الموضوع: [ اكرهك حبيبتي ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2004, 02:49 AM   #36
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي [ اكرهك حبيبتي ]



جلست مع المجموعة لمدة نصف ساعة .. لم يكن هذا المكان جدير باحتوائي .. خصوصاً هذه الليلة !!
اتصلت بصديق من أهل عمان .. فمنذ زيارته الأخيرة قبل عام للاماكن المقدسة لم أراه .
"" بلزاك في عمان .. لا يعقل " .. كانت جملته بموسيقاها الصاخبة دليل كرم وحفاوة .. كنت قد سمعت أن أهل الأردن من أكثر الشعوب العربية ثقافة وأعرف أنهم أيضاً أهل كرم وعزيمة !

كان صديقي " فواز " من علية القوم .. بالإضافة إلى أنه يربطني به سنين غربة لا تنسى .. لذلك كنت أشعر بالراحة حين أجلس معه .
أرسل سائقه إلى الشارع الذي أحب أن أمارس هواية المشي فيه ، و طلبت من السائق أن يتوقف في منزلنا المستأجر حيث أخذت معي بعض الأوراق ، فقد أخبرني فواز بنوع السهرة و لأن من سلبياتي أنني لا أحفظ عن ظهر قلب ما اكتب أو ما أقرأ .. كان يجب أن تكون أوراقي معي !
حملت الحقيبة الجلدية .. التي استغربت !! .. تحسب أنني مسافر !! .. فقد اعتادت على أنني لا احملها سوى للمكتب أو في رحلة خارج جدة !!
في الفيلا البيضاء الجميلة .. مررت وسط حديقتها إلى الصالة التي يفصل بينها و بين الحديقة مسبح صغير . . !!
كنتِ أيضاً هنا ..
أمسك بيديك .. أختال غروراً أمام كل تلك الزهور .. فستانكِ البحري الذي أحب ..
و ذاك الوشاح الحريري الملفوف على عنقك .. و حقيبتك الكلاسيكية كلون السماء .. !
و لون الليل الساحر المنتشر على كتفيك ِ

أتذكركِ يوم عدتِ من حفل زواج قاعة الأسطورة بفندق الدار البيضاء .. كنت تضحكين ..
كم امرأة من الحظور حاولت خطبتكِ لابنها !
ضحكت كثيراً يوم صاحت خالتنا بهن .. "" هذه امرأة متزوجة .. من سنتين ""
و كيف أمسكت برأسكِ و راحت تقرأ المعوذات !
هل تعتقدين أنها قرأت كل المعوذات ؟!!
أتذكرين تلك العجوز التي صادفتنا في محلات " سيدتي " في السوق الدولي !
لقد كنتِ خائفة من نظراتها .. نعم شعرت بخوفكِ حين سألتني تلك العجوز المصرية : "" أهذه زوجتك "؟
لماذا خفتِ .. لقد دعت لنا بالتوفيق و السعادة .. ! و لكن هل تعتقدين أن دعوتها كانت من أعماق نيتها ؟

استقبلني فواز .. بحفاوة بالغة .. مرحباً مسروراً بزيارتي الأولى لمنزله الجديد . في الصالة التي صُممت على الطراز الإسباني كما أخبرتني أميرة المنزل الرائع الرائعة ..
كان في الصالة ستة من الجنسين فصرت سابعهم !!
لماذا تقف ضدي عمان ؟ ..
لماذا تكشف لي أنني دوماً ذاك الرقم الفردي اليتيم !!؟
لا تتسرعي بالحكم .. فهذا الرجل مثلي لا يحب فتيات الليل .. !!
ثم أننا نجلس في بيته .. و طفليه نائمين في غرفتهما كما توقعت .. و في الصالة كانوا جميعاً أصدقاء ..
اعتادوا أن يجلسوا معاً كل شهر مرة على الأقل .. يغنون .. يضحكون .. يقرؤون الشعر والنثر ..
مجموعة رائعة طالما حكى لي عنها فواز في رسائله .. سريعاً ما يتأقلم المرء معها
بعضهم كان يعرفني من خلال كتاباتي التي أرسلها لفواز عبر البريد الإلكتروني .. أو تلك التي يقرؤونها في المنتديات التي اكتب بها!
هذه " أمية " .. شابة في السنة الأخيرة من عمرها الجامعي .. و تلك " أسماء " جاءت مع زوجها " أحمد " .. و كلاهما أنهى دراسته الجامعية !
و هذه الجميلة جداً .. " داليا " ..في السنة الثانية .. و هناك بالطبع كانت السيدة أماني .. السيدة الكريمة جداً التي كانت تقدم لنا العصير بيديها رافضة أن يقوم الخدم بمهامهم .. على الأقل مع أصدقائها !
أمية طبيبة عيون .. ليت أمية تمنحني وصفة أرى من خلالها طريق الفرح !
و أسماء و زوجها أحمد .. تخرجا من كلية الفنون الجميلة قبل عام مضى .. حين تزوجا .. و لديهما طفلة جميلة رأيت صورتها . . اسمها نادين !
كل شيء يجب أن يذكرني بكِ .. فنادين تملك ذات الحرف الذي به تُنادين !!
" النون " .. هذا الحرف الذي عشقته .. كم كنت أود لو أغير اسمي لاسم يبدأ بالنون !! .. فهذا الشيء الوحيد حسياً الذي لم نكن شريكان به !!
أتعلمين .. كانت المفاجأة التي أذهلتني كثيراً .. حين سألتني داليا مستأذنة بأن تفتح حقيبتي !!!؟
داليا .. تدرس فن التشكيلي .. و لها لوحة أهدتها للسيدة أماني .. كانت لوحة رائعة ، رغم أنني كنت محرجاً جداً من تحليل اللوحة ، و لكنها كانت بحق لوحة مرسومة بريشة مبدعة !
استغربت سؤال داليا .. و ابتسمت لها و لكنني لم أعطيها الحقيبة !
شعرت أنني لا أريد أن أعطيها الحقيبة .. فاقتربت مني و بهمس لا يسمعه غيري قالت :
" " أريد أن أرى الصورة .. أريد أن أرى صورة الأنثى التي جعلتني أبكي مع بداية النهاية .. و رسائل عشقك الجميل (اكرهك حبيبتي) "" !!!

