المشاكل النطقية و اللغوية المتوقعة لذوي متلازمة داون
			 
			 
			
			
 
 
سناء جميل أبونبعة 
 
عادة يتم اكتشاف أن الطفل مصاب بمتلازمة داون مباشرة عند الولادة , ويجب أن يتم البدء بتقديم الخدمات لهؤلاء الأطفال بمجرد أن يتم التشخيص . 
وتعد برامج التدخل المبكر للتعامل مــع أي طفل لتحقيق الحاجات الجسدية و التطور التواصلي واللغوي والتطور الاجتماعي والعاطفي . و يكون التدخل من عمر ( 0 - 2 سنة ) تدخلا" مبكرا" يهدف إلى الوقاية و تخفيف الآثار المتوقعة و ذلك استعدادا" للمستقبل , و يتم التركيز خلال هذه الفترة على الإرشاد الأسري و / أو التعامل المباشر مع الطفل . 
 
التقييم النطقي واللغوي - من عمر ( 0 - 2 سنة : 
ويشمل التقييم النطقي واللغوي و التدخل المبكر خلال السنتين الأولين لأطفال متلازمة داون على ما يلي :- 
o قياس السمع . 
o تقييم مهارات الأكل والشرب والرضاعه ومشاكلها . 
o وسائل التواصل المساعدة - فالتواصل لا يشمل اللغة و النطق فقط ولكن أيضا" جميع وسائل التواصل مــن تعابــير الوجه و الابتسام والحركات والإشارة, و الهدف من الاتصال كما هو معروف هو أن يفهم الناس بعضهم بعضا" و أن يتم ذلك بفعالية 
o تنمية جميع المهارات الحسية و اللمسية و التغذية الراجعة الحسية 
 
برامج التدريب من عمر ( 0 - 2 سنة : 
وتعتمد برامج التدريب من عمر ( 0 - 2 سنة ) في الغالب على المنزل حيث يقوم الاختصاصين بعمل جلسات تدريبية للأهل, و يشمل التدريب غالبا" الاستثارة الحسية حيث يكون لدى معظم الأطفال ذوي متلازمة داون مشاكل باللمس و بالتالي قد يرفضون تفريش أسنانهم و / أو قد يكون لديهم تفضيل لبعض الأطعمة أو الكثافات المعينة من الأطعمة أو الأطعمة المخلوطة معا". ويعرف ذلك بحساسية اللمس ( Tactile Defensiveness ) وباستخدام التدريبات الحركية الشفية ( Oral - Motor Exercises ) تصبح حساسية الفم و الشفتين و اللسان أفضل , مما يمكن هؤلاء الأطفال من التحسن التدريجي . و يمكن عند ذلك أن تتحسن قدرتهم على المناغاة و إصدار الأصوات . و رغم الصعوبة فإنه غالبا" ما يعتمد 95 % من أطفال متلازمة داون على الكلام كوسيلة تواصل أساسية. بينما قد يحتاج بعضهم إلى وسائل تواصل انتقالية ( لغة الإشارة - لوحات التواصل - أنظمة اتصال بالكمبيوتر - لوحات إلكترونية أو كهربائية ) لحين توفر القدرة على الاعتماد على الكلام . 
 
التعامل مع تنمية جميع المهارات الحسية و اللمسية : 
وينبغي كذلك التعامل مع تنمية جميع المهارات الحسية و اللمسية و التغذية الراجعة الحسية و من ذلك :- 
o تنمية المهارات السمعية حيث يكثر احتمال الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى ووجود سوائل بالأذن رغم عدم وجود مظاهر التهاب الأذن . 
o التأكد من عدم وجود مشاكل بالأكل و التعامل معها إن وجدت . 
o التأكد من عدم وجود مشاكل تنفسية و التعامل معها إن وجدت . 
o تنمية المهارات البصرية . 
o تنمية المهارات اللمسية . 
o تنمية مهارات التمييز السمعي . 
o تقوية الذاكرة . 
 
برامج التدريب بعد الثالثة من العمر : 
و عندما يبلغ الطفل السنة الثالثة من العمر وما فوق يصبح التدخل و التعامل من المشكلات التي يواجهها الطفل مباشرا" , و في الغالب ليس هنالك نمط معين للمشاكل النطقية و اللغوية خاصة بذوي متلازمة داون و لكن يلاحظ أن معظم مشاكلهم تعبيرية أكثر من كونها استيعابية , وتكون المفردات أسهل من النحو في الاكتساب و الاستعمال , كما أن لدى بعضهم مشاكل في تسلسل الأصوات في الكلمات و كلما كانت الكلمات أطول كلما كانت الصعوبة أكثر , كما أن لدى معظمهم مشاكل في وضوح الكلام - فهم الآخرين لهم - و هذا عائد في الغالب إلى عدم وضوح مخارج الأصوات واستمرارهم في تطبيق بعض العمليات الصوتية مثل حذف مقطع و المماثلة ( Assimilation ) , كما أن لدى الكثير منهم مشاكل في التمييز السمعي مما يؤثر على سماعهم لأنفسهم و الآخرين و تصحيح أخطائهم ( التغذية الراجعة ) , مثل التمييز بين المجهور و المهموس ( س - ز / ت - د ) . كما قد تظهر لدى البعض منهم مشاكل في الطلاقة ( التأتأة ). 
وينبغي لفت الانتباه إلى أن مستوى نطق و لغة الطفل تكون مناسبة لعمره العقلي و ليس لعمره الزمني . كما لا يخفى أن كل طفل هو حالة خاصة لها فرديتها, و لكن عموما" هناك خطوط عامة مشتركة , و لذلك يكون إعداد برنامج التدريب فرديا" حسب نمط المشكلة و احتياجات كل طفل على حدة . 
 
البرنامج المنزلي : 
ينبغي إدراك أن الأسرة يجب أن تشترك وتكون جزءا من البرنامج, و هذا يشمل الأخوة و العائلة الكبرى الممتدة و الأصدقاء و المعلمات , حيث يتعلم الطفل الاستعمالات اللغوية من أنماط الحياة اليومية حيث توفر الأسرة و الأصدقاء أجواء حقيقية للطفل , و يشاركونه في الحديث , ويساعد اختصاصي النطق و اللغة كل طفل في تسهيل عملية التواصل بفاعلية بشكل مباشر أو إعداد برنامج منزلي لتطبيقه في المنزل أو الاثنين معا . 
 
التدريب النطقي و اللغوي : 
و الخلاصة فإن التدريب النطقي و اللغوي يعد لكل طفل حسب حاجاته الخاصة و يتم التركيز على الأمور التالية :- 
o تمرينات تحضيرية لمحايدة الإحساس . 
o تمرينات تحضيرية لأعضاء النطق ( حركية و شفية ) . 
o تنمية مهارات الحضور و الانتباه و التركيز و إطاعة الأوامر . 
o التكامل الحسي لجميع الحواس . 
o مهارات ما قبل اكتساب اللغة . 
o زيادة المفردات . 
o تنمية اللغة الاستقبالية . 
o تقوية الذاكرة السمعية و مهارات التمييز السمعي . 
o زيادة طول الجمل . 
o استعمال اللغة بشكل صحيح في التواصل الاجتماعي . 
o ثم العمل على وضوح الكلام بشكل يناسب قدرة كل طفل أقصى ما يمكنه تحقيقه من تقدم.  
و ينبغي دائما" التذكير بأهمية البدء بالتعامل المبكر مع الطفل , أي بمجرد الاكتشاف أو في أقرب وقـــت متاح للبدء بالتحضير و التدريب . 
 
 
 
 
		
		
 
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |