اعود للمنداة
في قريتنا الصغيره كانت المنداة خلف ساحتنا
وكانت تجميع الجميع الفترة الصباحية
وقد كان اغلب الجالسين من كبار السن
يناظرون في الوادي وفي الاغنام وفي بعض الرجال الذين يحرثون البلاد
وفي بعض النسوة وهو يسقون المزارع
ويوجهون من بعيد
فتارة تجد ذلك يصيح على احد ابنائه
ويوجهه بان يصوع الغنم في القزعه
واخر يصيح على راعي الغنم
التي غارت على عصيف زرعه
والنساء في منداة مجاوره
تسمعهم وهن يتعالمون بفطورهم الليلة السابقة
ويحكون ماذا قدموا وماذا طبخو
وماذا تسحروا ومتى قاموا للسحور
وغير ذلك من الامور
التي لا تتعدى امور الطبخ وحلب الغنم والبقر
وبعد كل هذه الامور التوجيهية من الاباء للابناء
يتكاثر الناس على المنداة
وهذا قادم من مكان بعيد
وبمجرد جلوسه ياخذون علومه
يالله كان بعضهم لا يبتعد كثيرا
او قد يكون في حدود القرية
ولكن لا بد من اخذ علومه
كان الشخص الذي يذهب الى الاسواق
هو اكثر المتحدثين بحكم البعد
واطلاع الجيمع على الاسعار والمواد المعروضه في السوق
الله على ايام زمان وعلى قرب القلوب من بعضها
يالله على ايام زمان وتعاضد الرجال وتحاب النساء
يالله على ايام زمان وطاعة الابناء للاباء
يالله على ايام زمان وجمال طبيعة الديار
|