قضية مهمـــــة
أشكرك أخي والتوفيق لك من الله على هذا الطرح..
فبلا شك أنه عندما تكون الفتاة صغيرة السن قليلة الخبرة لا تعي مكر أعدائها وتدبيرهم ، فقد تتماشى أفكارها وميولها وفق ما يملى عليها دون أن تدرك خطورة ذلك أو تشعر به ، وهنا يأتي دور الوالدين ، فكلاهما يشعر بالخوف على ابنته من كل شيء مخالف لشرع الله ، ومن فرط حرصهما تبدأ قائمة الممنوعات في حياة الفتاة ، فالأفلام لا تناسبك ، والمجلات الهابطة عديمة الفائدة بل قد تدمّر أفكارك ، وشبكة الإنترنت لن تدخلينها إلا بوجودنا ، والهاتف استخدميه أمامنا في بهو المنزل ، الذهاب إلى الصديقات ممنوع ... قائمة طويلة عريضة من الممنوعات ، والابنة تضع يديها على أذنيها كي لا تسمع المزيد ...
لن نقول بأن جميع الفتيات قد يتذمّرن من أوامر الأهل لأن هناك من الفتيات من تكون مدركة لما حولها، ومقتنعة بجدوى متابعة أهلها لها ، وتعلم أن والديها هم أحرص الناس على مصلحتها
وعندما تختار الصحبة الصالحة للناشئ بعناية، فإنها قد تؤدي دورا تربويا يعجز الوالدان عن أدائه، وهذا ظاهر ملموس، لما أن تأثير الأقران في بعضهم تأثير نفسي غير مباشر، إنه يكون بالمخالطة والمعايشة، والملاطفة والمؤانسة، والتقارب النفسي الذي يجعل الإنسان يتأثر بجليسه ومخالطه بغير قصد منه أو شعور، فيتمكن الصاحب من الدخول إلى قلب صاحبه، والتأثير في ميوله واتجاهاته، بغير أمر ولا نهي، ولا عناء ولا كلفة، ومن هنا جاء في المثل: "الصاحب ساحب"، وجاء في المثل أيضا: "قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت
وقد نوه الله تعالى بأثر الصحبة الصالحة في سعادة الإنسان في الآخرة، فقال سبحانه:
"الأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين، يا عباد لا خوف عليكم اليوم ، ولا أنتم تحزنون"
وعندما يشب الأبناء ويصلون مرحلة النضج والوعي فعلى الآباء والأمهات أن يكونوا أصدقاء لأولادهم، فيعاملوهم بتقدير واحترام، وأن يستمعوا لآرائهم، ويشجعوهم على إبداء وجهات نظرهم، ويناقشوهم فيها بموضوعية وتجرد، ولا ينبغي أن يعاملوهم، وهو شباب متفتحون على الحياة، متوقدو الطموح والرغبات وكأنهم أطفال صغار لا رأي لهم، ولا وزن لأفكارهم.. إنها المشكلة التي تقطع الروابط بين الآباء والأبناء، وتهدم صلات التقدير والاحترام.
وعندما يختار الأولاد أصدقائهم ينبغي على الوالدين أن يكون لهم رأي في ذلك، فليتعرفوا عليهم، وليعرفوا مستوى تربيتهم، ومدى التزامهم واستقامة سلوكهم، ليطمئنوا على سلوك أبنائهم وسلامة اتجاههم.
فهذا موسى عليه السلام رسول من أولي العزم يحرص على صحبة الخضر عليه السلام ليتعلم منه، وينتفع بصحبته كما أخبرنا الله تعالى في كتابه.
الظروف التي نعيشها حالياً كمجتمع مسلم محاط بحروب علنية وخفية تستلزم منّا أخذ الحيطة والحذر ، والتفكير المسبق لكل خطوة نخطوها ، ولن تكون الصحف والمجلات والقنوات وشبكة الإنترنت أكثر حرصاً على الفتاة من والديها وأهلها ، فكثير مما يعرض ويبث من أفكار هدّامة موجه بالدرجة الأولى للفتيات ، لأنهن سيحملن في المستقبل القريب - إن شاء الله - مهمة تربية جيل جديد..
|