أخيراً اتفقت المجموعة على أن نقضي بقية الإجازة في عمان .. إلا ابن عمي الذي يحب بيروت مثلي .. أصر على أن يكمل رحلته إلى بيروت ، فذهبت به إلى مكتب الحجز و حصل على تذكرة عمان – بيروت – عمان .. كنت متأكداً أنه لن يعود إلى عمان بذات التذكرة !!
في طريق العودة من مطار الملكة علياء .. كان مطعم النخيل الجميل على يساري ، فقررت أن تكون وجبة الغداء هناك ..
كانت الساعة تقترب من الخامسة و النصف مساءً .. !
نعم لم أتناول أي شي ء منذ أن صحوت في الواحدة ظهراً .. سوى فناجين القهوة و هذه اللفافات البيضاء التي أجهدتني طويلاً .. لكنها أخف من أن أتذكرك!
ليتها تعوضني عن ذكراك .. لأنهيت علبة سجائر كل ساعة ..
كل البشر يموتون .. جميعاً نعلم أنه ذات يوم ستكون نهايتنا .. لكن كل البشر تأقلموا مع هذه القناعة فراحوا يفرحون بحياتهم قبل الموعد الأخير
إلا أنا .. فقد قررت أن يصلني ذاك الموعد بهدوء مميت !!
"" سير علينا يا هوى سير علينا
مشتاق لعيونك .. سير علينا
سير وشوف اللي جرى
في غيبتك حالي برى
النوم من عيني سرى
و أنا أنتظر منك الوصال """
دائماً فنان العرب معي .. دائماً مع أوراقي وتلك الصورة .. !!
كانت المجموعة تغني مع فنان العرب .. فرق كبير بينه وبينهم .. كما الفرق بينكِ و بين نساء الكون !
أنت لا تشبهين نساء الكون .. فأنتِ أول أنثى من هذا الكون تمنع الوسم عن ربيعها ..
أنتِ الأنثى الوحيدة التي رفضت كل شيء لا لشيء !!
أنتِ الأنثى الوحيدة التي تبوح بعشقها علانية و تحطم عذريته بلهفتها و تخالف قوانينهم بجرأتها ..
ثم ماذا ؟
ثم تدفن نفسها .. عشقها .. فرحها .. طيبتها .. عنادها .. غرورها .. محبة الناس لها ..
قد دفنت كل شيء في مقبرة سوداء .. سوداء .. قاحلة .. حتى بلا بقية عظام !!
فماذا فعلت نفسكِ لتعاقبيها هذا العقاب ؟
أي إثم ارتكبت نفسك لتقبعي بها خلف الأسوار ؟
مررت بمقهى شعبي وسط عمان .. أحببت أن أتذوق سوائل الفقراء .. كانوا من مختلف الأعمار لكن ذوي الشعر الأبيض كانوا الأغلبية !
بأيديهم ورق اللعب المستطيلة ..
هناك عند تلك الأوراق رأيتك .. كم كنت ِ تحبين أن تغلبينني في لعب الورق ..
"" تعال سوف ألاعبك هذا المساء .. و إن خسرت سوف تدعوني لمطعم _ فالنتينو _ ""
كان ذاك المطعم القابع وسط (جدة ) من أحب المطاعم لنا معاً !
"" تعال سوف ألاعبك الليلة .. وإن خسرت سوف تصحبني إلى الصحراء لأقود السيارة ""
في الصحراء لا توجد قوانين .. كم كنتِ تحبين أن تقودي السيارة بسرعة جنونية !
""" تعال سوف ألاعبك الليلة .. و إن خسرت سوف تزور معي عائلة فلان وفلان ""
كم كنتِ تصرين على أن ندخل سويةً لعائلات الأصدقاء والأقرباء .. !!
كنتِ تستغربين كثيراً كيف أنكِ تفوزين فقط حين تضعين شروط اللعبة .. في كل مرة كنت أقابل استغرابك بابتسامتي التي تعشقينها و تقبلينها
شارف الزمن على محطة الحادية عشر ليلاً .. سهرة الليلة في نادٍ ليلي .. صاخبة على الطريقة العربية .. !
نعم إنها سهرات تحيات العروبة .. من جديد أعود إليها لأجامل رغبات الآخرين !
أراكِ في الغد يا أنثى صارت كل الأوقات !!