.. تجف القلوب .. وتتساقط الأوراق في نهاية المطاف ..
.. وتذبل الأماني في عتمة الليل ..
.. الطويل ..
.. تتوالى الذكريات ..
.. تتسابق الآلام لتسكن عمق الشتاء ..
.. وتحفر في جذوع الأمل الوحيد ..
.. كلمة أخيرة ..
.. الوداع ..
.. وما أدراك ما الوداع ..
.. شعور بغربة الذات عن الوجود ..
.. وألم دفين ..
.. وجروح ..
.. وبقايا دموع قد انحدرت من أعالي القمم ..
.. وصبر ..
.. وكلمات تأنّ حزنا .. في أسعد لحظات الحياة ..
.. الوداع ..
.. نظرة .. نلقيها .. يملؤها السكون ..
.. صمت .. يطبق على شفاهنا ..
.. لمسات ..
.. كانت يوما هي زورق النجاة لنا ..
.. واليوم ..
.. باتت حرارة الفراق لها كالسعير ..
.. كلمات ..
.. كنا نسمعها .. كتغريد الطيور ..
.. والآن باتت كالإعصار المدمر ..
.. يوما ..
كان هناك همسا ..
.. يطير إلى أفق بعيد ..
.. وحلم .. يتجدد ..
.. مع كل إشراقة شمس ..
.. ومع كل غروب ..
.. أظلمت .. في صدري الدروب ..
.. وبات الليل الوحيد حزينا .. لا قمر .. ولا نجوم ..
.. لا حفيف شجر .. ولا موسيقى ..
.. لا مكان للضباب ..
.. ولا للأحلام السرمدية ..
.. لا مكان لخيال قد أصبح جزءا من الحياة ..
.. وفاضت دموع الحزن من قلبي المكلوم ..
.. ارتوت ..
.. من أوردتي بقايا الورود المتناثرة ..
.. واحترق المنديل .. من حرارة الدمع الغزير ..
ومقلة تذبل .. وتعقبها الأخرى ..
.. ومساحة من الزمن تجتاح الصمت ..
.. لينطق .. لكن في صمت ..
.. ليبكي .. لينوح ..
.. كالطفل الصغير الذي فقد أثمن ما يملك ..
.. لعبته الغالية ..
.. ويتكئ على جدار صغير ..
.. تحت أشعة شمس حارقة ..
.. في صيف مرير ..
.. صمت ..


.. حين تعرف أن الأمنية .. لن تتحقق ..
.. والخيال قد أصبح من المحال ..
.. والحب ..
.. ضربا من الجنون ..
.. حين تكون على يقين بأنه لا تلاقيا ..
.. صمت ..
.. حين تكون السعادة زيف ..
.. والبسمة .. نوع من الطيف ..
.. يلون باقي اللوحة ..
.. صمت ..



.. لحن البقاء ..
.. ولحن اللقاء ..
.. ولحن الوفاء ..
.. لحن الحب ..
.. لحن العطاء ..
.. لحن الوداع ..
.. عزف الصمت لحنا ..
.. غريبا .. في وقت مختلف ..
.. من أوقات السنة الكئيبة ..
.. لحن وداع آخر ..
.. في وقت طاب فيه اللقاء ..
.. وعزّ فيه البقاء ..
.. لكن ..
.. قتلت الفرحة على أعتابها ..
.. وقرر الصمت ..
.. أن يبقى ..
.. فقط ..
.. وقدّر لها أن تكون ضربا من النسيان ..
.. ها قد عاد ..
.. في ثوب جديد ..
.. ذلك العيد ..
.. الذي كان يحمل معه أجمل الذكريات ..
.. وأروع الأمنيات ..
.. لكنه يحمل الآن ..
.. رفات ..
.. مجرد رماد ..
.. من زمن كانت الحياة تنبض فيه ..
.. وتتجدد فيه الأرواح ..
.. نحبس الألم دوما.. ونرسم ابتسامة كاذبة على تلك الشفاه الباردة ..
.. المتشققة ..
.. كأوراق الخريف ..
.. صمت ..
.. عزفناه أغنية لكل المعاني التي أخفيناها ..
.. ولكل المشاعر التي كتمت في تلك الصدور ..
.. ولكل الكلمات التي لم تترجم على حائط اللقاء ..
.. عزفا ..
.. يليق بالأيام القادمة ..
.. أيها الصمت ..
.. أما آن الأوان لنلتقي ؟ ..
.. لنتحد كإتحاد النجم مع السماء ..
..
.. أم أن الاتحاد عندك بات هو الوداع ؟
.. معنى الحنين ..
.. الحب ..
.. اللقاء .. السنين ..
.. التي تجمع المحبين ..
.. وغير المحبين ..
.. عزاؤها ..
.. النسيان ..
.. الصدى ..
.. الذي اختنق صوته على أعتاب الخيانة..
.. أبى الصمت .. كبرياؤه أقوى من أن يعيش الكذب ..