السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كثيرا ما يختلج صدر الإنسان وساوس تنفخ فيه وتستكثر عمله الصالح

تجعله مزهوا بنفسه وأنه أتى بما لم تأت به الأوائل بل لربما قالت له غرورا وعجبا : يكفيك ما صنعته من خير فلقد أكثرت !!!

نعم هكذا يرسم إبليس مخططه الماكر ليحول دون أن تكثر وتطمع بكثرة الأجر

تخيل نفسك وأنت بسيارتك قد يممت صوب جهة ليست قريبة وعندما فتشت جيبك لم تجد محفظة نقودك وبطاقاتك

ماذا سيكون حالك ؟

طيب تخيل لو أنك أمام مفازة ومهلكة وسيستغرق قطعها عدة أيام ماذا كنت ستستعد بالتجهيز لقطع هذه المفازة ؟

مابالك لو استغرق قطعها شهر .... بل سنة أيكون استعدادك عاديا أم متكلفا ؟

إننا في هذه الدنيا أمام سفر طويل وغربة مظلمة وزحام شديد

من شدة أهواله لاتلتفت إلى أقرب الناس إليك من والدين وزوجة وأولاد

مشغول بنفسك وهمك

في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة !!!

كما جاء في حديث مانع الزكاة الذي رواه مسلم : يكوى بها جنبه وجبينه وظهره ..في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة
ما أطول ذلك السفر وما أشقه وما أحلك ظروفه

إنه يحتاج منك لزاد عظيم عظيم عظيم

زاد يجابه تلك الأحوال والمدد الطويلة

ورد في حديث ذكره ابن كثير في تفسيره : ( اللهم إني أعوذ بك من ضيق المقام يوم القيامة )

وذكرا رحمه الله آثارا عن شدة الزحام يوم القيامة وأن الشخص لايجد إلا موطيء قدميه

يا الله ... كم هو مشهد مهول ومخيف

أرأيت كم نحن نضحك على أنفسنا وكم هو مضحوك علينا

لنكثر من الزاد ونلبس لبوس الطماعين الجشعين بالأجور والحسنات لعل الله أن يغيثنا بغيث من عنده ويهون علينا شدائد ذلك اليوم

إن خير زاد تتخذه أخي المسلم وأختي المسلمة هو التقوى

وتزودوا فإن خير الزاد التقوى

أتدرون ماالتقوى

إنها أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه

اللهم إنا نعوذ بك من ضيق المقام يوم القيامة

رب أجرنا من النار وأعتقنا منها وأدخلنا الجنة مع الأبرار

آمين