عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-22-2009, 12:07 AM
تـــربــوي
سعودي جنوبي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1282
 تاريخ التسجيل : Dec 2004
 فترة الأقامة : 7649 يوم
 أخر زيارة : 11-15-2010 (05:28 PM)
 المشاركات : 3,900 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : سعودي جنوبي is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
الأثر الإشرافي ... ضعيف



" الأثر الإشرافي ... ضعيف !!! "
لقد أصبحت العبارة أعلاه بمثابة العقد النفسية المتغلغلة في نفوس كثيرٍ من المشرفين التربويين ـ و أكاد أقول في نفوس الجميع ـ لا يجدون منها فكاكا ، فهي تطاردهم أينما يمموا في كل لقاء تربوي خاص أو عام تقريبا ...
و لقد أحصيت تساؤلات كثيرة بأساليب مختلفة ، وصيغ متنوعة كلها أنهار متعددة تصب في السؤال الكبير التالي :
" لماذا يدور في أروقة وزارة التربية و التعليم و إداراتها عبارة " ضعف الأثر الإشرافي "؟" ( كان ذلك بعد زيارة مدير عام التربية و التعليم بالمنطقة الشرقية لمراكز إشراف المنطقة )
و هم بهذا السؤال يحاولون جاهدين طمس هذه الصورة الكئيبة عن آثارهم الإشرافية ...
و الحقيقة أن هذا الطرح لا يخلو من استغراب و تعجب شديدين .
ففي الوقت الذي يُجْمِع فيه التربويون عامة و المشرفون التربويون ـ على وجه الخصوص ـ على الضعف الشديد و المأساوي في " المخرج " أو " الناتج النهائي" من العملية التربوية التعليمية في المملكة العربية السعودية بشكل عام ، نجد كثيرا من المشرفين يصرون على خطأ تلك العبارة التي تسم آثارهم الإشرافية بميسم الضعف .
و أرجح الظن ـ عندي ـ أن هذه الصورة هي إحدى صور ( صراع الأضداد ) التي تعتمل بعيدا هناك في أغوار كثير من نفوسنا ...
فنحن نقر بالنتيجة الخاتمة " ضعف المخرج التعليمي " و لا نعترف ـ في الوقت نفسه ـ بضعف آثارنا الإشرافية التي هي إحدى الأسباب ، و السبب و النتيجة هنا يتفاعلان تفاعلا متسلسلا ـ على حد قول علماء الذرة ـ



و لست أدري كيف تكون نتيجة كتلك المعترف بها ، مع قوة و صلابة آثارنا الإشرافية ، إني لا أستطيع الجمع بين النقائض السابقة . فهل من جامع ؟!
و الحقيقة المدوية ـ التي لا تتستر بجلباب المجاملة السلبية ، و لا تتوارى بحجاب العاطفة الوظيفية ،و المهمة الإشرافية ـ هي أن الأثر الإشرافي ضعيف حقا . بل يجب أن يكون ضعيفا ، و هذا هو الوضع الصحيح ـ مادامت النتيجة النهائية ضعيفة ـ ، إذا لو كان قويا لأصابتنا دهشة التناقض الصريح ...
فالإشراف و المشرف التربوي حلقة من سلسلة طويلة من الحلقات يؤثر و يتأثر بها ، و لا غرابة أن ضعف بضعفها أو تقوّى بقوتها بشكل عام .
و المشرف التربوي لا يتحمل وحده ذلك الضعف ، و أحيانا قليلة لا صلة له بهذا الضعف . و المُطلِع الجيد على أعمال و وظائف الإشراف التربوي قد يرى وجاهةً في قولنا هذا ...
و من وجهة أخرى ، فلعل اختلاط المفاهيم ـ عند البعض ـ لعب دوره هنا أيضا ؛ فاختلط " ضعف الأثر الإشرافي " بضعف عمل المشرف التربوي مما أحدث ربكة ليست بالهينة عند كثير من المشرفين التربويين ، فهاهم يحاولون جَهدهم الدفاع عن جهدهم ...
أما ما يخص أسباب ضعف الأثر الإشرافي ، فإنا لو ذهبنا نستقصيها لأعيانا ذلك لتداخلها و تفريعاتها ، و لكن هذا لا يمنع من ذكر بعضها على وجه العموم :
1) هوية الإشراف التربوي :
إن عباءة الإشراف التربوي فضفاضة ، بلا هوية و بلا حدود ... و لا أعلم إن كانت المحاولات الأخيرة ستجدي نفعا ، أم أن الحال سيبقى على ما هو عليه ؟
و هذا السبب يتفرع منه تفريعات كثيرة : عن المهام و التكاليف الإشرافية ، عن مدارس التنسيق الإدارية ، و الأعمال الفنية ، عن تداخل الجهات الإشرافية المتعددة على الجهة الواحدة ، و لو أسهبنا لكثرة ( العنعنة )
2) الضعف الشديد في تأهيل المشرف التربوي الجديد أو القديم أيضا :
أسبوع من البرامج " الخطابية " و " الوعظية " ماذا عساها أن تقدم للمشرف التربوي الجديد ...؟
3) النصاب العالي و المُجهد من المدارس و المعلمين ، و هذا بدوره يفضي لسبب آخر و هو قلة أعداد المشرفين التربويين ، و هذه القلة بدورها تفرز تساؤلات حولها فلماذا هذه القلة ؟ هل من إجراءات الاختيار ، أم النفور من الإشراف لكثرة الأعمال وغياب الحوافز ، أم هناك علل أخرى ؟.
هذه مجموعة من الأسباب و على المشرفين التربويين أن يعيدوا صياغة سؤالهم المؤرق
" لماذا يدور في أروقة الوزارة و إداراتها ضعف الأثر الإشرافي للمشرفين التربويين ؟ " و يستبدلوه بالسؤال العملي " لماذا هذا الضعف في آثارنا الإشرافية " فرق كبير بين السؤالين . أحدهما يقود للوم و العتب دون جدوى ، و الآخر يقود للبحث العملي عن أسباب القضية ...
و أخيرا : أستطيع أن أقول ـ و أنا مطمئن ـ إن تفعيل مشروع " المعلم الأول " و لو بنسبة 50% سيمكننا من الاستغناء عن الدور الذي يلعبه المشرف التربوي حاليا ، و قد يتفوق نتيجةً .
و لعل من المجدي نفعا أن يُقام هذا المشروع ـ و لو بالنسبة المذكورة ـ في المرحلتين المتوسطة و الثانوية ، و توجه جميع جهود المشرفين التربويين عن بكرة أبيهم لتصب في صالح المرحلة الابتدائية ، و على وجه الخصوص الصفوف الأولى منها ؛ لتوحيد الجهود أملا في تحسين مخرجات هذه المرحلة ...
إن ما تطالعنا به الإحصاءات اليوم عن مستوى تعليمنا لأمر مؤرق و مقلق للغاية يجب أن نأخذه بعين الاعتبار و الجد ، أو اعتبارها مؤشرات على أقل تقدير ، و لو أن بعضها يرتسم الشك الفاضح في ثناياها ...
و مع ذلك كله فلابد أن تغير أصابع الاتهام اتجاهها و تعود للداخل ؛ لنقوم بنقد ذاتي و مراجعة شاملة عوضا عن إضاعة الجهود في الردود....

هذا الموضوع من خلال عضويتي بمكتب التربية العربي لدول الخليج.



 توقيع : سعودي جنوبي


رد مع اقتباس