الموضوع: شجرة التفاح
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2004, 10:30 AM   #5
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية الجــرح
الجــرح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 656
 تاريخ التسجيل :  Dec 2003
 أخر زيارة : 11-22-2007 (12:07 PM)
 المشاركات : 2,680 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الحلم الوردي..



وطني المنفى
يقتادني
مكبلاً بالهموم
باسطاً يمينهْ
في انكسار يسلمني
من مدينة كئيبةٍ
إلى مدينة حزينةْ
ناثراً فوق هامتي أوزاره
لاوياً جبينهْ
كعانس ملأى بالخصب
مترعة
رزينةْ
تمنت لو تلد
وتحبل
وتحمل
حين ضمت وليداً بوداعة
فهزها الشوق
وكانت المواسم جدباء
عنينة
وعند المساء
تنفست جذلى
وأرادت العبور
إلى مواسم الخصب
ففرت منها الجسور
وأمطرت الجدران صمتاً
ورتابةً
وكآبة
وعانق خيالها طفلاً بوسامة
وضاجع النعاس أحلامها
العنينةْ
وعانقت الشفق الوردي
وحين استفاقت
فر الحلم منها
دون أن يودعها
جنينهْ
*
*
الليل خريفي أماه
والريح عواء جبلي أرعن
يَلُوحُ في القاع
ويجتاح ثبات همتي
تنينهْ
أقفرت الشوارع
ونامت على ضفافها
الظلال العقيمة
وفر الهواء
وغادر الأصدقاء
وقابلني العسسُ المارقُ
فصادر مني ملامح الوجه
وشاخصة المدينةْ
ولم يبقى إلا أنا
ومئذنةٌ لوت عنقها
تود لو لم تنحني
ورائحتي القديمةْ
وشاهدة على القبر
بكت لما أيقنت أنه
ما بينها وبين السماء
أمانٍ لاتنالُ
دفينةْ
وهاجت المواجع
وأنهمرت كما المطر
صورته أبي الحزينةِ
الرصينةْ
وعانق وجهه المحزون
أنيني وأنينهْ
مشطت شعرهُ
وناغيته
وداعبت وجهه الجهم
وقبلتُ جبينهْ
وأمطرني الدمع الحارقُ
فأنساني حبهُ
وحنينهْ
وقال لي : ((بني
هذا هو الدرب
إني واياك
جمعٌ
فلنواصل مسح الغبار
عن المدينةْ ))
لم أقوى على
ردِ
مدِ النظرْ
لأن ظهري كان إلى الحائطِ
شبحاً يرتعد
حين ظمني الطلق
ونام في الكبدِ
يطلب الرحمةَ
والسكينةْ
وحين غادرت صورته
مودعة أحلامي السجينةْ
ارتطمت بالحائطِ
وسالت في انكسارٍ
على الترابِ
تعجن طينهْ
لم تشرب قهوتي المرّة
ولم تلقَ في انتظارها
السفينةْ
لأن صوتي ماعاد يشبه صوته
ولا سنيني قادرة أن تحصد
ما زرعت يمينه
ولأنني نسيت أني
كنت بالأمس مرآته
أقرأ ماخطت على جبيني
سنينهْ
خرجتُ من جلدي
وفررتُ من وعدي
ناثراً فوق هامتي
ماء وجهي
خاذلاً عهدي يمينه
لأن يداي ما عادت
على يمناه أمينةْ
ولأنهالم تهزني
أماه
كلماتهُ الثمينةْ


 

رد مع اقتباس