهوى أن كنت ماني سيد ألوانه
ولا معي فيه غير أسمي وأساميها

جزالة في التعبير وروعة في المعنى وكيف لا وأنت تقول انك ابا الهوى إن لم تكن سيد جميع الوانه ، وكأن تقول أن ابوتك للهوى شئ مسلم به وانك تبحث عن سيادية مطلقة واحتكار فريد وانتم معاشر الشعراء تستحوذون على كل الأشياء الجميلة ( لكنا ما بنطيعكم ) ثم بعد هذا الشموخ تدعي انك مفلس من كل شئ هناء تتجلى قمة الابداع والأكثر من ذلك وضوحك انك لا تحمل إلا اسما واحدا قوة في الشخصية وثقة بالنفس ، أما هي فإنها تحمل أكثر من اسم ، عجيب وفائق عن الوصف هذا البيت .
ومن بعد خبره وبعض أشعار رنانه
بهدي متابع قصيدي وش بتاليها

بيت واضح المعنى بسيط التراكيب لكنه يعتبر منعطفا خطيرا في هذه المقطوعة ونحن متهيئون لهذه الهدية فيا ليت شعري ما تكون ؟
ترى الهوى أسمه هوى والنفس حيرانة
وتّوه نفس ٍ بلا رجل ٍيهديها

بلاغة رائعة ووصفا مذهلاً عندما تقول أن للهوى من اسمه نصيب وتقصد بذلك المعنى الظاهري للهوى وإلا هل قطع القلوب إلا الهوى ، وبعدها تؤكد أن النفس أمارة بالسوء ، والأخطر حينما تكون نفس بلا إنسان واعي يوقفها عند حدها ويلهمها رشدها فإن مصيرها الانفلات والضياع .
ومن واجبي بعد عمر ٍ عشت طغيانه
واستذكرت نفسي الحاضر وماضيها

نعم إنه من حقك بل أيضا من حقنا عليك أن تتحفنا بنصائحك لأنه لا ينبئك مثل خبير ، وخصوصا عند استيقاظ الضمير وتذكر ما قد جرى عبر السنين ( والظاهر أن ألي جراء كثير يا ابا احمد ) .
أقول لأهل الهوى والكيف والحانه
خفوا على قلوبكم ترجع لباريها
هناء وقع الشاعر في مخالفة مقصودة أراد أن يُبًهر هذا البيت فأدخل كلمة الكيف و الهوى مع الحانة ، فالكيف صفة والهوى اسم ، والحانة مكان ، ووجه الخطاب لهم جميعا طالبا منهم أن يعودوا إلى الله رحمة بقلوبهم مما سوف يأتي ايضاحة بالأبيات القادمة .
يا صاحب العشق ولا ليلدان دانه
أحذر وحاذر ونفسك لا تقديها

ثم كرر النداء مرة أخرى لنفس الشخوص ولكن باسماء والقاب أخرى هي الغرام والغناء ، وطلب منهم أن يحذروا وينتبهوا من طريق المزالق والغرام وان لا يقدموا أنفسهم إلى هاويتها .
ترى الهوى متلف ٍ للقلب بأحزانه
ومصارع السوء تتخطف بياديها

وفي هذا البيت يصف الشاعر المبدع الهوى بأنه أحزان للقلب إذا فقد الحبيب ، ثم يحذر من مصارع الحب التي قد أودت بحياة أكثر من فارس للحب ، وجمال هذا البيت يكمن في قوله بأن مصارع السوء لها أيادي أي أنه يمكن أن تخطفك وليس من الضرورة أن تبقى مكانها حتى تصطدم بها .
أم هدمت الهوى سقفه وجدرانه
ولا جهنم تدور من طمى فيها

وهناء جعل الشاعر ختام هذه المقطوعة مسك حيث أجاد فليس غريب عليه الإجادة عندما حدد لك الخيار في أمرين أم أن تهدم بيت الهوى وان تعيش في الحياة مشردا ، أو أن أمامك جهنم وسأت مصيرا ومرقدا .

وختاما أقول يا أبا أحمد لقد أخذتنا خلال هذه القصيدة بين أمرين أحلاهما مر ، فإن استمتعنا بنار العشق والوله في الدنيا ، فسوف نتعذب بالنار يوم القيامة وإلا نصبر على نار الغرام في الدنيا ونلقى الحور العين يوم القيامة ، نهاية موفقة وتقبل مروري مع اعتذاري عن الإطالة لك ولمتابعيك كما اكرر اعتذاري لانشغالي عن المواصلة بالمنتدى واشكر من سمح لي باستخدام معرفة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



 
 توقيع : شهيد الحب

ضعت في دنيا الصبر والصبر مل
حاكت عيوني خيالك من بعيد
ولا سلام ولا خبر منك وصل
والله لغيرك ياحبيبي ما اريد


رد مع اقتباس