نتحدث اليوم عن امهاتنا وجداتنا الذين نسأل الله لهم الاجر
نتحدث عن دورهن ايام زمان في قيام الحياة اليوميه
دورهن الكبير في التربيه وفي القيام بالاعمال المنزليه وغيرها
من منكم يتذكر ايام الاختلاء او التحشيش
وتلك الحزم التي لو جبنا الان خمسة رجال لما استطاعوا حملها
والله اني اذكر قبل المغرب وهن ياتين من اعلى الجبال
وانك لا تكاد تشاهد من يحمل تلك الحزم من كبر تلك الحزم
فبعد صلاة الفجر كل واحدة تاخذ ذلك المخوض في منديل او جناع
مع بعض السكر والشاهي وبراد واحد الاولاد معها ثم تذهب الى الجبل
وتصرم الحشيش وتتركه مكانه حتى تاتي على منطقة كبيرة من الجبل
ثم تعود وتحزم ذلك الحشيش على شكل حزم صغيره
نسيت اسمها
وبعد ذلك يتم اخذ اغصان شجر الشث الاخضر
ويعمل منه ملوى اي حزام لتربط او تجمع فيه تلك الحزم الصغير
ويتم عمل حزمه كبيره
ثم تحمل على ظهورهن الى المنزل
ونسال الله ان لا يحرمهن الاجر على تلك المعاناة التي كنا يعانينا منها
ولم تكن تلك فقط اعمالهن فالمرأة منهن تعود الى المنزل
لتجد البقر في انتظارها لتحلبها وتعشيها وتروحها الى السفول
وترضع صغار الاغنام (البهم) من امهاتها
ثم تفصلها مرة اخرى
ثم ترجع للمطبخ لعمل العشاء للاولاد
وان كانت مرضع فتذهب الى صغيرها لترضعه وتنظفه وغير ذلك من الامور
ولا يجي العشاء الا وهي هاوية ثاوية ما عاد تقدر تتحرك
وتنام وهي تعلم ان هناك خلفها اعمال اخرى كثيره
فان كانت لن تذهب للاختلاء فهي ستذهب لتسقي البلاد
او تصرم او تحمي الطير او تسرح بالغنم والله يعينهم
وكل ذلك الالم والتعب اطرى من العسل على قلبها
والله يا زين الحياة زمان ويا جمالها رغم قسوتها
تقبلوا مودتي
ابو عبدالله
|