تريدون أن أكون غير ما كنت مع أنه لا تبديل لخلق الله ، فكثيراً ما أعجز عما أريد لأكتب ما يراد ، وأنت حين تكتب ردك كما تريد أردت أن تكتبني كما أردت .
أخواني وأخواتي :
اشكر لكم مشاركتكم في هذا الموضوع ، وقد تركزت ردودكم على الفرق بين (الصراحة – والوقاحة) وكما اسلفتم فهما خطان لا يلتقيان ابداً ..
إنما الموضوع يتضمن الكيفية التي يجب أن نرد بها على المسيء ،
هل نعفو ونصفح ظاهراً وتبقى نار الإساءة لتولد الحقد والبغضاء ؟
أم نكون صريحين مع أنفسنا ومع الآخرين ونرد الإساءة لترتاح الأنفس ويزول منها الحقد والغل ؟
كل ما أوردتم جميل وأهدافه صالحة فلكم مني الشكر والعرفان ..
إنما أقول :
المسيئون بالجهل قد يجدون من يتلمس لهم الأعذار ،
أما المسيئون عن عهر في عقولهم وتبجح ، فهؤلاء لا يبالون بشيء .. لا يعتذرون ، ولا يرغبون في أن يعتذر لهم أحد ، بل إنهم وبالعهر يجزعون إن وجدوا عاذرا .
فكيف نتعامل مع مثل هؤلاء ؟
البعض يستمرىء غفرانك له ، فيستهين بك ، ويتجرا على اختلاق المشاكل وتكرارها .. ومن هنا تستفحل الأخطاء بإهمالك الجزاء في السابق ، فيتحول الى جريمة .. بل جرائم .
وكما قيل من ضمن العقاب أساء الأدب .
وكما يقال .. الرحمة خور في الطبيعة .
والحب والصفح لن يكونا سبباً في إرخاء الرأس .. الكراهية أفضل حينما نكسب منها الاحترام لأنفسنا ، والحب والعفو لا نرفضهما إذا رافقهما الاحتفاظ بالكرامة .... أليس كذلك ؟
أستاذ رأى تلميذا يصفع أخاه مازحا معه ، فلم يضرب الصافع ، وإنما ضرب المصفوع .. سألت لماذا ؟
- قالوا أن المصفوع كان ضعيفا ، والصافع يركب سيارة قيمتها مستقبل شاب !
هي صور عارية تكشف مضمونها رغم أنها ساترة مكنونها !! تسالم ولا تستسلم رافضة أن تظلم .. ظالمة أن تهان ، الظلم قد يكون الوسيلة الوحيدة لرد الإهانة .. لأن الإهانة ظلم غيرك لك دون أن يفترض الندادة ، أو يرحم الصداقة ، وإنما هو بما ملك من وسيلة لا يتورع عن الغيلة !
تحياتي