عاشت قاعدة الامداد والتموين بالخرج قبل أيام يوما حزينا
على اثنين افرادها الذي بلغهم خبر وفاتهم وهم وكيل الرقيب / محمد سعيد الشهري و
خالد سرور العتيبي احد السائقين المهرة في سرية النقل بقاعدة الخرج هب لتلبية نداء الواجب عندما غزا الاعداء ارض الاسلام فما للتقاعس مكان ولا للخوف مجال

فكان يقطع الطريق من الخرج الى خميس مشيط بشاحنته العسكرية ناقل للعتداد العسكري للأسود المرابطة على جبهة جيزان المجاهدة

عقبة جيزان صدق من سماها عقبه فهي كابوس يؤرق سائقي الشاحنات لصعوبتها وشدة انحدرارها وخطورتها البالغها لم يأبه لها هذا السائق الشجاع فكان يثير حماس زملائه ويعيب عليهم التردد الكبير في النزول من هذه العقبة

موعد مع القدر

صوت الضابط يأمر قافلة الشرف ببدء بالنزول مع عقبة جيزان للتوجه الى ارض النزال تتابع الشاحنات وقد غصت كل شاحنة بحملوتها من القنابل

خالد في مؤخرة القافلة يمشي ببطء فشاحنته لم تحمل قنابل هذه المرة

يبدء النزول الموحش مع هذه العقبة

تتابع القافلة بحذر وهدوء والالسن تلجج بالتهليل والتتكبير وسؤال الله التسهيل

تواصل القافلة النزول الحذر وتقطع نصف المسافة تقريبا

في لحظة كتبها الحكيم الخبير

يتعطل نظام الفرامل في شاحنة خالد

تنطلق الشاحنة الى الامام الى حيث شاحنات القنابل

يحاول خالد السيطرة ولكن هيهات

الشاحنة تنطلق بسرعة متجة الى بقية الشاحنات

والطريق يبدء في الانحدار السريع

يحاول خالد السيطرة

يفشل

تقترب اول شاحنة

الاصطداد ولا شك

زميل خالد في السيارة محمد الشهري ذالك الشاب المتدين الخلوق يبدء في الاستغفار والتشهد

بصعوبة بالغة بل خارقة خالد يتجاوز اول شاحنة

قائد الشاحنة المحملة بالقنابل يصعق من هذا الوحش السريع الذي تجاوزه بمسافة
قصيرة جدا

يحاول خالد السيطرة يفشل

تقترب الشاحنة الثانية

ويتم التجاوز بفرق بسيط جدا جدا

الشاحنة تزيد من سرعتها لشدة الانحدار

بقية الشاحنات المحملة بالقنابل تخفف من سرعتها لأقترابها من احد المنعطفات

الاصطدام وشيك

والانفجار سيكون عنيف

والقتلى قد يكونون بالعشرات

عندها قرر خالد في جزء من الثانية القرار الصعب الذي تعجز العقول عن تخيله

انه الوادي السحيق



عقبة ضلع
لربما مر على خالد صورة طفلتيه التوأمتين التي رزق بهما قبل ايام

لربما مر على كلا من خالد ومحمد
صورة ابيه وامه
وأسرته
لربما مر على خالد صورة زوجته وهي تحتضن اطفالها وتنظر الى الباب لربما يفتحه خالد

لكن خالد قد قرر

وقبل ان تقترب شاحنته من بقية الشاحنات

كان الاسد قد حزم امره وتوكل على ربه ونطق بالشهادة

ثم امال الشاحنة الى الوادي السحيق


فتح الوادي السحيق فمه وكشر عن انيابه

وابتلع الشاحنة

وابتلع معها خالد بن سرور العتيبي ومحمد بن سعيد الشهري

اخواني والذي لا اله الا هو ما كتبت هذا المقال الا ليكثر الدعاء لهذا الرجل وصاحبة

فلا تبخل بدعوة في ظهر الغيب ان يكتب الله
هذين البطلين في سجل الشهداء
منقول