.. كثير من المرات تخيلتُ وجودي بين يديك ..
.. عندما كنتُ صغيرة كنتُ أفعلها دائماً ..
.. وكم أتمنى تكرارها الآن ..

.. أخفيتُ داخلي آلاماً عديدة ..
.. وتخيلتُ أموراُ عديدة .. ربما لم تكن حقيقية لكنها ..
.. أمنيات اتمنى أن أحققها .. لكن لا استطيع ..

.. تخيلت أنني احتضنك بقوة ..
.. وأنني أخذ من جسدك المنهك التعب وألصقه بي ..
.. فقط حتى لا تعود مرة أخرى إلى ذاك السرير الأبيض ..
.. وتلك الجدران الكئيبة ..

.. كنتُ آمل أن يكون هذا العيد أفضل من سابقهُ ..
.. كنتُ آمل أن نكون معاً في المنزل جميعنا معاً ..
.. أنت .. والدتي .. اخواني .. اخوتي .. أطفالهم ..
.. ضحكة ..
.. بهجة ..
.. وفرحة ..
.. تربط فم الأحزان بلثام ولو مرة !! ..

.. هكذا تخيلت وهكذا حدثتُ نفسي ..
.. ولكن هذه مشيئة الله ..
.. اليوم فقط وفي تمام الساعة الخامسة والنصف رقدت على ذاك السرير ..

.. كل مرة تدخل فيها المستشفى أسجل تاريخ دخولك بالساعة ..
.. وأنتظر اليوم الذي تخرج فيه منها بفروغ الصبر ..
.. وبتاريخ دخولك هذا لن يكون هناك عيد ! ..
.. فبأي حالٍ عدت ياعيدُ ؟؟ ... ولكن ...

.. أليس وجوده على قيد الحياة عيد ؟؟ ..
.. حتى وإن كان مريضاً وعلى السرير الأبيض ..
.. أليس النظر إلى وجههٍ كل يوم عيد ؟؟ ..
.. أليس الحديث معه كل لحظة عيد ؟؟..
.. أليست مداعباته وكلماته .. وحتى مشاجراته عيد ؟؟ ..

.. أقسم أن حتى تخيلاتي له ووجودي بين ذراعيه بالنسبةِ لي عيد ! ..
.. أقسم أن ذكرياتي عنه عندما كان قوياً .. شديداً ذا بأس .. عيد ! ..

.. ياوالدي ..
.. لم يبقى على العيد سوى يومين فقط ..
.. وكلِّي أمل في حدوث معجزة إلهية تخرجك من مرضك ..
.. لانك عندما تمرض وتغيب .. تغيب عن منزلنا جميع مظاهر السعادة ..

.. أبقى وحيدة فيه لأنني لا أستطيع أن أكون معك ..
.. أغلق باب غرفتي .. أسامر فيها وحدتي ..
.. بصورةٍ لك مع مرور الزمن انثنتْ ..
.. وبدمع العين .. تبللتْ ..
.. تخيّل حتى تلك اللحظات بالنسبةِ لي عيد !! ..

.. لعلك لا تدرك ياوالدي كم أحبك ..
.. فأنا لم اقلها يوماً !! نعم .. حمقاءٌ أنا ..
.. كل مرة تدخل فيها المستشفى ألوم نفسي لأنني لم أقلها يوماً لك ..
.. قلتها كثيراً لك وأنت نائم ومغمض العينين ..
.. لكنني أخجل من اخبارك إني أحبك أقسم أنني كذلك ..
.. لا أجيد فن التحدث .. ولن تستطيع أنت قراءة كلماتي ..
.. أقسم أن كتابتي لك وعنك حتى لو لم تكن تقرأها .. بالنسبةِ لي عيد ! ..

.. ولكن لعلك تشعر بحبي لك من أفعالي ..
.. حتى وإن كان هناك من هم أهم مني لديك .. لا يهم ..
.. أقسم أن تفكيري بأنك تشعر بي ... عيد !! ..

.. وعندما قالوا .. أتى العيد .. فكرت ..
.. هل تعلم ياوالدي ما هو العيد ؟؟؟؟ ..

.. بالنسبةِ لي ..

.. أنــت ..... عيد ..
.. وجهك .... عيد ..
.. صوتك .... عيد ..
.. سكوتك ... عيد ..
.. وجودك ... عيد ..
.. قلبـــــك ... عيد ..
.. ابتساماتك ..عيد ..
.. ضحكاتك .. عيد ..

.. فانظر كم عيدٌ لدي .. وأنت معنا؟؟ ..

.. ياوالدي ..
.. حتى وإن أفلت شمسُ هذاالعيد وغربت عن منزلنا ..
.. هذه المرة أيضاً .. لا يهم ..
.. فسوف تبقى شمسك أنت من اتمنى أن تشرق دوماً في حياتي ..

العناااا

ياربَّ سبحانك تقبّل من دعاك وهو كسير
OOOOOOO وحنّا لغيرك ما حنينا الراس في سرّ وجهر
يارب تُرينا من عجايب قدرتك في ذالحقير
OOOOOOO اللي تجرأ وسب نبيّك سيّدي سيد كل البشر

اللهم ياذا الجلال والإكرام أدعوك باسمك الأعظم
أن تبسط على والداي من بركاتك ورحمتك
ولا تجعل لهما حاجة عند أحد غيرك
وارزقهما الجنة واجعل أوسع رزقهما عند كبر سنهما
اللهم إني أعوذ بك أن تردهما إلى أرذل العمر
وتقبل توبتهما وأجب دعوتهما
وأعنّي على برهما في كبرهما حتى يرضيا عني فترضى
آمين