أصابني ذهول شديد .. وبذات الهمس سألتها كيف لها أن تعرف أن صورتكِ في الحقيبة !!؟
و ابتسمت في داخلي حين تذكرتكِ و أنت تعاتبينني منذ سنوات طويلة .. على أن بعض أفراد العائلة يقرؤون أوراقي التي اكتبها لكِ !
تعالي و انظري .. فقد تجاوزت أوراقي إليكِ حدود العائلة .. و القبيلة .. و حتى الوطن !
نعم .. لقد قلت لكِ ذات مساء حب .. "" سوف اكتب لكل هذا العالم عن عشقنا ""
لكنني لم أكن أتخيل أنني سأكتب ألم هذا العشق .. أنني سأبكيه في جوانب الكون ..!!

كان لداليا ما أرادت و شاهدت صورتكِ .. كانت داليا جداً جميلة .. لكنها اعترفت أنكِ أجمل نساء الكون و لم أكن اهتم لمجاملة داليا
لأنكِ أجملهن .. لأنكِ أجملهن .. و لكنكِ أشدهن ظلماً !!!
كانت السهرة طويلة .. امتدت حتى الثانية بعد منتصف الليل ..
أمضيناها في التعارف و الشعر و الأدب و الثقافة .. وأيضاً العشاء
ودعتهم و شكرتهم على حسن الضيافة و الاستقبال و خرجت مع سائق فواز إلى ذاك المنزل حيث وجدت مجموعتي نائمة بعد إرهاق السهر !!

كانت هناك ورقة بيضاء .. تتأوه لقلمي أن يسكب خمره و يراقص حروفها حد الثمالة



.. ..
.. ..

.. . يـقـولـون أن في الـغـدِ عـيـد
.. . و أن الأســـماء تـتـوحـد
.. . بــــســـــعـيـد !!
.. . مـمـلـوءة هـي الشـوارع
.. . مغـرورة كـأن بـها فـتح مـبـيـن !

.. . و أنـا هـنا .. مع الـجـمر العـنـيـد
.. . الـتـحـف الصقـيع !
.. . يـشـتـتـني ..
.. . فـردي أحـمـق غـبي
.. . و أيـضاً يتـيم مسـكـيـن !

.. . كيف تحـيا في الصقيع لهفةٌ ؟
.. . و لـما تـحـتـويـنـي .. ؟
.. . كـيف صـرتِ لـهـبـاً
.. . يــؤنـــس وحـدتـي ؟
.. . و لـما كـل هذا الحـنـيـن ؟

.. . أيـزهـو الـورد في غـير الربـيع !
.. . أيـعـود الـرمـاد جـمـراً ؟
.. . فـكـيف إذا ..!!
.. . و لماذا .. صرتِ أنتِ ؟
.. . ربـيـع العـمر و جـمـر السـنـيـن

.. . قـد جـئـت عـمـان هـارباً
.. . لأنـســى .. !!
.. . لأثـمـل .. !!
.. . فصـرتِ سـكرة مــسائي
.. . و خـمـر الأنـيـن

.. . فـيـا ذات العـالـيات من الأسماء
.. . لا تـحـرريـنـي . .
.. . شــــدي مـن وثـاق ظـلـمـكِ
.. . فـكـل عـيـدٍ و أنت حـــزن
.. . و كـل عـيـد و أنا ذات السجين !!


--------------

تحياتي والــى لقــاء


 

رد مع اقتباس