إخوتي الأحبة ، أخواتي الفاضلات ..

علينا أن نتصارح _ ما دمنا اتفقنا أننا أخوة _ ولا ينبغي أن نجامل بعضنا بعضا ، في قضايا خطيرة كهذه ..
ولكن نحرص أن نكون في منتهى الأدب ونحن ننصح ..

والعاقل فينا سيفكر كثيرا في كلام أخيه الناصح ، ثم يبادر إلى تصحيح الخطأ ، ولا تأخذه العزة بالإثم ، لأننا اتفقنا منذ البداية أن رضا الله هو غاية غايتنا ..
أما المكابرة وأن تأخذنا العزة بالإثم ..
فذلك معناه أن الذنب سيصبح مركبا _ والعياذ بالله _ وتصبح العقوبة عقوبتان ..!!

تبقى قضيتان مشتابهتان ..

هي قول البعض ، أن هذه حرية شخصية .. !!!!!!!!
أولا هل سأل هؤلاء عالما ثقة فأفتاهم بما قالوا .. أم ان القضية قضية هوى شخصي ؟؟!
لو فتحنا باب ( الحرية الشخصية ) لدخلنا في متاهة لن نخرج منها ،، وسيضيع الدين كله جملة وتفصيلا !!

كنت أحاور أختا حوارا مطولا حول قضية الحجاب .. حتى أوشكت أن أجزم أنني أقنعتها بما قدمته من أدلة شرعية وعقلية ونفسية .
فإذا بها تقول بعد ذلك الحوار الطويل : يا أخي القضية قضية حرية شخصية .. البس حجاب أو لا ألبس .. أنا لا أؤذي أحدا .. !!!!!
سبحاان الله ... والعجيب أنها لم تقل هذا إلا بعد أن عرضت عليها أدلة كثيرة جدا ..!!!!

فلم أملك إلا أن قلت لها :
بل القضية قضية ( عبادة هوى شخصي ) وليست حرية شخصية .. ثم عرضت عليها الآية المتقدمة ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )

والعجيب أنني حاورت بعدها بشهور شابا حول شرب الخمر ، واستمر النقاش أكثر من ساعتين ..
وعرضت عليه أدلة كثيرة من القرآن والسنة والسيرة واللغة ونحو هذا ..
وفي خاتمة المطاف يكرر ما قالته الأخت : يا أخي المسألة حرية شخصية ..

يا سلاااااااااام سلّم ...!!
هذه لا تريد أن تحتجب ..بدعوى الحرية الشخصية .!!!!!
وهذا يريد أن يشرب الخمر بدعوى الحرية الشخصية !!!!!
ولقد ذكر الأخ الفاضل يوسف الصالح _ حفظه الله _ .
هذا الشاب التائب في شريط ( هذه قصتي ) وعرض فيها قصته مع المخدرات لمدة عشرين سنة !!!
ذكر أن نقطة الانطلاق في رحلة الضياع التي سار فيها ، كانت هي هذه :
أن المسألة في تصوره كانت ( حرية شخصية ) !!!!!!!!!!!!


قلنا من قبل :

إذا كانت القضية أمر حلال واضح .. فلا معنى للحرية الشخصية هنا .. بل يلزمنا الفعل ..
وكذلك إذا كان أمر ترك بالحرام ... ليس سوى أن نقول : سمعنا وأطعنا ..
الحرية يمكن أن تكون في باب ( المباح )
والمباح هو الذي سكت عنه الشارع .. فلا أمر ولا نهي ..
سكت عنها فلم يذكرها في القرآن أو السنة أو الإجماع .. أو فتوى العلماء ..

فهل قضية صور النساء ( المعروضة ) هذه سكت عنها الشارع ...؟؟ كلا ..
ومن ثم فلا معنى لقول من قال أنها حرية شخصية ..
وإلا فكل إنسان يريد أن يرتكب مخالفة ، فليس عليه سوى أن يقول لمن يعترض عليه : يا أخي حرية شخصية ، وأنت مالك ..!!!! وبهذا يضيع الدين كله !!

القضية الثانية المشابهة لقضية الحرية الشخصية :
قول البعض : هذه الصور لم تؤذِ أحداً ، ومن ثم فلا مانع منها ..!!!!!
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .... أصبحنا شيوخا نفتي دون أن نشعر !!!!!!
وإلا فلو أن امرأة قالت _ كما قلتها الأخت الذي ذكرت قصة حواري معها _ قالت :

كوني أخرج متكشفة ، فإنني لا أؤذي أحدا ...!!
وتقول أخرى : حتى لو خرجت شبه عارية .. فإني لا أؤذي أحداً !!
ويقول شاب : اشرب الخمر ولا أؤذي أحداً ....!
ويقول تاجر : اتعامل بالربا ولكني واله العظيم لا أؤذي أحداً !!!!!!
فهل معنى أن هؤلاء جميعا لا يؤذون أحدا ، أن ما يفعلونه يجوووز ..!!
ما لكم كيف تحكمون ؟؟!!
قضيتنا بمنتهى البساطة .. أننا أمام دائرتين : ( افعل ) و ( لا تفعل ) يقررها الشرع .
وليس أمامي سوى أن أفعل ..أو : لا أفعل ... مع عدا ذلك فمتابعة هوى ليس إلا !!
ولو أني فعلت _ ما طلب مني الله أن لا أفعله _ ولم يتأذى أحد ، فهل هذا يعفيني من عقوبة الله !!!! سبحان الله ....

لقد كان خير الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم يردد
كما حكى عنه القرآن الكريم ، في أكثر من موضع :
( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ..
يقول هذا وهو المعصوم النقي التقي الطاهر بل هو أطهر من ماء السحاب ...
ونحن كثير منا لا يكترث ، ويذهب ليبرر ما يفعل ...!!!
بل وبعضنا يفعل ما يفعل وهو يحسب أنه يحسن صنعا !!!!!!

ولقد سألت نفسي كثيرا :

لماذا لم يختر هؤلاء صور مناظر طبيعية راائعة فيه إبداع الخالق وروعة الخلق ..
بدلا من هذه الصور التي ( على الأقل ) هي محل شبهة _ مع أنها ليست كذلك _
أقول : ماذا تتوقع من إنسان يرى منظر طبيعي راائع مبهر ..!!؟؟
بدون شك فإنه سيطلق آهة إعجاب ويهتف من أعماق قلبه :
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ..أو على الأقل سيقول : سبحااااان الله .. فيكسب هو حسنة .. وتكسب أنت حسنة مضاعفة !!!

فإذا كان هذا أطلق لسانه بالتسبيح لرؤية منظر طبيعي ..
فماذا تتوقع أن يقول من يرى وجها جميلا فاتنا ، بعيون ناعسة أو غير ناعسة !!!!!!!!!؟؟
الأول سبح الله .. طيب الثاني ، ماذا عنه ؟؟!!!!! القضية مفروغ منها !!
وواضحة والجدال فيها جدال لن نخرج منه بطائل ..
ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ( الكفر هنا بمعني : تغطية الحق )
والله الموعد هو الذي سيحاسبنا على مثاقيل الذر ..
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)
أحسب أني أطلت بما فيه الكفاية .. وحاولت أن أغطي الموضوع ..
فإن أحسنت فمن الله ، وإن اسأت فإني استغفر الله ، وأعتذر إليكم

وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
وياليت يثبت الموضوع من قبل المشرف